حائل - عبدالعزيز العيادة:
عقدت جامعة الورشة التأسيسية لكرسي الأمير محمد بن نايف للدراسات الأمنية وذلك في مركز المؤتمرات بالمدينة الجامعية بمشاركة أكثر من 60 مشاركاً من الأكاديميين والمتخصصين والمسؤولين، من مختلف الجهات المختصة (وزارة الداخلية، مجلس الشورى، الأمن العام، جامعة الملك سعود، جامعة الإمام محمد بن سعود، جامعة الأمير نايف العربية للعلوم الأمنية، جامعة الملك عبدالعزيز، جامعة أم القرى، كلية الملك فهد الأمنية، هيئة حقوق الإنسان، وزارة الشؤون الإسلامية، الرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، مركز الأمير محمد بن نايف للمناصحة والرعاية).
وقال معالي مدير جامعة حائل الدكتور خليل بن إبراهيم البراهيم نهدف من خلال انعقاد الورشة التأسيسية لكرسي الأمير محمد بن نايف للدراسات الأمنية بلورة الخطة الاستراتيجية لعمل الكرسي في الفترة المقبلة، في وقت نواجه فيه تحديات على الصعيد الأمني؛ إثر ظهور مخاطر وتهديدات جديدة في عولمة العنف والجريمة، وتعرض بعض الدول العربية لأعمال إرهابية وأخرى تزداد فيها الميليشيات المسلحة، مضيفاً بأن المملكة جزء من هذا العالم المضطرب، وأن العمل في هذا الكرسي يأتي من منطلق دور الجامعات كمؤسسات علمية وثقافية تؤدي واجباتها تجاه المجتمع في تقديم دراسات وبحوث مرتبطة بقضايا مشكلات المجتمع المحلي للإسهام في وضع الحلول العلمية أمام الباحثين والدارسين.
وأشار الدكتور البراهيم إلى أن ثقة مسؤولي الجامعة والمتخصصين في كرسي الأمير محمد بن نايف سيحقق الريادة في بحوث الدراسات الأمنية بإثراء المكتبات العامة والأمنية بالإصدارات والأبحاث التي تسهم في رفع الوعي الأمني العام، وتتيح للباحثين والمتخصصين دراسة القضايا ذات البعد الفكري والأمني، كما أنه إضافة إلى جامعة حائل ولكل منسوبيها بإيجاد أرضية علمية للمشاركة في رسم استراتيجية وطنية أمنية مجتمعية ذات خصوصية محلية ورؤية عالمية واعية.
وثمّن البراهيم دعم صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف ولي العهد ووزير الداخلية لجهود البحث العلمي في المملكة، مؤكدا اهتمام سموه بعلاج القضايا الأمنية برؤية علمية رصينة وعلى أساس بحث ميداني معمق، مقدما شكره وتقديره لسمو ولي العهد على اختيار جامعة حائل لاحتضان هذا الدعم الكريم من خلال الكرسي، وإتاحة الفرصة للجامعة لتقديم خبراتها البحثية فيما يخص الشأن الأمني وتأهيل الدارسين وتدريبهم واستقطاب الباحثين المختصين لإجراء دراسات ذات بعد معرفي وأمني للوصول إلى المعلومة الدقيقة بأسس صحيحة.
من جهته، قال الدكتور عثمان بن صالح العامر أمين عام كراسي البحث والوقف العلمي إن التنمية الشاملة في جميع المجالات لا يمكن أن تتم بمعزل عن الأمن، وما كان لبلادنا أن تحقق هذه الإنجازات التنموية الهائلة في غياب هذا البعد الأمني الذي ينهض بعبئه رجال الأمن على أتم وجه.
وذكر العامر أن الورشة التأسيسية سيسبقها عقد الاجتماع الأول للهيئة العلمية لكرسي الأمير محمد بن نايف للدراسات الإسلامية، وانطلقت أولى جلسات الورشة التأسيسية المخصصة للدراسات والأبحاث التي وضع المشاركون أهمية القيام بها في هذه المرحلة التي تمر بها المملكة، وركزت الآراء على ما يهم القطاع الأمني بمفهومة الشامل من دراسات وأبحاث ميدانية تصب في النهاية لخدمة الوحدة الوطنية واللحمة الحقيقية بين ولاة الأمر والشعب، وكانت ثاني الجلسات حول المؤتمرات والندوات والدورات التدريبية وحلقات النقاش المهمة في القطاع الأمني، فيما خصصت ثالث الجلسات للبرامج التوعية والتثقيف المجتمعي في الجانب الأمني، ثم الجلسة الختامية التي تتلى فيها النتائج والتوصيات التي خلص إليها المجتمعون إن شاء الله.
من جهة ثانية، تعمل جامعة حائل بالتعاون مع جامعة أريزونا الأمريكية على مشروع القرية المستدامة، وذلك من خلال كرسي الشيخ علي الجميعة للتنمية الزراعية، حيث يهدف المشروع إلى تقديم نتائج بحثية مميزة في التنمية الريفية، والبحث عن عوامل تنموية لإعادة الحياة للأرياف علمًا بأن الدراسة ستكون بالتنسيق مع أبرز المتخصصين في المجالات الزراعية بالجامعات السعودية الأخرى.
وكان وفد من فريق كلية زراعة المناطق القاحلة في جامعة أريزونا الأمريكية قد زار جامعة حائل الأسبوع المنصرم، لبحث سبل التعاون مع كرسي علي بن محمد الجميعة للتنمية المستدامة في المجتمعات الزراعية الذي تحتضنه جامعة حائل، والتقى الوفد مدير جامعة حائل الدكتور خليل بن إبراهيم البراهيم من أجل تحديد الاتفاقيات قبل توقيع مذكرة التفاهم بين الجامعتين.
وضم الوفد رئيس مركز استراتيجيات زراعة المناطق القاحلة بجامعة أريزونا البروفيسور جون كويلو، والخبير الدولي في المجال الثروة السمكية والإرشاد الزراعي ورئيس العلاقات الدولية كافن فيتسيمن، حيث زار الوفد أربع مناطق بحائل تشتهر بالزراعة، لمناقشة المزارعين عن أهم التحديات التي تواجههم، مثل: التسويق الزراعي، سوسة النخيل الحمراء، ارتفاع أسعار المدخلات الزراعية.
وقال الدكتور خالد عسيري إن وفد جامعة أريزونا اعتبر أن التحديات يجب مواجهتها عبر البحث العلمي الذي ستطرحه الجامعتين من خلال مشروع القرية المستدامة، وحول مشروع القرية المستدامة، أشار الدكتور عسيري إلى أن أهم العوامل المؤثرة في التنمية الريفية، ومعالجة بعض المشكلات كالتكدس بالمدن الكبرى والبطالة الزراعية، وتحقيق هدف إرجاع الحياة للأرياف من صميم أهداف المشروع، كما أن جامعة حائل هي من ستحدد القرية المناسبة لإجراء الدراسة والتنسيق مع الجامعات السعودية الأخرى.
من جهته، قال الدكتور تركي الرشيد إن الزراعة الاجتماعية تهدف إلى تطوير الاقتصاد الريفي وضواحي المدن باعتماد تطبيق وسائل وآليات التنمية الزراعية المستدامة لتحقيق مستوى أفضل، كما أن الأهداف بعيدة المدى في تطبيق تجربة الزراعة الاجتماعية في عدة قرى بالمملكة، ثم تطبيقها في دول أخرى بتوجيه جزء من الإعانات السعودية إلى الزراعة الاجتماعية، وتهدف كذلك إلى تشغيل المتخلف العقلي والمعاق جسدياً والمحكومين، ودمجهم مرة أخرى في المجتمع.وأضاف الرشيد نسعى من خلال توقيع مذكرة التفاهم بين جامعتي حائل وأريزونا لتوفير الابتكارات لمزارعي القرى لتحقيق الربحية الاقتصادية مع تعزيز البيئة المستدامة، مشيراً إلى أن تعاون الجامعتين سيثمر تعاون مع وزارة الزراعة ومنظمة الفاو، وسيكون التمويل من القطاع الحكومي والقطاع الخاص.
وحول التعاون مع جامعة أريزونا، أكد الرشيد أن الجامعة تملك الخبرات الزراعية في الأراضي القاحلة، وبالأمن الغذائي، وبالرعاية الصحية، كما قامت سابقاً بإدارة وإدخال تقنيات الزراعة والإدارة الاستراتيجية في أفريقيا وآسيا وأمريكا الجنوبية؛ لتحقيق التنمية الزراعية التي حسنت من البيئة وساعدت على تخفيض التلوث، وإعادة استخدام المياه المعالجة، وإعادة تأهيل وعلاج، وتقليل نسب البطالة، وإمكانية حصول المزارعين على أفضل وأحدث المعلومات الزراعية.