الجزيرة - تغطية - عبد الرحمن المصيبيح / تصوير - فتحي كالي:
وقَّع الشيخ محمد بن عبد الكريم اللحيدان اتفاقية زيادة مبلغ وقفه لدى جامعة الملك فهد للبترول والمعادن، الذي أسسه الشيخ اللحيدان في ابريل عام 2012م، لدعم تنميته وزيادة أثره على المستفيدين منه، وكان ذلك بحضور ممثل الجامعة الدكتور أحمد بن سعد القحطاني المدير التنفيذي لصندوق دعم البحوث والبرامج التعليمية (وقف الجامعة)، وذلك بمكتب الشيخ محمد اللحيدان بالرياض.. وبحضور معالي الدكتور مطلب بن عبد الله النفيسة وزير الدولة عضو مجلس الوزراء، والدكتور محمد بن عبد الرحمن القويز من جامعة الملك سعود، والدكتور عبد الرحمن بن محمد أبو عمه الأستاذ بجامعة الملك سعود، والأستاذ خالد بن مطلب النفيسة ونادر بن محمد اللحيدان، ومحمد بن خالد بن محمد اللحيدان.
كلمات مضيئة
وعقب نهاية توقيع الاتفاقية تحدث الشيخ محمد بن عبد الكريم اللحيدان بقوله كان اختاري لجامعة الملك فهد للبترول والمعادن من بين جامعات أخرى، نظراً لما تتميز به الجامعة من قدرات علمية وبحثية ومكانه متقدمة بين جامعات عربية وأجنبية، وبالتالي فإن دعم رسالتها التعليمية والبحثية يعزز دورها التنموي ويسهم في رفع مكانة الأمة العربية بين الأمم، كما يعمل على رفاهية الإنسان وتقدمه. ولعل تكامل وتضافر جهود القطاع العام والخاص لدفع عجلة التقدم العلمي يصب في مؤازرة النهضة الوطنية والإقليمية للإنسان العربي. ويتوجه الوقف لدعم تأهيل الطلبة المتفوقين أكاديمياً وغير القادرين على تحمل نفقات الدراسة ولدعم البحوث العلمية في المجالات النادرة في الوطن العربي، وتمويل محفزات تشجيعية للتفوق والإبداع.
ويهدف الوقف في الأساس إلى دعم البحوث العلمية النادرة والإسهام في الإبداع والابتكار العلمي ومساعدة الطلبة العرب المتميزين للتفوق في مجالات العلوم و الهندسة.
ولعل ذلك يؤصل، كما هو التعليم في كل أنحاء العالم، نشر ثقافة التسامح والتعايش بين مُكونات الوطن العربي دون تمييز على أساس الفوارق المعاصرة. ومن ذلك الإسهام في التنمية الإنسانية للمجتمع العربي من خلال تنمية بعض أفراده وتحسين أوضاعهم المعيشية وازدهارهم الأسري وزيادة فرص مشاركتهم الفاعلة والإيجابية في مجتمعاتهم. ولقد تم الاتفاق مع الجامعة على آلية لاستثمار الوقف تضمن بإذن الله نموه بحيث يشمل طلبة أكثر عدداً وأبحاثا متخصصة أكثر تقدماً، وسيعمل ولو بنسبة صغيرة في تلبية بعض الحاجات الملحة للتنمية في المنطقة في مجالات الهندسة والطاقة والبيئة. ولعلي أختم بالقول أن «لا قوة للعرب ولا مكانة لهم بين الأمم الأخرى إلا بالعلم والإسهام الفاعل في الإبداع والاختراع، كما كانوا في عهد الحضارة الزاهر».
القحطاني يتحدث للجزيرة
من جانبه، عبّر الدكتور أحمد سعد القحطاني المدير التنفيذي لصندوق دعم البحوث والبرامج التعليمية - وقف جامعة الملك فهد للبترول والمعادن، عن خالص شكره وامتنانه للشيخ محمد بن عبد الكريم اللحيدان لدعمه لوقف الجامعة، حيث يرغب الشيخ - جزاه الله خيراً - تقديم منح للطلاب الذين يرغبون في مواصلة تعليمهم العالي، ولكن ليس لديهم إمكانية مادية لتحمُّل أعباء المعيشة، خصوصاً طلاب الماجستير والدكتوراه، فهم بحاجة إلى دعم مادي يساعدهم على مواصلة التعليم وتحقيق أمنياتهم.
لذلك، فالشيخ محمد اللحيدان - وفقه الله - رأى أن يُوقف مبلغاً يستثمر ويصرف من عائد استثماره على هؤلاء الطلاب المتميزين لمواصلة تعليمهم، كما أبدى الشيخ رغبته أن يُصرف من عائد استثمار هذه الأموال على الطلاب المتميزين لتشجعهم على الإبداع والتفوق...
ومضى الدكتور القحطاني في حديثه عن الشيخ اللحيدان قائلاً: إن هذا الرجل يؤمن إيماناً تاماً أنّ الأمة العربية ليس لها سبيل بأخذ مكانتها بين الأمم إلا بالتعليم، لهذا يرى أن دعم الطلاب المتميزين سواء من المواطنين أو من أبناء الدول العربية المجاورة، هو السبيل الوحيد في أن ترتقي الأمة وتتحسَّن أحوالها في المستقبل، لذلك فهو يؤمن إيماناً قوياً وأصيلاً أن التعليم هو السلاح الأقوى، وليس بدعمهم المؤقت والمستهلك، لهذا خصص المنحة بأن تكون لمواصلة التعليم للطلاب المتميزين، وخصوصاً في التخصصات التي تهم مسيرة التنمية - مثل الهندسة، العلوم، والمياه والبيئة.
وأبرز الدكتور القحطاني مشاعر وسعادة منسوبي الجامعة وطلابها نحو مبادرة الشيخ محمد اللحيدان ودعمه للعلم وطلابه، وقال إن هؤلاء المسؤولين ينظرون إلى الشيخ نظرة إعجاب وتقدير لنظرته الثاقبة والسامية بدعم التعليم، وهذا يشجعنا أكثر نحن في الجامعة، بأن نجتهد أكثر في صيانة الوقف واستثماره لتحقيق أهداف الواقف جزاه الله خيراً.
الشيخ اللحيدان وتقديره للجامعة
وتظل جامعة الملك فهد للبترول والمعادن محل ثناء وإعجاب وتقدير الشيخ محمد العبد الكريم اللحيدان، ومن عبارات الثناء والتقدير تلك الكلمات التي وجهها الشيخ محمد اللحيدان في أحد خطاباته بمناسبة مرور خمسين عاماً على تأسيس جامعة الملك فهد للبترول والمعادن، وكان من بين تلك الكلمات التي حملها الخطاب والموجه لمعالي مدير الجامعة الدكتور خالد بن صالح السلطان.. قال الشيخ اللحيدان:
في البداية، أود أن أهنئكم بمناسبة مرور خمسين عاماً على تأسيس هذا الصرح العلمي، الذي أهدى وطننا الغالي نخبة من الكوادر المتميزة، التي شاركت في تطوير القطاع الهندسي والتقني، ونهضت بدور بارز في مسيرة التنمية الوطنية، وعرفت الجامعة منذ تأسيسها بالحزم والنظرة الراقية لها من قِبل دول العلم والطلاب المتطلعين للتميز.
لقد قامت الدولة - وفقها الله - بواجبها في تأسيس ودعم هذه الجامعة، التي تُعد إحدى دعائم النهضة التعليمية والعلمية والصناعية في المملكة، وبقي دور المواطن والمؤسسات في تعزيز المسيرة التعليمية والبحثية في بلدنا، أسوة بما يقوم به القطاع الخاص ورجال الأعمال بالدول الأخرى.
ففي البلدان المتقدمة، تتضافر جهود القطاعين الحكومي والأهلي لخدمة البحث العلمي، باعتباره أساساً لنهضة أي مجتمع ورفعة مكانة الدول، وعاملاً مهماً في تطوير المعرفة.
ويحدثنا التاريخ العريق للأمة العربية والإسلامية وخبرات الجامعات العالمية الكبيرة، عن أهمية دور الأفراد والمؤسسات الخيرية مثل الأوقاف في تعزيز مسيرة التعليم والبحث العلمي.
وعن طريق دعم البحث العلمي تستعيد الأمة العربية مكانتها باعتبار أن البحث العلمي أساس التقدم وركيزة النهضة ويوفر حلولاً علمية لمشاكل التنمية وتحدياتها.
ومن هذا المنطلق، ومن إيمان عميق بأهمية البحث العلمي، وللمكانة العلمية لجامعة الملك فهد للبترول والمعادن، ولسمعتها العريقة وقدرتها على إجراء أبحاث علمية تخصصية وتقنية تساعد في إيجاد حلول لمشاكل وتحديات تواجه مستقبلنا في المياه والطاقة والبيئة والعلوم النادرة النافعة، ومساعدة القادرين على التحصيل من أبناء هذا الوطن والوطن العربي حسب القدرة، فإنه يسرني أن أُوقف مبلغاً حسب القدرة المتواضعة وحسب ما تم الاتفاق عليه مع الجامعة للصرف من ريعه على البحوث الإستراتيجية ذات الارتباط الوثيق بمسيرة التنمية، لعلّي أساهم ولو بقدر يسير في طموحات الجامعة الكبيرة - إن شاء الله -.
الشكر والتقدير يتواصل
وتظل جامعة الملك فهد للبترول والمعادن تواصل شكرها وتقديرها للشيخ محمد اللحيدان، ومن عبارات الشكر والثناء تتقدم جامعة الملك فهد للبترول والمعادن بخالص الشكر والتقدير لسعادة الأستاذ محمد العبد الكريم اللحيدان، على تبرعه السخي لدعم أنشطة الجامعة في البحوث الإستراتيجية المتعلقة بمسيرة التنمية، كأبحاث الطاقة والمياه والبيئة ودعم الطلاب المتميزين لمواصلة تعليمهم العالي.
وتؤكد الجامعة أنّ هذا الدعم يُعبّر عن حس وطني صادق، ويدعم رسالة الجامعة التعليمية والبحثية، ويعزز دورها في مسيرة التقدم العلمي في ظل حكومتنا الرشيدة بقيادة خادم الحرمين الشريفين، وسمو ولي عهده الأمين - يحفظهما الله -، ونسأل الله أن تكون التبرعات في ميزان حسنات الشيخ اللحيدان.
طلاب الدكتوراه يشكرون اللحيدان
كما قدم طلاب الدكتوراه شكرهم للشيخ محمد اللحيدان، بخطاب ذكروا فيه:
يطيب لنا في هذا المقام أن نتقدم بخالص الشكر والتقدير والامتنان لسعادتكم، وذلك لما أبديتموه من حس عالٍ بالمسؤولية ورؤية ثاقبة بدعمكم قطاع التعليم الحيوي والاستثمار في الإنسان.
حيث لم يكن من السهل علينا الالتحاق ببرنامج الدكتوراه في جامعة عالمية كجامعة الملك فهد للبترول والمعادن بسبب التزاماتنا المعيشية والعائلية لولا منحتكم الكريمة.. ودعمكم لنا كطلبة لإكمال دراستنا العليا والتي ستعود بالفائدة والنفع علينا شخصياً، وعلى الجامعة، حيث نستثمر كل الوقت في إجراء البحوث المتميزة والتركيز على الدراسة دون الانشغال بتأمين متطلبات الحياة الأساسية، وينعكس إيجاباً على رقي الجامعة وحياتنا العلمية بعد التخرج لخدمة وطننا وأمتنا العربية.
جزاكم الله عنا كل خير، وجعلها الله في موازين حسناتكم، ومدّ الله في عمركم ومتّعكم بالصحة والعافية.
ومن طلاب المجموعة الأولى المستفيدة من منحة الشيخ اللحيدان، بعض الطلبة العرب المؤهلين والذين يدرسون في برنامج الدكتوراه في الجامعة : يزن محمد الرواشدة - هندسة النظم، خليل جواد الأدهم - الهندسة المدنية، خالد أحمد السوداني - الهندسة المدنية، أحمد عبد الله النجحي - الهندسة المدنية، صدام حسين العزاني - علوم الحاسب الآلي، يوسف نايف شنيور - الهندسة الكهربائية، حسن محمد عبد الله - علوم الفيزياء، موال علي محمد - علوم الحاسب الآلي.