كلما شاهد طائرين جميلين في قفص يتبادلان اللعب واللهو والمزاح والتغريد صار يندب حظه العاثر وتعاسته معها. فقد قدم لهذه المرأة (زوجته) كل شيء، وبالقدر الذي كان يسعى لإسعادها كانت هي - للأسف - بنفس القدر تسعد بأن تنكد عليه حياته، وتسعى دائماً إلى تحويلها إلى جحيم لا يطاق.
ومع ذلك فكلما أسأت له أحسن لها، فلم تتأخر عن التقصير في حقوقه وواجباته.. فتراها دائما عابسة مكشرة في وجهه، ومع ذلك فهو لا يعاملها بمثل ما تعامله هي، بل ربما يتمنى أن يستطيع معاملتها بنفس أسلوبها، لكن طيبته ورقة مشاعره وقلبه الكبير وحرصه على العشرة الطيبة معها، كما أوصاه الله والرسول صلى الله عليه وسلم، كانت تردعه وتمنعه من أن يعاملها بالمثل. يسعى دائما للمبادرة بالسلام والمزاح والابتسامة وتقديم الهدايا بمناسبة أو بدون، حتى وإن كانت الهدية رمزية.
ومع ذلك تأخذها بلهفة وسعادة، لكنها لا تعرف كلمه الشكر أو التعبير عن شكرها له على هديته. يسأل نفسه سؤالاً لم يجد له إلى اليوم جواباً: إلى متى يا رب أعيش معها وهي بهذه القسوة؟!
مشكلته أنه أحبها، وأحب أسرته، ويراعي الله في كل شيء.. وسبب ذلك وكل مشاكله ذلك الحب العميق لها. وكلما حاول الأقدام على تصرف سيئ بحقها تعوذ من الشيطان، وسعى لإصلاح الأمور. ورغم مرور 25 عاماً على ما هو فيه معها لا يزال على أمل أن تتغير؟
محمد عبدالعزيز اليحيا