الرياض - خاص بـ«الجزيرة»:
أكد فضيلة الأستاذ الدكتور محمد بن إبراهيم الرومي أستاذ الدراسات الإسلامية بجامعة الملك سعود بالرياض أن الإسلام في هذا الزمن بحاجة إلى دعاة يحسنون عرض أفكاره ومبادئه بأسلوب شيق وجذاب، يحببون بالإسلام فلا ينفرون منه ويوضحون أفكاره فلا يعقدونها.
حيث إن الداعية الناضج كالطبيب الناجح ذاك طبيب الروح وهذا طبيب البدن، فعلى كل منهما يجب أن يعرف من أين يبدأ وكيف يبدأ، ثم لا يبدأ قبل أن تتوفر لديه إمكانيات التمحيص والتشخيص والمعالجة، حتى لا يكون عمله سلسلة تجارب فاشلة ومحاولات مرتجلة لا تعود على الجميع بالفائدة المنشودة.
خاصة وأن المجتمع اليوم يموج بعديد المذاهب والاتجاهات، وكلها تتجاذب الناس بما تطلع عليهم من دعايات منمقة وأساليب مزوقة، تخاطبهم من حيث يصفون ويسمعون وتأتيهم من حيث يحسون ويشعرون، تلامس جروحاتهم وتتحسس أمراضهم ومشكلاتهم ثم تتبنى علاج ذلك. ونبه أستاذ الدراسات الإسلامية بجامعة الملك سعود إلى انه يجب على دعاة الإسلام أن لا يكونون أقل عناية واهتماماً بأساليب دعوتهم من سواهم، فلا يخاطبون العمال الكادحين بلغة القبوريين، ولاينا قشون الملاحدة الماديين بلسان العاطفيين، وإنما يجعلون لكل مقام مقالا يناسبه ويلائمه كما ورد في الحديث: «أمرت أن أخاطب الناس على قدر عقولهم» ، مشيراً إلى أنه كم من أدعياء شوهو الإسلام بسوء دعوتهم وركاكة أسلوبهم وخلطهم بين المهم والأهم وعدم تمييزهم بين مقام ومقام، وهم أساءوا إلى الإسلام ويحسبون أنهم يحسنون صنعا. ومن هنا يتضح أن وظيفة الدعاة دقيقة وحساسة جدا وتتطلب الكثير والكثير من اللياقة والحكمة، ولا سيما في هذا العصر الذي كاد أن ينفلت فيه المعروف منكراً، والمنكر معروفاً، والنور ظلاما والظلام نورا إلى غير ذلك من الحقائق التي كادت أن تطمس باسم الثقافة والتطور. وأوضح الدكتور محمد الرومي العوامل التي تساعد على نجاح الدعوة وعلى إنجاح الداعية إلى حد كبير في مجالات الدعوة وتحقق له النصب والإثمار، والاستمرار، حيث تمنحه القدرة على التأثير والتفاعل والإيجاب بأفكاره في كل وسط وعلى كل صعيد، والأسلوب الحسن هو أحد هذه العوامل المهمة التي توفر على الداعية الوقت والجهد، وتصل به إلى الغاية المطلوبة، والأمل المنشود بأقل التكاليف وأيسرها وأخطر الطرق وأسلمها. وسأل د.الرومي الله أن يرزقنا وإياكم العلم النافع والعمل النافع والعمل به والدعوة إليهما والصبر على ماينال من أجلهما ونفع الله بكم البلاد والعباد وولاة امرنا في عهد خادم الحرمين الشريفين ملكنا سلمان وسمو ولي عهده. وسمو ولي ولي عهده .. اللهم آمين.