الجزيرة - محمد العيدروس / تصوير - عبدالرحيم نعيم:
أعلن معالي وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد الشيخ صالح آل الشيخ أن وزارته تلاحق كل من يثبت عليه انحرافاً فكرياً أو توجهاً معيناً سواء من الخطباء في الجوامع أو الدعاة.
وقال معاليه نحن نرصدهم عبر التويتر أو المحاضرات ونستوعبهم ونقوم بعرضهم على لجنة استشارية متخصصة لبحث أوضاعهم والتحقيق معهم.
مشيراً في هذا الصدد إلى أن المملكة نجحت ولله الحمد بكل كفاءة في مواجهة الإرهاب وتعتبر الأنجح عالمياً، واتبعت نهجاً مثالياً يتمثل في قوة معالجة أمنية يواكبها خطط للمعالجة الفكرية.
وقال معاليه: أن الفكر لا يواجه إلا بالفكر الصحيح، وهناك العديد من لقاءات المناصحة والتبصير والتثقيف التي عقدت مع المنحرفين (فكرياً) وأغلبها نجحت.
ومضى معاليه يقول: كثيرون من هؤلاء لا يعلمون شيئاً عن الفقه الشرعي ويتأثرون سلباً بمن حولهم، ولذا نجد أن الكثير منهم بعد جلسات المناصحة في مركز الأمير محمد بن نايف للمناصحة يتوب ويعلن تراجعه عن أفكاره إلا أن البعض منهم يعود للإنتكاسة بعد أن يخرج ويلتف حوله الأشرار ليقع ضحية مرة أخرى للفكر الضال وخاصة عبر الإنترنت.
وأشار إلى وزارة الشؤون الإسلامية قامت بأدوارها الوطنية في محاربة الفكر الضال من خلال خطبائها وعلمائها ودعاتها وعبر العديد من المناشط والفعاليات.واستشهد معاليه في هذا الصدد، بموقف لأحد الخطباء كان يكتب ويغرد على التويتر بمخالفات وأفكار منحرفة وذات توجه معين، وبعد أن تم استدعاؤه والتحقيق معهم حول ما غرد به وكتبه.أوضح وأقسم أنه لا يعلم شيئاً عن ذلك، وأنه تعاقد مع أحد الشركات المتخصصة التي تعمل في الخارج وهي التي تتولى إدارة موقعه على التويتر وهي التي تكتب وتعلق نيابة عنه.
ونبه معاليه في هذا الصدد إلى خطورة توجه الكثيرين لمكاتب وشركات تدير مواقع إعلامية للمسؤولين أو الدعاة أو المشايخ نيابة عنهم وبمقابل مالي.
وبين وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد في هذا الصدد إلى أن كل ما يرتبط بالوزارة وظيفياً يتم التعامل معه من قبل الوزارة بشكل رسمي وحازم وتتخذ أقسى العقوبات بحق من يثبت تجاوزهم.
وأما الذين لا يرتبطون بالوزارة وإنما كان حاضراً أو محاضراً أو مشاركاً أو ضيفاً في ملتقى أو نشاط تنظمه الوزارة وارتكب مخالفة فكرية ما أو دعوات منحرفة فأولئك لا يحسبون على الوزارة أو منسوبيها، وتتم محاسبته من قبل أجهزة الدولة الأمنية.
ونفى الشيخ صالح آل الشيخ في هذا الصدد بشكل قطعي، تسبب أو تأثير أحد مناشط أو منتديات وزارة الشؤون الإسلامية التي تقيمها في جميع مناطق المملكة في أفكار ضالة أو انحرافات إرهابية أو غير ذلك، باعتبارها أنشطة وفعاليات منهجية ومدروسة وعلمية وتخضع لإشراف ومتابعة من الدولة.
وقال أغلب ما رصدناه من أفكار وتجاوزات مسببة تأثر البعض بالأفكار التي يتم الترويج لها عبر الإنترنت من مواقع خارجية مشبوهة. وأكد أن جميع أنشطة وفعاليات الوزارة تتجه بقوة نحو تجفيف هذه الأفكار الضالة والقضاء عليها.
وقال معاليه في هذا الصدد: نحن لدينا الكثير من المشايخ والعلماء الذين أخذوا على عاتقهم نشر الوسطية والتحذير من الغلو والتشدد ونجحوا في ذلك ولله الحمد، كما أن جميع البرامج والفعاليات التي يتم تنفيذها تحت إشراف مشرفين متخصصين من الداخل.
ولكن قد يحدث ويتأثر أحدهم بفكر خارجي اكتسبه عن طريق مواقع التواصل والنت، كما هو الحال في أي حراك اجتماعي أو ثقافي، إلا أننا في المقابل رصدنا آثاراً إيجابية فاعلة لأنشطتنا.
واستغرب معالي وزير الشؤون الإسلامية في هذه الصدد عن السر في رفض القائمين على المواقع العنكبوتية المشبوهة التي تدعو إلى تجنيد الشباب والتغرير بهم على إقفالها وحظرها من مواقع بثها في عدد من الدول.
وقال أن تجنيد صغار السن والتغرير بهم عبر هذه المواقع عال جداً وسينعكس سلباً عليهم وعلى شعوبهم.
ودعا معاليه إلى التنبيه لظاهرة تجنيد صغار السن وما يشكله من قنبلة موقوتة وشر كبير لا قدر الله في المستقبل.
وقال يجب أن نواجه ذلك بحزم وحسم.
وحول الخطاب الديني في المملكة، أوضح وزير الشؤون الإسلامية أن الخطاب الديني يخضع للاجتهادات الشخصية وبدون منهج عام وإنما من خلال الفهم للشريعة الإسلامية، وهذا جزء من الإشكال.
وأضاف أنه من الصعب أن تجمع جميع الخطباء وتفرض عليهم طريق خطاب آخر.
نحن نبحث عن التجديد للخطاب الديني كوسيلة، ونؤطر محتوياته وأهدافه وتغليب الترغيب على التخويف.
وحول خطب الجمعة ومدى رضا الوزارة عن الخطباء، قال معاليه نحن إخوان والرضاء لا يعني الكمال نعم حدث اختفاء لما كان يحدث (سابقاً) مثل تهييج المجتمع وتأثير الفكر الخاص وتناول الرموز والأطراء على رموز واشخاص خارج المملكة وإذا حدث شيء مستجد أو مفاجئ تتم معالجته بشكل فوري وحاسم.
وعن دعاء القنوت في رمضان أكد معاليه أن دعاء القنوت في غير رمضان يجب أن يكون بإذن رسمي من الوزارة، فلا يقنت الناس في نازلة إلا بأمر ولي الأمر، والقنوت سنة وليس واجباً، وقال نحن نوجه الخطباء باستمرار من خلال لجنة مختصة وحريصون على دعمهم وتوجيههم.
وحول حادثي التفجير في القديح بالقطيف أكد معاليه أن الحادث مفجع بكل المقاييس، هدفه أمن الأمة وارتباط الناس بالدولة ووحدة الناس بالمجتمع، والتفجير الآثم مرفوض ومنكر بجميع المقاييس من حيث الدين والشريعة الإسلامية وفي جميع المذاهب.
نحن يدٌ واحدة مع ولاة أمورنا ضد المجرمين والإرهابيين، وسنكون بالمرصاد لكل من تعرض لديننا ووطننا.
وأضاف أن تنظيم داعش الإرهابي زرع الكراهية في النفوس وزرع التهييج في المجتمعات الإسلامية واشعل الكراهية بين الشيعة والسنة بزرع الفتن وتهييج كل طرف على الآخر.
وقال معاليه إن بلادنا وحكومتنا الرشيدة صافية بيضاء، نشأت على الإسلام تعاملاً وتعاطياً وحريصة على مصالح الناس وتعطي بلا حدود.
وعلى الجميع بمختلف أطيافهم ومذاهبهم الالتفاف أكثر حولها وحول الوطن وعدم إتاحة الفرصة لمثل هذه التنظيمات الإرهابية لتفتيت الوحدة الوطنية، ولا يجوز لكائن من كان الحديث عن طائفة ما، أو القيام بأدوار ولي الأمر - حفظه الله -.