الجزيرة - سعد العجيبان:
أشادت عضو مجلس الشورى الدكتورة حنان الأحمدي بدور رجال الأمن إثر إحباطهم أمس العملية الإرهابية في جامع العنود بالدمام، وقالت: إننا مع جرح مسجد العنود وقبله جرح القطيف حيث تئن له سائر أنحاء الوطن.. فإننا نعيش أوقاتاً صعبة، فبين تشييع المصلين المغدورين في مساجدهم، وتشييع رجال الأمن الساهرين على الثغور، تواجه بلادنا عدوا غادرا يتستر بغطاء الدين، ويتخذ من الطائفية سلاحاً لزرع الفتنة في جسد الوطن. ورأت الدكتورة حنان الأحمدي لـ»الجزيرة» أهمية إدراك أن التطرف الفكري هو الرافد الذي يغذي ثقافة الكراهية والتكفير والطائفية والتفرقة والتمييز والتصنيف وكل آفة ابتلي بها مجتمعنا، مشيرة إلى أن ثقافة التكفير هي قمة جبل الجليد التي ترتكز على الكراهية والإقصاء وهي آفة تنخر كل معنى للإنسانية فينا.
وشددت الدكتورة حنان الأحمدي على أن واجبنا محاربة هذه الآفة بالقول والفعل الصادق المخلص لأجل الدين والوطن، مشيرة إلى أن ذلك ما جسدته كلمة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- حين قال: «كل مشارك أو مخطط أو داعم أو متعاون أو متعاطف مع تفجير القديح سيكون عرضة للمحاسبة والمحاكمة وسينال عقابه الذي يستحقه». وأضافت أن شجب الطائفية ونبذها هو أضعف الإيمان، ولكن بعضهم يخفي طائفية بغيضة خلف عبارات سامجة تشجب وتستنكر العنف جهراً وتتمسك سراً بالتكفير، مؤكدة أن علينا كمجتمع وكأفراد تبني موقف مسؤول حاسم حازم مع كل أوجه الطائفية والتصنيف والتكفير والعنف المستتر بالدين فقد تجاوز العدوان كل الحدود وأصبح خطراً يتهدد أمننا واستقرارنا. ومضت الدكتورة حنان الأحمدي في القول: إن بيان الأمانة العامة لهيئة كبار العلماء جاء حاسماً ومؤكداً أن الدين الإسلامي حَرَّم التعرض لدور العبادة حتى في الحروب المشروعة، فكيف باستهداف المساجد في دولة إسلامية؟!
وأضافت أن عدونا اليوم يحمل ملامح تشبه ملامحنا ويتحدث بلساننا ويوظف ديننا ويغرر بزهرة شبابنا، ويعيدهم لوطنهم ليتفجروا أشلاء في المساجد وبين الآمنين، مبينة أن الجهود الأمنية رغم أهميتها وكفاءتها لن تكفي لدحر هذا العدوان، بل هو واجب الجميع ومسؤولية الجميع.
ورأت الدكتورة حنان الأحمدي أنه وعلى الرغم من الفواجع المتتالية ورغم المصاب الجلل، إلا أن أبناء هذا الشعب «سنة وشيعة» أظهروا ولله الحمد والمنة أسمى آيات الوطنية والولاء والتكاتف بتعاونهم وتآزرهم في هذا الظرف الذي دفعنا بشكل أكبر للتمسك بلحمتنا الوطنية والوقوف صفاً واحداً أمام الإرهاب.وأضافت أن قوافل المعزين والمؤازرين والمتعاطفين من كل أنحاء المملكة ومن كل الأطياف لا تزال تتوالى تعبيراً عن أجمل مشاعر الإنسانية واللحمة والتكاتف. وأكدت الدكتورة حنان الأحمدي على أننا اليوم أحوج ما نكون إلى التكاتف لأجل وطننا أكثر من أي وقت مضى، فحماية هذا البلد واجبنا جميعاً، والخطوة الأولى نحو أمنه واستقراره تتمثل في نبذ الطائفية وتعزيز معاني الوطنية وحقوق الإنسان، سائلة الله للضحايا الرحمة والمغفرة وأن يسكنهم فسيح جناته ويلهم أهلهم وذويهم الصبر والسلوان وأن يمن على المصابين بالشفاء العاجل ويحفظ بلادنا من الفتن والشرور.
الظرف دفعنا بشكل أكبر للتمسك بلحمتنا الوطنية والوقوف صفاً واحداً أمام الإرهاب.