دعيت للمشاركة في الملتقى الخامس لنادي تبوك الأدبي تحت عنوان (الثقافة والانتماء) بدعوة كريمة من الأخت الأستاذة هيله البغدادي عضو مجلس الإدارة، فشعرت بسعادة غامرة حيث سأقف إلى جانب هذه الصفوة الفكرية والأدبية والإعلامية المبدعة مُشاركةً مُتفاعلة لما يتم طرحه خلال هذا الملتقى الذي أجزم أنه جاء في وقت أحوج ما نكون فيه إلى التذكير بالانتماء للوطن في ظل الظروف المحيطة من اضطرابات وفرقة تجتاح المنطقة، وفي ظل أمن وأمان واستقرار وتنمية شاملة في وطن قدم لنا الكثير ولابد من المحافظة عليه والتضحية من أجله. وعندما يقيم نادي تبوك الأدبي هذا الملتقى (الثقافة والانتماء) فإنه بما عرف عنه من مساهمات وطنية وثقافية تثري جوانب حياتنا الفكرية فإنه يقدم مساهمة وطنية، وعملاً يشكر عليه، ويسجل في تاريخ إنجازاته التاريخية، فلهم منا الشكر والتقدير على هذا الجهد والاستضافة المميزة. حقاً لقد كان الملتقى رائعاً بمعنى الكلمة من بداية الاستقبال في المطار ولقاء المسئولين في النادي الأدبي ورئيس النادي الدكتور نايف الجهني الذي تميز بحسن الاستقبال وكرم الضيافة وما سرنا وسعدنا به هو ما شاهدناه في منطقة تبوك من تطور تنموي شمل جميع المجالات التنموية والحيوية والورد والقرنفل المنتشر في الميادين والأماكن العامة وهنا تنامى إلى ذهني ما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم حين قال لمعاذ بن جبل « يُوشِكُ يَا مُعَاذُ إِنْ طَالَتْ بِكَ حَيَاةٌ أَنْ تَرَى مَا هَا هُنَا قَدْ مُلِئَ جِنَانًا «. رواه مسلم في صحيحه رقم الحديث (6086 ).
وما أضفى على الملتقى سعادة وبهجة وسروراً في اليوم الأول كان اللقاء الممتع والمشوق مع صاحب السمو الملكي الأمير فهد بن سلطان بن عبدالعزيز - يحفظه الله - أمير منطقة تبوك في مكتب سموه في الإمارة، حيث استقبلنا بكل حفاوة واهتمام - ضيوف الملتقى - من الأدباء والأديبات والإعلاميين والإعلاميات والمثقفين والمثقفات القادمين من مختلف مناطق المملكة للمشاركة في هذا الملتقى الثقافي الخامس بأدبي تبوك، وقد ساد اللقاء روح المحبة الصادقة من سموه الكريم بما تميز به من سعة أفق ورحابة صدر، حيث تحدث عن الثقافة والانتماء ودور الإعلام المهم في خدمة قضايا الأمة، وقد رحب بالمشاركين قائلا: أرحب بكم في هذا المكان فإمارة المنطقة هي مكان لكل المواطنين والمقيمين على حد سواء، ونحن هنا نشكل معكم حلقة عمل ووصل لتنمية شاملة في كافة المجالات، مشيداً سموه بجهود ودعم ورعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - يحفظه الله - للأدب والثقافة بالمملكة، وكانت سعادتنا كسيدات في هذا اللقاء عارمة عندما تحدث سموه عن دور المرأة الهام في الحراك الثقافي والمشهد الأدبي، وأن حضورها يعد جزءاً لا يتجزأ من أي عمل، فهي نصف المجتمع وأهمية مشاركتها تكمن في حضورها الدائم في أي مشهد، معولاًًً سموه على الأدباء والأديبات والمثقفين والمثقفات والإعلاميين والإعلاميات في تبيان الحقائق وإيصال رسائلهم البناءة للمجتمع بكل صدق وأمانة.
في ظل وطن نتفيأ ظلاله، وننعم بأمنه واستقراره، وبقيادته الحكيمة، ومعطياته ومكتسباته الحضارية.
حفظ الله لنا قائد مسيرتنا خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز، وولي ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز أيدهم الله بنصره وتوفيقه.