يعتبر التاريخ ذاكرة للأمم وأرشيفاً للأحداث والمواقف، كما يحمل في طياته أخبار أقوام حلوا ثم ارتحلوا فتركوا آثارهم وشيئاً من أخبارهم.
عندما يكون لديك تاريخ عريض مليء بالأحداث والدروس والعبر كالتاريخ الإسلامي منذ بدء الرسالة المحمدية على صاحبها أفضل الصلاة وأتم التسليم حتى نهاية الدولة العثمانية، وما بعد ذلك من أحداث وعبر يكون الإرث ثقيلا والأمانة عظيمة.
نمتلك تاريخاً عريقاً مشرفا مليئا بالأبطال الحقيقيين الذين ضحوا بكل ما يملكون من أجل أن تكون كلمة الله هي العليا ومن أجل أوطانهم لم يدخروا جهداً أو مالاً فضحوا بالغالي والنفيس من أجل هذا الهدف النبيل وتلك القضية العادلة.
مثل هؤلاء ينبغي أن يتخذ أطفالنا وشبابنا قدوة لهم وأن يستسقوا من قصصهم الإلهام والحكمة ليتم بذلك الحفاظ على الهوية والسمو بالأهداف والطموحات الجليلة.
فالحري بالجميع الكبار والصغار قراءة التاريخ وسبر أغوارها على أن يكون ذلك من مراجعه الصحيحة المعروفة.
كما قال الشاعر:
ليس بإنسان ولا عاقل
من لا يعي التاريخ في صدره
ومن درى أخبار من قبله
أضاف أعمارا إلى عمره
ما حداني للتطرق إلى هذا الموضوع ليس التوعية بأهمية التاريخ فحسب ولو كان كذلك لكفى، لكن الناظر في حجم إصدارات الكتب الأجنبية لتاريخ الجزيرة العربية سيجد عجباً، فالكم كبير والمعلومات قليلا ما تصح سواء كان ذلك بسبب رداءة المراجع المستخدمة من كتب المستشرقين وبعض قليلي الخبرة وعديمي التخصص من العرب أولخدمة أغراض أخرى أخفوها في أنفسهم.
فتحريف التاريخ كذب وبهتان وظلم وتجن، وقد حرم الله الكذب وجعله منافياً لصفات المؤمنين، فعن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال لما سئل: أيكون المؤمن كذاباً؟ قال: لا. أخرجه مالك.
ويكفينا تحذيراً ووعيداً من الكذب وعاقبته قول النبي- صلى الله عليه وسلم-: (وإن الكذب يهدي إلى الفجور، وإن الفجور يهدي إلى النار، وما يزال الرجل يكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذاباً). متفق عليه من حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه.
وبكون التاريخ من العلوم الخالدة التي يستحيل أن تندثر ينبغي التنبه لهذا والوعي لمثل هذه الإصدارات التي لا تسمن ولا تغني من جوع بل ينبغي الحذر من أن تقع في يد أطفالنا وحديثي السن حتى لا تصلهم معلومات مغلوطة فترسخ في أذهانهم فيصعب بعد ذلك تغييرها فيعيشون حالة من نكران الذات وضبابية الهوية والخذلان النفسي.
- الخبر