العمل الإجرامي الجبان الذي نفذه مرتدون من خوارج العصر في مسجد في القديح بمحافظة القطيف معروفة ومعلومة مقاصده ونواياه. يسعى أولئك المرتدون والملحدون الجبناء إلى زعزعة أمننا ووحدتنا واستقرارنا. وبمشيئة الله لن يصلوا لذلك؛ فنحن نعيش في هذا الوطن المعطاء قلباً واحداً تحت قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - أطال الله في عمره على طاعته -، لا فَرْق عندنا بين سني أو شيعي، كلنا أبناء وطن واحد، وغايتنا واحدة، هي أمن واستقرار هذا الوطن الذي يختلف عن كل الأوطان؛ فبلادنا قِبلة المسلمين الذين يفدون إليها من كل حدب وصوب؛ لينعموا بالأمن والأمان حجاجاً أو معتمرين أو زواراً، ولن نسمح لأي عضو فاسد بأن يدنس تراب ومقدرات هذه الأرض بتطرفه، وسوف نظل صفاً واحداً خلف قيادتنا، نذود عن حياض هذا الوطن بكل غالٍ ونفيس؛ فكل شيء يرخص لأجل وطننا وقيادتنا. أما أولئك الأبرياء والشهداء الذين فارقوا الحياة بدون ذنب اقترفوه فهم أنفس زكية عند ربهم، وبمشيئته في الجنان. ومثل تلك الأفعال الجبانة تزيد قوتنا وتلاحمنا واعتمادنا على الله، ثم الوقوف خلف قادتنا. وهذه حقيقة لا يدركها أولئك القتلة الطغاة أعوان الشيطان. وتلك الدماء الزكية لن تذهب؛ فالله سبحانه وتعالى سيُنزل بمن نفذوها أشد عقوبته. ثم كما علمنا وسمعنا، فإن خادم الحرمين الشريفين وقد وعد بأن ينال كل من ساهم في تلك المجزرة الجبانة أشد العقاب. هذا حقه في الدنيا، وما عند الله أشد عذاباً. وإذا كنا تألمنا وبكى كثيرون ممن يمقتون الظلم وقتل الأنفس البريئة فإننا نشارك ذويهم العزاء، وندعوهم لأن يصبروا على ما ابتلوا به؛ فهذا قضاء الله، ولا راد له، لكن من حقهم أن يفرحوا أن أولئك الذين قُتلوا هم - إن شاء الله - في مكانة عالية عند ربهم، ولا يحتاجون منا إلا للدعاء. والموت نهاية كل مسلم، وهو طريق سوف نسلكه جميعاً (تعددت الأسباب والموت واحد).
سمعنا وشاهدنا جرائم، لكن بشاعة هذه الجريمة سوف تكون عقوبتها بقدر جرمها عند الله؛ كونها نُفّذت في بيت من بيوت الله والكل متجهون نحو ربهم. فهل هناك جرم أكبر من ذلك؟
هل عرف شبابنا المغرر بهم، الذين خدعوا أو الذين يؤيدون مثل تلك الجماعات الضالة الفاسدة وأهدافها، أنها تدعي الدين وهي أبعد ما تكون عنه؟ فاليهود وهم الذين يعادون الدين والملة هناك منهم من لا يمكن أن يقدم على مثل هذا التصرف ويقتل أبرياء وجهوا وجوههم إلى خالقهم في طمأنينة وسكون. هل أدركتم يا شباب الوطن ويا فتيات وطننا ما يحاك ضد وطنكم وما يسعى إليه أعداء الدين؛ ليجعلوكم قنابل موقوتة وخلايا نائمة ضد وطنكم؟ إذا لم تعتبروا بما يحدث فسوف تكونون أنتم إحدى الضحايا ووقود جرائمهم.. عودوا إلى صوابكم، ارجعوا لدينكم، احموا وطنكم ومقدساته ومقدراته، وتعلموا مما يحدث أمامكم طالما لا يزال هناك مجال للتوبة والعودة.. ألا تعلمون أنكم تقتلون أهلكم قبل أن تقتلوا غيرهم، وأنكم بذلك تخسرون كل شيء في الدنيا والآخرة؟ ولتعلموا أن الدولة - أعزها الله - قادرة - بمشيئة الله - على إفشال نواياكم ومخططاتكم، وإنزال أشد العقوبات بكم، فلستم ببعيدين عن يدها، وارجعوا لمن كانوا معكم الذين طالتهم يد الدولة والعدالة - ولله الحمد والمنة -.
الله هو حامينا وحامي دولتنا، وجنودنا الأوفياء على كل ثغر من ثغور الشرف والعدالة. فدولة منهجها ودستورها القرآن وقبلة المسلمين الله تكفل بحمايتها. ومثل هذا العبث الصبياني الجبان لا يؤثر فيها؛ فهي - بحمد الله - قوية بقوة الله، ثم رجالها القادة المخلصين الذين نذروا أرواحهم وكل شيء للذود عن وطننا المختلف عن كل الأوطان.
خادم الحرمين.. سر رعاك الله، فكلنا فداء لوطننا ومقدراته، وكل واحد منا يقدم روحه وما يملك فداءً لهذا الوطن الذي منحنا كل شيء. حفظك الله، وأيدك وإخوانك بنصره، وحمى الله هذا الوطن من الأشرار.