الدمام - ظافر الدوسري:
استنكر مشائخ ومسؤولون في المنطقة الشرقية التفجيرات الآثمة التي وقعت قرية القديح بمحافظة القطيف الجمعة قبل الماضية, حيث أكد قاضي الاستئناف بالمنطقة الشرقية ورئيس مجلس إدارة المكتب التعاوني للدعوة والإرشاد وتوعية الجاليات بغرب الدمام فضيلة الشيخ إبراهيم السياري قائلاً: إن هذه الجريمة مقصود منها زعزعة الأمن، ونحن في هذا الوطن المبارك ولله الحمد ننعم بجبهة داخلية متماسكة مهما حاول الضالون والمدفوعون من الخارج ضرب المجتمع بأفعالهم المجرمة، والتي يحاولون بين الفترة والأخرى تنفيذها في المملكة، فبقدر ما نتألم منها ونقف مواساة وحزنا على ضحاياها، إلا أنها تقوي من لحمتنا تجاه هذه المحاولات الجبانة والخائنة.
وأضاف السياري: إن هؤلاء مندسون، وقد يكونون نفذوا جريمتهم بتجييش من الخارج لضرب وحدة هذا المجتمع المبارك، ولكن بحمد الله نحن نعيش في دولة قوية وحريصة على اجتثاثهم وكشف مؤامراتهم الخبيثة والتي لا يقرها عاقل يضع مخافة الله نصب عينيه، ويدرك أن إزهاق النفس بغير حق ظلم فادح وجور كبير.
فيما عبر مدير المكتب التعاوني للدعوة والإرشاد وتوعية الجاليات بمحافظة القطيف الشيخ راشد بن سعيد الهاجري عن حزنه الشديد لمثل هذه الأعمال وألمه لمثل هذه التفجيرات التي تستهدف نفوسا بريئة ليس لها ذنب. وقال إن هذا العمل إجرامي جبان، ترفضه الإنسانية المؤمنة ولا يمت للإسلام بصلة ونحن نستنكر ذلك بشدة وندعو كافة المواطنين إلى الالتفاف حول القيادة والوقوف مع بعضهم البعض حماية للوطن والمواطن وأبناءه الأوفياء سيبقون أنموذج الألفة والتعايش والوطنية الصادقة، ولن ينال البغاة من هذا الجسد الواحد، الذي يحمل بين جنبيه كل معاني الإسلام السمحة، والتي تبرأ من سفك الدماء البريئة، وترويع الآمنين، وشق الصف المسلم، والإساءة لوطن الإسلام والعروبة والسلام.
من جانبه أدان مدير عام فرع وزارة العمل بالمنطقة الشرقية د. محمد بن عبدالرحمن الفالح بشدة الحادثة الإرهابية التي استهدفت المصلين بصلاة الجمعة ببلدة القديح بمحافظة القطيف، معتبراً إياها جريمة بشعة بحق الإنسانية تهدف إلى ضرب الوحدة الوطنية وشق صف الشعب السعودي وزعزعة استقراره.
وأكد الفالح أن التفجير الإرهابي الذي استهدف الآمنين في القطيف كشف الأقنعة المستترة، فلا يقر هذا التفجير إلا عدو للإسلام وأهله من ذوي النفاق والضلال والحقد والتكفير، مشدداً بأنه تفجير فظيع، جمع عدة منكرات، منها سفك الدماء المعصومة، وانتهاك حرمة بيوت الله الآمنة، والإخلال بالأمن، وإيقاظ الفتن، وأردف إن المملكة بقيادة خادم الحرمين -حفظه الله- ستمضي قدماً بعون الله في مكافحة الإرهاب بحزم لاجتثاثه ودك حصونه، مشيداً بهذا الصدد بما يبذله رجال الأمن وجميع الأجهزة الأمنية بقيادة سمو ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية من جهود في سبيل محاربة الإرهاب وملاحقة الإرهابيين ووأد مخططاتهم وأن الحوادث العرضية التي تريد ضرب الوحدة الوطنية، لن تؤثر على ترابط وتماسك أبناء المجتمع بكل شرائحه؛ لأن تلك اللحمة منطلقة من مبادئ راسخة وأسس سليمة في ظل قيادة لا تفرق بين مواطن وآخر؛ وهو ما أكده خطاب خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله- الأخير بأن أبناء الوطن متساوون في الحقوق والواجبات ولا فرق بين مواطن وآخر، وما قامت دعائم هذه الدولة إلا على التمسك بالشريعة الإسلامية التي دعت لحفظ حقوق الإنسان وحمايتها، وما قام به الحكم في بلادنا على أساس العدل والشورى والمساواة.
وعبر الأستاذ فيصل بن خالد المطيري المستشار الأسري، عن حزنه الشديد للفاجعة التي وقعت بالقطيف قائلاً: تهتز المشاعر الإنسانية لتلك الأنفس البريئة التي أزهقتها يد الإجرام ويحتار الفكر السوي لتلك المحاولات الخبيثة التي سعت لضرب وحدة الشعب والعبث بأمن الوطن، لذا وجب على جميع من يعيش على أرض هذا الوطن الاصطفاف خلف قيادته في محاربتها للأفكار المنحرفة والمخالفة لنهج الإسلام، وتعد المؤسسة الأسرية أحد أهم المؤسسات المكونة للمجتمع والتي لابد لها أن تقوم بأدوارها تجاه هذا الوطن وتعزيز أمنه الفكري وتقوية وإبراز الهوية الوطنية على اختلاف المذاهب التي تنعم بالعيش على أرض هذا الوطن من خلال ما تقوم به الأسرة من أدوار تربوية تساهم أولاً في رفع الوعي لدى أبنائها المراهقين، وتغذية الجانب العقلي على الجوانب العاطفية الانفعالية وإدراك مآلات الأمور والتفكير بنواتج وعواقب الأفعال والتربية على تقبل الآخر على مهما كان الاختلاف وعدم الإقصاء والحدية في المواقف وتدريب المراهقين على ضبط النفس وفنون وآداب الحوار، والبعد عن ردود الفعل المتشنجة، وإذكاء روح التسامح والاطلاع على الثقافات الأخرى.
كذلك من أدوار الأسرة تربية الناشئة على معاني الارتباط والولاء الوطني من خلال بيان الأخطار التي تحيط بوطننا وبيان ما تقوم به المملكة العربية السعودية من أدوار وجهود في خدمة الإنسانية بشكل عام، وخدمة الإسلام والمسلمين بشكل خاص، وخدمة المواطنين وأمنهم وراحتهم ورفاهيتهم بشكل أخص واختتم مشاركته برسالة إلى القائمين على هذه الأسرة من آباء و أمهات بالقول: أنتم الحصن الأول للتصدي للانحرافات الفكرية والسلوكية فلا تتقاعسون عن القيام بأدواركم وواجباتكم.