كتب - سلطان المهوس:
انتشل رئيس الاتحاد الآسيوي لكرة القدم الشيخ سلمان بن إبراهيم الخليفة القارة الآسيوية من هزة عنيفة، كادت تعصف بها، وتُدخلها دوامة الصراع الانتخابي على كرسي رئاسة الفيفا، بعد أن أقر عدم الحاجة لعقد اجتماع غير إلزامي للجمعية العمومية بالاتحاد الآسيوي (الكونغرس) كتقليد يتزامن مع اجتماعات الكونغرس الدولي للفيفا؛ إذ تجنب إدخال الاتحادات الآسيوية في التحدي الانتخابي بين السويسري جوزيف بلاتر والأردني الآسيوي الأمير علي بن الحسين تاركاً الحرية للمرشحين والاتحادات الآسيوية الالتقاء المباشر دون حواجز أو رسميات تأكيداً للديمقراطية الآسيوية رغم إعلان الشيخ سلمان أن آسيا ترشح بلاتر أمام أي مرشح آخر.
هذه الخطوة جنبت منصة الكونغرس الآسيوي إشكالات عديدة، ولاسيما أن القارة ما زالت تتعافى من أثر مشاكل انتخابية سابقة تم ترميمها مؤخراً بتزكية الشيخ سلمان رئيساً، وتزكية نواب الرئيس كافة، وكذلك الاكتساح الانتخابي للفائزين بعضوية الفيفا والمكتب التنفيذي. وقد اعتمد الرئيس الآسيوي على تقييم كامل للوضع الانتخابي، ولاسيما أن المرشح أمام بلاتر هو ابن القارة الآسيوية علي بن الحسين؛ ليتيح المجال للجميع للعمل براحة وهدوء مبعداً القارة عن خطب الانتخابات والدخول في حساباتها، وهو الأمر الذي يحسب لسلمان الخليفة لا عليه؛ إذ واجه بعض الانتقادات التي تكشف أن إلغاء الكونغرس جاء ليحجز بين الأمير علي بن الحسين وأعضاء الاتحادات الآسيوية، وهو الأمر الذي ينفيه الواقع؛ إذ بإمكان الحسين الالتقاء بكل الاتحادات الآسيوية متى شاء دون أي حواجز.
وكان الاتحاد الآسيوي قد سجّل سبقاً تاريخياً بعقد ثلاثة اجتماعات للجمعية العمومية (الكونغرس) خلال عام تقريباً؛ إذ عقد اجتماعاً للجمعية بمدينة ساوباولو البرازيلية (9 / 6/ 2014) على هامش نهائيات كأس العالم 2014، ثم اجتماعاً ثانياً بمدينة ملبورن الأسترالية على هامش نهائيات كأس آسيا 2015م قبل أن يعقد اجتماعاً بالعاصمة البحرينية المنامة في التاسع والعشرين من شهر يناير الماضي. وكان أول اجتماع للكونغرس في عهد الشيخ سلمان قد انعقد بالعاصمة كوالالمبور في 3 أيار/ مايو من العام 2013؛ ليكون أكثر الرؤساء بتاريخ الاتحاد الآسيوي مواكبة لإقامة الكونغرس الآسيوي في مدة لا تتجاوز العامين.
وتبعاً للتقاليد بالكونغرس فكلمة رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (أياً كان اسمه) يجب أن تتصدر جدول أعمال الكونغرس، وعلى من يريد أن يتكلم أمام الأعضاء مخاطبة أمانة الاتحاد الآسيوي قبل شهر من انعقاد الكونغرس؛ إذ يتم تبليغ الدول الأعضاء بالموعد وجدول الأعمال قبل شهر بحسب النظام الأساسي للاتحاد الآسيوي، ولم يكن الآسيوي بحاجة لإقامة الكونغرس بزيورخ لعدم وجود أي أجندة على طاولته سوى انتخابات الفيفا؛ إذ تم ترك الحرية للاتحادات كافة التي ستحضر قطعاً اجتماع الكونغرس الدولي بتحديد خياراتها.