الجزيرة - عوض القحطاني:
زف للوطن صاحب السمو الملكي الأمير متعب بن عبدالله بن عبدالعزيز وزير الحرس الوطني كوكبة من الخريجين من الضباط الجامعيين وطلبة كلية الملك خالد العسكرية والبالغ عددهم (390) خريج، وقد وصل سموه إلى مقر الكلية حيث كان في استقباله معالي نائب وزير الحرس الوطني الأستاذ عبدالمحسن التويجري ومعالي رئيس الجهاز العسكري بالحرس الوطني الفريق محمد الناهض وقائد كلية الملك خالد العسكرية اللواء الدكتور سعيد بن ناصر بن مرشان، حيث بدأ الحفل بالقرآن الكريم، ثم ألقى قائد الكلية اللواء الدكتور سعدي بن مرشان كلمة رحب فيها بسموه وقال: أهلاً بكم سيدي وبصحبكم في يوم من أيام الحرس الوطني، وكلية الملك خالد العسكرية تلبس أبهى حللها بمناسبة تشريف سموكم حفل تخريج كوكبة من أبنائكم ضباط الحرس الوطني، قادة المستقبل، دورة تأهيل الضباط الجامعيين السادسة والعشرين، والدفعة الحادية والثلاثين من طلبة الكلية ومرحباً بكم سيدي، في عام شهد أحداثاً متباينة ومشاعر متضادة، عشناها وتعايشنا معها، وأثبتنا للعالم بأسره مدى التلاحم الفريد بين القيادة والشعب. وأشار اللواء المرشان بأن هذه البلاد قد ودعت قائداً فذاً، سكن الأفئدة، احترمه الأعداء مثلما أحبه الأصدقاء.. ودعنا أبا متعب (طيب الله ثراه وأسكنه فسيح جناته) بالحزن والأسى، مؤمنين بأن هذه هي سنة الحياة، وأن البقاء لله وحده، وأن العوض في دوحة تنبت قادة وملوكاً، ومع أن الحزن أخذ منا مبلغه، إلا أن ما هوّن مصابنا، وضمّد جراحنا، هو سلاسة انتقال السلطة إلى أخيه سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -يحفظه الله- ليكمل المسيرة ويواصل العطاء.
وأضاف اللواء المرشان: إذا كانت مبايعة سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان العزم والحزم والأمل، قد ضمدت جراح الشعب السعودي لفقدان سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -يرحمه الله- فإننا أبناء الحرس الوطني نجد في ابن الحرس الوطني البار قبطاناً ماهراً، يواصل مسيرة الأب الروحي للحرس الوطني -يرحمه الله-، للمحافظة على المنجز، والوصول به إلى أعلى المستويات، عملاً بقوله -يرحمه الله-: «سنطور مفهوم الإنسان وفكره مثلما نطور سلاحه ومفهومه العسكري»، ومن يتبع مراحل تطور الحرس الوطني، يدرك جيداً مدى تطبيقه -يرحمه الله- لتلك الرؤية، التي ما زلتم سيدي تسيرون على هديها، وتحرصون على استمراريتها.
وأكد اللواء المرشان أن كلية الملك خالد العسكرية تسير على الرؤية التي وضعها لها فارسها الأول وتعمل على تحقيق تلك الرؤية عبر رسالة واضحة، وخطط محكمة، تخضع للتقويم المستمر، لتحقيق التطوير المنشود في كافة المجالات. وفي هذا العام يتم تدشين عدد من المشاريع الإلكترونية بالكلية، مشروع التعليم الإلكتروني قد قطع شوطاً كبيراً، ولم يبق على تنفيذه إلا الشيء اليسير، وعن قريب جداً سيتم تدشينه من قبل سموكم الكريم إن شاء الله.
وأوضح قائد الكلية قائلاً: إن الظروف الاستثنائية التي تعيشها المملكة ودول الخليج بخاصة، والمنطقة بعامة، بسبب ما تشهده من تطور في الأحداث الإقليمية وتغير في المواقف والعلاقات الدولية، تجعل مهام الكليات العسكرية وغيرها من مراكز الإعداد والتأهيل العسكري شاقة ومضنية، ذلك أن ما ينتظر خريجي تلك المراكز من مهام، لم تعد عسكرية تقليدية فحسب، ولم يعد القتال محصوراً على الجيوش النظامية فقط، الأمر يتطلب تطوير المناهج الدراسية، وتحديث الخطط والبرامج التدريبية، لتتلاءم مع متطلبات العمل في الوحدات الميدانية، حيث كانت كلية الملك خالد العسكرية -بفضل الله، ثم بتوجيهات ومتابعة سموكم الكريم - إحدى المؤسسات التعليمية العسكرية التي بدأت في تطبيق ذلك، فيما تقدمه لطلابها من علوم ومعارف، وما تدربهم عليه من مهارات قتالية ميدانية، وما توطنه فيهم من مبادئ وأصول قيادية، وها هي اليوم تسعد بتخريج دفعة جديدة من الضباط الجامعيين، ودورة جديدة من طلابها، تضم طلبة من دولتي الكويت والبحرين الشقيقتين.
بعد ذلك ألقيت كلمة الخريجين، ألقاها الطالب الخريج فهد الزهراني قال: إنه لوسام شرف وموقف عزة أن أقف بين يدي سموكم الكريم أصالة عن نفسي ونيابة عن زملائي، طلاب دورة تأهيل الضباط الجامعيين السادسة والعشرين، والدفعة الحادية والثلاثين من طلبة الكلية، للترحيب بكم يا سيدي وبصحبكم، وكلنا سعادة وغبطة برعاية سموكم -حفظكم الله- لحفل تخرجنا في يوم أغر، نشر البشر فيه السرور، وارتسمت على الوجوه تقاسيم الحبور، إنه يوم من أيام كليتنا المجيدة بتوفيق الله وتسديده.
بعد ذلك بدأ العرض العام والعرض الخاص الذي قدمه طلبة الكلية أمام سموه والحاضرين ثم قدم الخريجون نشيد الكلية.
بعد ذلك تلا مساعد قائد الكلية لشؤون الطلاب زيد بن بريدان أداء القسم عن الخريجين.. عقب ذلك أعلن مساعد قائد الكلية للشؤون التعليمية اللواء الدكتور عبدالكريم الرميان النتيجة العامة للخريجين والبالغ عددهم 390 ضابطا 50 جامعياً 340 طالباً من الدفعة (31) ثم سلم سموه الشهادة لأوائل الخريجين، عقب ذلك كرم سموه قائد كلية الملك خالد العسكرية سابقاً اللواء عيسى بن إبراهيم الرشيد وكرم عددا من المحالين عن التقاعد من منسوبي الكلية ثم تسلم سموه هدية تذكارية.
تصريح سموه
وعقب نهاية الحفل أجاب سموه عن أسئلة الصحفيين حيث قال سموه أبارك لهؤلاء الخريجين وأقول لهم السهل انتهى.. وبدأ الشيء الصعب والأصعب لذا على الجميع أن يبذل جهده ونحن ندرك بأن هؤلاء الخريجين هم يملكون الوعي والإدراك لما تعلموه في هذه الكلية.. ونحن جميعاً نعمل من أجل خدمة الدين والوطن.. ونعمل تحت إمرة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز ونبارك لقائدنا تخريج هذه الكوكبة من أبناء هذا الوطن لكي يعملوا ويخدموا تحت امرة قائدنا وينضموا إلى وحداتنا في الميدان.
وأضاف سموه بأن هؤلاء الخريجين أقسموا على الولاء والطاعة والوفاء لهذه القيادة حيث تعودنا منهم ومن آبائهم الوفاء وخدمة دينهم ووطنهم.. مشيراً إلى أن رجال الحرس الوطني بوحداته وقطاعاته هي تعمل تحت طاعة ولي الأمر.. وسوف نفدي الوطن بأرواحنا.. ولم نخلق إلا لخدمة الدين وهذا شرف عظيم لنا جميعاً.
وحول سؤال لـ(الجزيرة) عن معيار التوسع في القبول في هذه الكلية قال سموه التوسع حسب حاجة وحداتنا.. والكلية لديها الطاقة الاستيعابية ولكننا نسير وفق خطة تعمل عليها الوزارة وهذه الأعداد التي تخرجها الكلية فيها خير وبركة وتوفي باحتياجات وحداتنا.. وقال سموه: إن إقبال الشباب السعودي على العسكرية بشكل عام وليس الحرس الوطني، وهذا يدل على الحماس والإخلاص لهذا الوطن في تدافعهم لخدمة دينهم ووطنهم.