الجزيرة - محمد العثمان:
أكد معالي الأمين العام المتحدث الرسمي للمجلس الأعلى للقضاء الشيخ سلمان بن محمد النشوان أن الحادث الأليم والآثم الذي وقع في جامع العنود بالدمام بعد أسبوع واحد فقط على حادث مسجد القديح بالقطيف يؤكد استهداف أمننا واستقرارنا ووحدتنا، ويسعى مخططوه ومنفذوه لإذكاء نار الطائفية وإشعالها وتأجيج الخلافات المقيتة خدمة للقوى الخارجية التي تحاول إشغال دولتنا - حرسها الله وأيدها بنصره وتوفيقه -.
وأضاف معاليه: ليست هذه الحوادث المستهدف فيها طائفة معينة بل هي ترمي لما هو أبعد من ذلك لشحن النفوس ونشر الفوضى والعنف دون أي إحساس بحرمة الدماء وعصمتها.
إننا أمام منعطف خطير واختبار كبير لوحدتنا والتفافنا حول ولاة أمرنا وعلمائنا؛ فينبغي أن تزيدنا هذه الحوادث قوة وتعاوناً للتصدي للمحاولات البائسة والأفكار التكفيرية التي يدعو لها فئام من الناس، أعماهم الجهل، والتبس عليهم الحق، وأصموا آذانهم عن صوت العلماء الراسخين في العلم؛ فتلطخت أيديهم الغادرة بدماء سيُسألون عنها يوم القيامة عند حكم عدل، لا يظلم مثقال ذرة، جل في علاه.
وأضاف معاليه: بحمد الله وفضله وتوفيقه، ثم بيقظة الجميع وجهود رجال الأمن، لم يستطع منفذ الجريمة دخول الجامع؛ ما قلل من الخسائر في الأرواح، فالحمد لله على قضائه وقدره .
ووجّه معاليه الدعوة إلى الاجتماع على الهدى والحق، والوقوف صفاً واحداً ضد هذا الفكر الضال المنحرف الذي يريد من خلال قيامه بهذه الجرائم إحداث فتنة وفُرقة، سيكون لَهَا الأثر السيئ على الجميع إن لم نحكّم عقولنا، ونجتمع على كلمة سواء خلف ولاة أمرنا وعلمائنا الذين يسعون للقضاء على هذا الفكر المنحرف وهذا الاستهداف السافر.
وفي ختام كلمته قال معاليه إن المجلس الأعلى للقضاء برئيسه وأعضائه وعموم القضاة ومنسوبي الجهاز القضائي والعدلي كافة في هذه البلاد المباركة يستنكرون هذا الحادث الإجرامي الأليم، ويدعون الله - عز وجل - أن يحفظ بلادنا وبلاد المسلمين من كل سوء ومكروه، وأن يعيذها من الفتن ما ظهر منها وما بطن، وأن يجمعنا على الحق والسنة، ويديم أمننا وأماننا، ويزيدنا إيماناً وصلاحاً، ويوفق ولاة أمرنا لما فيه صلاح البلاد والعباد.. اللهم من أرادنا وأراد بلادنا وأمننا وولاة أمرنا بسوء فأشغله بنفسه، واجعل كيده في نحره، واكفنا إياه بما شئت، وأنت السميع العليم.