بعد مباراة الهلال والرائد الأخيرة، قلت: إن الهلال يقدم أفضل عروضه الآن، وقام من كبوته ورزق بمدرب (عبقري) يشهد له تاريخه وتزكيه أرقامه، وليس نحن، فهذا المدرب حقق نسب نجاح باهرة مع الفرق التي دربها، ومع الهلال حقق أعلاها، فهو حقق ما يربو على الـ80% من النجاح مع الفريق، ولم يخسر إلا في مباريات محدودة، وبأخطاء لاعبيه، وانتشل فريقه من الضياع الإداري والفني، الذي كاد أن يعصف به كما عصف بكل الأندية التي ذهبت ولم تعد، وهذا اليوناني المتجهم، أعاد فريقه إلى الساحة، وإلى عافيته الفنية، في فترة تعتبر خارقة في عمر الزمن، وربط بين صفوفه، وخلصه من اللعب الفردي، وعوده على اللعب السلس الحديث، لكني استدركت حينها وقلت، هل ما يحدث الآن هو عودة حقيقية للزعيم، إلى زعامته المحلية والآسيوية، وإلى هيبته وعلوه الذي لم يزهد فيه يوماً، أم أن الحكاية هي مجرد (فورة) فنية ما تلبث أن تزول؟؟ قلت هذا بناء على ما قدمه الفريق في تلك المباراة، واستشرفت المستقبل على ما شاهدته فيها، من عك فني، وتراجع في الأداء من الجميع، خصوصاً خطي الوسط والهجوم، فالوسط كان مزحوماً باللاعبين، وهذا ما يريده المدرب، وما تعتمد خطة لعبه عليه، لكنه في نفس الوقت كان تائهاً، يحرث الملعب، ويصول ويجول فيه، وفي النهاية لا يقدم أي فائدة فنية، والهجوم قطع عنه الماء والكهرباء، بالضرورة جراء سلبية الوسط، واستسلم هو الآخر ولم يحاول أن يبحث عن حلول فردية، وانتهت المباراة، وكاد الفريق أن يخسرها لولا عناية الله، وبالفعل الأحداث في القادم تصادق على حدسي، وتأتي بعدها مباراة النصر، بذات المشهد تماماً!! الوسط يحرث العشب، لكن دون لعب!! والهجوم مفصول وغير مؤهل للحلول!! وفوق هذا الوسط كان مشحوناً حد الرعونة، وفي النهاية يطرد منه لاعبان، بعدها يخسر الفريق اللقاء، بفضل رعونة وسلبية خطي الوسط والهجوم، ثم تأتي مباراة بيروزي الآسيوية في الذهاب (كلاكيت) ثالث مرة، فطريقة اللعب وأخطاء الوسط والهجوم، كانت (قص لصق) في المباريات الثلاث، ويخسر الفريق أيضاً، بالرغم من أنه كان قريباً من الفوز، لولا نيران ديقاو الصديقة التي أحرق بها مرماه!! المدرب لا يلام حقيقة على تكثيفه منطقة الوسط، والاعتماد عليها في صناعة اللعب والتسجيل أيضاً، فهذه إحدى طرق اللعب الحديثة، وهي ناجحة، لكن لاعبي وسط الهلال، لم يكونوا مؤهلين لها في الواقع، فهم لم يحسنوا الدفاع، ولم يفلحوا في اهجوم، وأضاعوا أدوارهم في الوسط!! وهذا ما يفسر شحنهم الزائد وطردهم في كل مباراة، وربما هم بحاجة للمزيد من الوقت لتشرب هذه الطريقة، بحكم حداثة تجربتهم مقارنة بتجارب لاعبي الكرة في الدول المتقدمة كروياً، وحل المشكلة المؤقت، ذكرته أنا أيضاً على هامش ما يحدث للفريق، وكرره كثيرون غيري، فالفريق بحاجة لغربلة فنية، بالذات منطقتي الوسط والهجوم والتي يدور فشل الفريق وحوارنا عليهما، والأخبار التي تأتينا من مصادرنا داخل المطبخ الهلالي، تقول إن الإدارة تعمل الآن بالفعل جدياً، لسد تلك الخانات بلاعبين أجانب يساعدون الفريق في مهمته الآسيوية، ويعتمد عليهم في الموسم القادم، وإن صحت تلك الأخبار، واستجابت الإدارة لنداءات الغيورين والخبراء، فحينها بالتأكيد ستنفرج أزمة الزعيم، وستعينه تلك التدخلات الفنية للعودة، لحين ترتيب الأوراق مجدداً، المقال ينشر بعد مباراة إياب بيروزي، وإن تأهل الفريق عبرها، فإن ذلك لن يغني من الحق شيئاً، فالفريق يعاني ولن يواصل، وإن خسر فلا غرابة، فهو يعاني كثيراً في الوسط والهجوم، ولا يملك من يحسم له اللقاء.
- صالح الصنات