ما زال أعداء الوحدة والاستقرار والعيش الكريم يسعون سعياً حثيثاً لزعزعة الأمن وجر الوطن لمستنقع الفوضى والاختلاف والفتنة وشق الصف وزوال الطمأنينة من خلال محاولات ترويع الآمنين والتعدي على الأنفس البريئة والدماء المعصومة عبر عمليات انتحارية نفذها أناس تجردوا من كل دين وخلق؛ حيث باعوا أنفسهم للهوى ولشياطين الإنس؛ فهؤلاء خوارج الزمان كلاب النار، زين لهم الشيطان أعمالهم وظنوا أنهم يحسنون صنعاً؛ وهم قد ظلموا أنفسهم وغيرهم، وما عملوه من فعل مشين تمجه الفطر السوية والعقول السليمة وخالفوا به الشرع المطهر الحنيف الذي جعلوا من ضمن ضروراته الخمس حفظ النفس، وعد التعدي عليها إلا بالحق مبررا ومسوغا شرعيا يقيمه الحاكم وما فتئ أولئك الخونة العملاء المأجورون سواعد أجندات خارجية، لعل آخرها الاعتداء الإجرامي الأثيم على مسجد الإمام علي بن أبي طالب ببلدة القديح في محافظة القطيف والتي راح ضحيتها أبرياء وعدد من الجرحى، والسؤال هنا: أي دين ومذهب يجيز الاعتداء على بيوت الله، وفي أفضل أيام الاسبوع؟
إن أعداء الدين والوطن ليسوا إلا دمى وأدوات يحركها أعداء الوطن في الخارج عبر سلوكيات وأعمال تخريب لهدم حصون الوحدة وتفتيت اللحمة حول القيادة، ونشر الشر والفتنة عبر قنوات ومنابر استقطبت قطيعاً تربى على الكراهية والبغض والعنف والسعي لإلحاق الأذى بالآخرين ضاربين بتعاليم دين السمحة والرفق عرض الحائط فلا دين يردع ولا خلق يصدهم اتبعوا الشيطان فصدهم عن السبيل.
إن لكل أم فاسدة ربائب أشد فساداً لقد حبلت التنظيمات الارهابية بمليشيات لتلد لنا القاعدة داعش الذي ولد مسخاً مشوهاً مفزعاً في هيئته وخلقه وسلوكه، إن أعظم أعداء الدين والوطن أبناء تسربلوا بسربال الدين وهو منهم براء خانوا الأمة وغدروا بالآمنين، أولئك حزب الشيطان يعدهم ويمنيهم وما يعدهم الشيطان إلا غروراً وبلادنا بلاد الحرمين الشريفين والتوحيد لم تكن بمنأى عن أعمال التكفيريين والإرهاب مما يجعلنا في أمس الحاجة للوحدة والتلاحم، ووأد الفتنة والضرب بيد من حديد على دعاتها، ومن يسعى لإيقاظها من مرقدها كائناً من كان فأمن الوطن واستقراره خط أحمر لا يمكن المساس به أو تجاوزه، ولنبدأ من الأسرة مروراً بالمدرسة والمسجد فالمنبر الاعلامي بكل صوره، حتى لا تصل لتلك المؤثرات في سلوك الجيل ما يفسدها سلوكاً وفكراً وعملاً .. اللهم اجعل وطننا آمناً مطمئناً، واحفظ ولاة أمرنا من كل سوء ومكروه.