نماذج ومقاربات
أحمد بن عبدالله الملا
إصدارات نادي حائل الأدبي
منشورات دار المفردات
جاء البحث مقسماً إلى تمهيد وثلاثة فصول وينبثق من كل فصل مبحثان، ثم خاتمة تحوي أهم نتائج الدراسة. فأما التمهيد فقد جاء مقدمة نظرية لنظرية التلقي، والوقوف على أسباب نشأتها، وأثر الأزمة المنهجية في مجال الدراسات الأدبية خلال الستينات. ثم تلا التمهيد الفصل الأول وهو بعنوان: ملامح العناية بالمتلقي في النقد القديم، وقد خصص للحديث عن المتلقي في التراث النقدي والبلاغي. وأما الفصل الثاني فجاء تحت مسمى: آراء الجرجاني في مرآة النقد الحديث، وينقسم إلى مبحثين.. وتحدث الباحث في المبحث الأول عن الخيال ودوره في تركيب الصور التي تستثير المتلقي، والانتقال من المحاكاة المجردة التي تصف الأشياء إلى التخييل الذي يبتكر الصور، ويجمع بين المتنافرات، وعرض فيه الإشكال الحاصل عند المتلقين الذين رأوا في أقوال عبدالظاهر تناقضاً، وكذلك تحدث عن المبدع البارع عند عبدالقاهر وهو الذي يستطيع أن يجمع بين الأشتات المتفرقة، ويقدر على الربط بينها بروابط دقيقة لا تدرك إلا بالتأمل. وعرض في المبحث الثاني الأبعاد النفسية الدافعة إلى الإبداع، ثم قيمة النص الأدبي، المرتبط بمدى التأثير الناتج منه، ويكون ذلك عندما يلامس النص مشاعر المتلقي، وألقى الضوء على تراث عبدالقاهر الدال على التأثير النفسي للنص الأدبي، من خلال قراءات بعض المحدثين، إذ درسوا التأثير النفسي للاستعارة والتشبيه والتمثيل، وما يحدثه الكشف عن الغامض من شعور بالظفر والنصر، ويشير هذا المبحث إلى سبق عبدالقاهر في مجال الدراسات النفسية. وأما الفصل الثالث المسمى: تلقي المصطلحات النقدية القديمة في النقد العربي الحديث، وتحدث في المبحث الأول منه عن ظاهرة السرقات الشعرية في التراث العربي، وأسباب الحديث عن هذه الظاهرة، والأزمة التي بزغت في أفق النقد آنذاك، وبين أثر الذاكرة الشعرية في كل شاعر، حيث لا يمكن للشاعر أن ينفك عن مخزونه الثقافي والمعرفي، ولكن المتلقي الحاذق هو الذي يستطيع بفطنته أن يتحايل على ما حفظ، وعليه أن يخفي ويغير، وينقل المعاني من فن إلى فن ومن غرض إلى آخر. و عرض في المبحث الثاني التناص تعريفاً ونشأة، وبين بداية التناص عند عبدالقاهر حيث إنها انطلقت مع حديثه عن نظرية النظم والمعارضة، والصورة والأساليب التي تكونها، وتبين أن السرقات تعد عند عبدالقاهر ضرباً من ضروب التناص.
ثم جاء الحديث في المبحث الثاني عن العدول في التراث وأسباب اللجوء إليه، وبيّن فيه أثر العدول ودوره الجمالي والرمزي، ووقف فيه على معنى الانزياح بمفهوميه اللغوي والأسلوبي وارتباطهما ببعض، ثم عرض الانزياح البياني عند عبدالقاهر الجرجاني من خلال الانزياح الاستعاري، إذ هو أشد الأنواع تأثيراً في نظر بعض النقاد، ثم الانزياح الكنائي حيث يظهر الانزياح واضحاً في تعريفات الكناية، وكذلك الانزياح المجازي وكونه أمارة من أمارات البلاغة، وسبباً من أسباب جذب المتلقي.