الزلفي - داود الجميل:
استنكر الشيخ عبدالله بن أحمد القشعمي مدير فرع وزارة الشؤون الإسلامية بمحافظة الزلفي الحادث الإجرامي الذي وقع يوم الجمعة الفائت في قرية القديح بمحافظة القطيف، مؤكداً أن ذلك يشكل استهدافاً لكافة المواطنين والمقيمين في هذا الوطن الغالي، مقدماً تعازيه لذوي المتوفين، وسائلاً الله الشفاء العاجل لكافة المصابين فيه.
وأضاف الشيخ القشعمي أن أمن الوطن في أي جزء منه هو خط أحمر ينبغي التعامل معه بحزم وعزم وفق ما عودتنا عليه أجهزتنا الأمنية؛ حيث لم يمض إلا (24) ساعة على هذه الحادثة الأليمة حتى جاء البيان الدقيق من مقام وزارة الداخلية عن الحادثة، مما يعكس أن هذه الأجهزة بفضل الله تقوم بعملها بكل كفاءة واقتدار ومسؤولية.
وأكد الشيخ القشعمي أن هذه الفئة الضالة بأفعالها وأقوالها إنما هي امتداد للخوارج الذين ظهروا في زمن النبي صلى الله عليه، وقال عنهم: (إن من ضئضئ هذا قوماً يقرأون القرآن لا يجاوز حناجرهم، يقتلون أهل الإسلام، ويدعون أهل الأوثان) [متفق عليه]، وقال عليه الصلاة والسلام عنهم في حديث آخر: (سيخرج قوم في آخر الزمان أحداث الأسنان، سفهاء الأحلام، يقولون من خير قول البرية، لا يجاوز إيمانهم حناجرهم، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية، فأينما لقيتموهم فاقتلوهم، فإن في قتلهم أجراً لمن قتلهم يوم القيامة)[متفق عليه]، فوصفهم النبي عليه السلام بأنهم «يقرؤون القرآن لا يجاوز حناجرهم»، يقول الحافظ النووي رحمه الله: (المراد أنهم ليس لهم فيه حظ إلا مروره على لسانهم، ولا يصل إلى حلوقهم، فضلاً أن يصل إلى قلوبهم؛ لأن المطلوب تعقله وتدبره بوقوعه في القلب).
وأضاف الشيخ القشعمي أنه ظهر كذلك في بيان وزارة الداخلية ما يؤكد أن هؤلاء الشرذمة إنما هم امتداد لمنهج الخوارج الأوائل بكونهم صغار السن، وقد وصفهم النبي عليه الصلاة والسلام بأنهم: «أحداث الأسنان»، وأنهم: «سفهاء الأحلام»، فالشاب -في الغالب- أقرب إلى الطيش والتعجل والحماس وعدم الإدراك الصحيح لمآل الأمور، وهذا مما يؤسف له أن يقع هؤلاء الشباب في هذا المنزلق الخطير، الذي ينبغي أن تتضافر جهود جميع أفراد المجتمع لدرء خطره، والتفاعل للقضاء عليه، وكل في مجاله وبحسب قدرته وميدانه؛ حفظاً للصالح العام، وحماية لهذا الوطن الغالي ومكتسباته.
واختتم الشيخ عبدالله القشعمي تصريحه بالدعاء بأن يحفظ الله عز وجل هذا الوطن الغالي الذي ننعم فيه بالأمن ونشر عقيدة التوحيد وتحكيم شرع الله القويم ودعم المؤسسات الشرعية والرفع من شأنها، وأن يوفق ربنا جل وعلا ولاة الأمر بقيادة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده وسمو ولي ولي العهد رعاهم الله للقضاء على هذه الفئة الضآلة، وأن يرد كيد الكائدين لهذا الوطن وقادته وشعبه.