هدى بنت فهد المعجل
هناك من يحاول زعزعة أمن المملكة من عدة جبهات بنوايا مبطنة وأهداف مبيّتة. واليوم والنوايا المبطنة تستهدف بحادث القديح الإجرامي أمن المملكة تتجدد الدعوة للتعامل الحازم والفوري مع أولئك الذين يستهدفون الأمن هنا، حيث ليس من العقل استهداف أبرياء، دماء معصومة، تؤدي الصلاة في المسجد وفي يوم جمعة بأي حجة كان هذا الاستهداف. فهو ليس إجراماً فقط إنما إجرام مضاعف تسببت فيه أفكار منحرفة لا تراعي الدين ولا الأخلاق ولا الفضيلة ولا سني أو شيعي وهم قد تجردوا من جميع معاني الإنسانية والإحساس البشري.
الشعب السعودي سنّة وشيعة صف واحد ولحمة قوية فإذا حاولت فئة تفريق الصف أو تفتيت الوحدة فإن الملك والقيادة الحكيمة تتوعَّدهم بأشد أنواع العقاب. قال تعالى: {وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ} النور (55).
فالضرورات الخمس مما ينبغي المحافظة عليها والضرب بيد من حديد على من يحاول مساسها وهي: الدين، النفس، العقل، الأعراض والأموال. قال صلى الله عليه وسلم: «لا يحلُّ لمسلمٍ أن يروِّع مسلِمًا»؛ بالتالي لا مبرر للدواعش وغير الدواعش أو الأيدي التي تُدار بأهداف عدوانية في فعل الذي فعلته، وتفعله، وتنوي فعله. ولا يغتر بالذي بقولونه أو يقومون به إلا جاهل أعمى البصر والبصيرة يحق في شأنه قوله سبحانه وتعالى: {وَمِنَ النَّاسِ مَن يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيِهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ الفَسَادَ} البقرة (204) (205). وقوله سبحانه: {وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ وَإِن يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُّسَنَّدَةٌ يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ} المنافقون (4).
إذاً فإن الأمن يتحقق بالحرص على رد كل تنازع في أمور الدين والدنيا إلى الأصلين الكريمين، والسمع والطاعة لولاة الأمر في المعروف، والاعتصام بحبله سبحانه وتعالى والاجتماع على الخير والتعاون على البر والتقوى، فإذا تولى الشخص عن تحكيم شريعة الله واستبدلها بقوانين وضعية ودساتير بشرية شارك في زعزعة الأمن من حيث درى أو لم يدر، وقتها يستحق أي عقاب ينزل عليه ويناله من القيادة الرشيدة.