لا شك أن التدوير في أي نوع من مستلزمات الحياة أو من مخلفات الاستعمال شيء جيد، ولكن أليس التنظيم أو التنسيق مطلوباً ليتناسب مع الذوق السليم ولكي يعطى صورة مرضية أو مستحسنة للمقصود من هذا أو ذاك العمل والدافع للحديث عن هذا الموضوع هو ما لاحظته عند كثير من المساجد من وجود حاويات للمخلفات من الملابس والأحذية ومن الكتب والأوراق سواء باسم أي من الجمعيات الخيرية أو خاصة بجهات معيّنة تعتني بتلك المخلفات ولا شك أن الاستفادة من تلك المخلفات سواء بطريقة مباشرة أو لتدويرها وإعادة تصنيفها أمر مرغوب وهو ما نتمناه بالنسبة لكل أنواع المخلفات ووجود تلك الصناديق جوار المساجد دليل على شكر المنعم فما يستغني عنه إنسان قد يحتاجه إنسان آخر أو يعاد تدويره، ووضع تلك المخلفات في تلك الصناديق ليستفيد منها الآخرون أفضل بكثير من رميها بالشوارع وبالتالي يكون مآلها مرادم النفايات، وهذا لا شك فيه نوع من الإسراف والتبذير والإهدار للأموال بطريقة غير مباشرة، أو أنه يؤدي إلى إهانة مضمونه كما في الكتب والصحف خاصة لما فيه ذكر الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، فكم تألمنا خلال سنوات مضت من رمي الكتب المدرسية في حاويات النفايات أو تمزيقها وبذرها في الشوارع والأسواق فتتعرّض للإهانة، وكم كتب عن تلك التصرفات الخاطئة في الصحف المحلية وتحدث عنها الكثير عبر القنوات الفضائية والمسموعة حتى آتت أكلها والحمد لله أن أصبح احترام الكتب والأوراق من واجبات الطالب اليوم، ولكن ألا يجب أن تكون مناظر المساجد وفق ما بُنيت من أجله ومن ذلك تحسين مظاهرها ومداخلها ومخارجها ويكون ذلك باختصار تلك الصناديق بحيث يكتفى بصندوق أو اثنين فقط لدى كل مسجد وبمكان مناسب لا تعوق الداخل أو الخارج إلى ومن المسجد والشيء غير المستحسن هو أن توضع سبعة صناديق أو عشرة جوار المسجد الواحد كما هو بجوار جامع الريان، فهذا وحسب رأيي يخالف الذوق السليم وله دلالات قد تكون غير محببة لأن كثرتها تلفت الانتباه وقد تدل على أن هناك سيلاً من الملابس يستغنى عنها أي أن هناك إسرافاً متناهياً في الاستخدام، فاليوم نشتري وغداً نرمي!! ولا شك أن الأجنبي أو الضيف حينما يرى ذلك ويعرف المضمون سيكون لديه انطباع عن المواطن السعودي غير حسن، علماً بأن تلك الحاويات كثيراً ما ترمى خلفها بواقي الأطعمة والمشروبات مما يبعث روائح كريهة تؤذي المساجد لذا أرى أن تكون هناك طريقة لتنظيم تلكلصناديق أو الحاويات من قبل إدارة المساجد بالتعاون مع الأمانة وأصحاب تلك الحاويات بحيث لا يكون جوار المسجد أكثر من حاويتين على أكثر تقدير، وأن يختار لها المكان المناسب وحقيقة لا يقتصر الأمر على المساجد، فهناك شوارع فيها أعداد من تلك الحاويات متجاورة مما يستلزم وضعها في أماكن مناسبة من الشارع وإن أزيلت واكتفي بما لدى المساجد أرى أنه أفضل وأجمل لشوارعنا.. وبالله التوفيق.