المدينة المنورة - مروان قصاص:
استنكرت جائزة نايف بن عبد العزيز آل سعود العالمية للسنة النبوية والدراسات الإسلامية المعاصرة الاعتداء الآثم والجريمة الشنيعة الذي راح ضحيتها عدد من المواطنين الأبرياء في بلدة القديح، وقدم المدير التنفيذي للجائزة الدكتور مسفر بن عبدالله البشر خالص العزاء لمقام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود ولولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز آل سعود ولولي ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود ولأهالي المواطنين الأبرياء ضحايا فاجعة القريح، وذكرهم بقول الله تعالى: وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ، الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ ، وقال: وإننا إذ نعزيكم ونعزي أنفسنا بفقدهم نرجو الله - عز وجل - أن يتغمدهم بواسع رحمته وغفرانه.
وأوضح أن قتل النفس البريئة بغير حق جريمة شنعاء وفعلة نكراء وعمل مذموم في كل الشرائع والأديان والقوانين، فحفظ الأنفس وحمايتها ضرورة دينية ومصلحة شرعية وفطرة سوية وطبيعة بشرية وغريزة إنسانية، ودماء المسلمين عند الله مكرمة محترمة مصونة محرمة، لا يحل سفكها، ولا يجوز انتهاكها إلا بحق شرعي. وقتل النفس المعصومة عدوان آثم وجرم غاشم يقول الله عز وجل: {مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا}، كما جعل الإسلام للقتل بغير الحق أكبر العقوبات ردعاً وحزماً.
وبين أن الرسول صلى الله عليه وسلم عد جريمة القتل في السبع الموبقات كما جاء في الحديث الصحيح (اجتنبوا السبع الموبقات) ومنها (قتل النفس التي حرم الله إلا بالحق) كما قال صلى الله عليه وسلم: (لا يزال العبد في فسحة من دينه ما لم يصب دماً حراماً)، وقال عليه الصلاة والسلام: (ألا لا ترجعوا بعدي كفاراً، يضرب بعضكم رقاب بعض).
وأكد الموقف الثابت والحازم للمملكة لمكافحة ومحاربة الإرهاب والتطرف بكل أشكاله، وقد بذلت بالغ الجهود للقضاء على أي فكر أو عمل يقود للإرهاب، كما واجهت بتلاحم قادتها وشعبها العمليات الإرهابية التــي نفذت في مناطق مختلفة من المملكة واستهدفت المواطن ومكتسبات الوطن دون أن تفرق بين طائفة أو مذهب أو بين صغير وكبير أو بين ذكر أو أنثى، كما عانى أيضاً إخواننا في الأقطار المجاورة من العمليات الإرهابية والحروب الطائفية التي أذكى نارها السفهاء وأشعل فتنتهـا الجهلاء بدعوتهم للتكفير والتفجير ونشر الكراهية وزرع الحقد وتنفيذ العمليات الإجرامية.
وبين أن ما مرت به المملكة من أحداث جسدت - بفضل الله وحدة - أبناء هذا الوطن وتلاحم قادته وشعبه لتحقيق الأمن والاستقرار وعجز أعداء وطننا ممــن يحملون الأفكار المتطرفة والضالة عن شق صف وحدتنا الوطنية، كما خسروا قبلها في استهداف قواتنا الأمنية وأصبحوا يتخبطون بارتكاب أعمال إرهابية لايردعهم في ذلك حرمة دم المسلم أو قدسية مسجد أو براءة طفل.
واختتم تصريحه مؤكداً أن مسؤولية كل أبناء المجتمع من علماء ومسؤولين ومفكرين ومؤسسات التربية والتعليم والإعلام مسؤولية عظيمة للحفاظ على هذا الوطن الغالي ومحاربة الإرهاب والعنف والتطرف والوقوف بحزم لمواجهة المرجفين والمزايدين ممن يريدون بنا الشر والهلاك ونشر الكراهية وتشويه صورة الإسلام بنقائه وصفائه وإنسانيته، كما أكد أهمية أن نتســامى فوق كل خلافات تفرقنا وأن نلجأ للعلماء والعقلاء في أخذ الرأي والمشورة وأن نبين لشبابنا وفتياتنا مخططات أعداء الدين والوطن وأن ننشر ثقافة الحب والتسامح وتعزيز الانتماء للوطن سائلاً الله أن يوفق ولاة أمرنا لما فيه الخير وأن يحمي وطننا الغالي من كل مكروه وأن يديم علينا نعمة الإسلام والأمن والأمان والاستقرار.