تونس - فرح التومي - الجزيرة:
عاد الهدوء ليسيطر على منطقتين ريفيتين متجاورتين بمحافظة قبلي (450 كلم جنوب غرب العاصمة تونس) بعد اشتباكات ومواجهات عنيفة بين قوات الأمن التي تدخلت لفك نزاع مسلح بين قبيلتين ومواطنين، إذ احتدم الخلاف بسبب مشكلات بسيطة عمد البعض إلى تصعيدها ودفع السكان إلى مهاجمة بعضهم بعضاً. وقد اضطرت وزارة الداخلية بعد إصابة عدد من أعوانها بجروح متفاوتة الخطورة جراء استعمال السكان الذين يعيش أغلبهم على الفلاحة التقليدية أسلحة صيد ألحقت أضراراً بالأمنيين المتدخلين، إلى فرض منع التجول ليلاً وإلى حدود السابعة صباحاً إلى حين تعود الأمور إلى مجاريها وسيرها الطبيعي. وكان سكان إحدى المنطقتين تعهدوا بإصلاح إحدى الضيعات الفلاحية الواقعة بأرض تابعة للمنطقة المجاورة بعد تأكدهم بأن مجموعة من شبابهم أقدموا على حرقها.
وفي جانب آخر، وأمام اشتداد حملة «أين البترول» التي تشنها جهات غير معلومة على صفحات التواصل الاجتماعي بما يؤذن بإمكانية إخراجها إلى الشارع التونسي المتوتر أصلاً، انتقد وزير الصناعة والطاقة والمناجم زكريا حمد، معتبراً أنها حملات مغرضة، ومشدداً على أن الوزارة بصدد الإعداد لحملة مضادة عبر وسائل الإعلام للكشف عن حقيقة الوضع الطاقي بالبلاد، مؤكداً أن وزارته تعمل وفقاً لمنهج الشفافية والوضوح تجاه هذا الموضوع. وأضاف الوزير أنه تم تكوين لجان للمتابعة ورفع التقارير والتوصيات في المجال الطاقي، قائلاً: «ليس للوزارة ما تخفيه بدليل أنها أعلنت عن الاستكشاف الجديد الذي شدته منطقة الفوار في الإبان».
وفي رده على هذه الحملة الهوداء، صرح الرئيس المدير العام للمؤسسة التونسية للأنشطة البترولية محمد العكر مؤكداً أنّ رواية « أن تونس تسبح على بحر من البترول والغاز والثروات الطبيعيّة» هي من نسج خيال البعض، مضيفاً أنّ حملة «أين البترول» مفتعلة ووراءها تجاذبات سياسية. وأعلن أنه سيتم نشر العقود الصناعية والإنتاج اليومي على موقع المؤسسة التونسية للأنشطة البترولية على شبكة الإنترنات.
وحول حقيقة قطاع النفط، بيّن العكروت أن تونس تنتج يوميّاً 55 ألف برميل وتراجع مؤخراً إلى 51 ألف برميل بسبب تعطّل حقلين في جهة قبلي، أما بالنسبة للغاز الطبيعي فيقدّر الإنتاج بـ6.9 مليون متر مكعّب يتمّ استهلاكه كليّاً لتونس ولا يغطّي إلاّ 45% من الاستهلاك المحلّي والباقي متأت من الإتاوة على الأنبوب العابر لتونس أو شراءات مباشرة من القطر الجزائري. وفيما يتعلق بالنفط الخام الإنتاج المحلي، أشار الرئيس المدير العام للمؤسسة التونسية للأنشطة البتروليّة إلى أنّ الإنتاج لا يغطّي الاستهلاك وسيبلغ هذه السنة حوالي 6 مليون طنّ في حين الاستهلاك سيكون في حدود 10 أطنان وبالتالي سيقع تسجيل عجز بـ4 ملايين طن.