عن اللِّي صفح نصفح ولو كان هو غالي
والإقبال يبشر صاحبه بالنبا الغالي
على ما مضى بالوقت الأول وما بقى
فلا خير باللِّي ما له أول ولا تالي
وأنا في سنينٍ ما بقى إلاَّ رسومها
وحيدٍ فريد كن ما قيل يبرى لي
إلى شفت جفوا من رفيقٍ لقيتني
جزومٍ على جفواه في كل الأحوالي
ولا أبيّن أسراره وعاره يعورني
أخلّيه من فاله وأنا أروح في فالي
ولا نيب أفاخر بالعطايا وأمنّها
ولو فوّتت من شيمتي دقّ وجلالي
ولا نيب حبَّابٍ لمن لا يحبني
تصير الموده فيه بلوى وغربالي
كما تاعبٍ يتعب على غير فايده
فهو سابقٍ حفّار جحرٍ وهو خالي
ولا بيّن أسراري لمن لا يسرّني
ولو شلت حملٍ باهضٍ صبري اشوى لي
تورّيك نفسك بالمجالس وبالرخا
كما لمعة القصدير في طافح اللالي
فلا هقيت إنك تروده وترتوي
فلا تاجد إلاَّ حنظليلٍ به اشكالي
ولا نيب أجازي راعي الطيب بالردا
وانا خابرٍ ما ادركت يذكر من أفعالي
اجازيه بالحسنى على الطيب والنقا
واشيّع ثنا مجده على روس الاقذالي
ولو حسّني تالي زماني وضامني
مقادم كراماته تكفّي عن التالي
ولا اطلب ثنا المعروف من غير صاحبه
اقوسه بعقلي واستدلّه بالامثالي
فلولا الدلايل ما اهتدى ساري الدجا
ولولا المعرفة ما ادرك الجود رجّالي
ولا مهديٍ شوري لمن لا استشارني
فهو مثل صوت القايله بالخلا الخالي
ولا نيب هرّاجٍ على غير مستمع
تجي رمية العرضه لها فعل وامثالي
ولا ناصحٍ من لا يميّز نصيحتي
يصير الدوا مجهول والجرح قتّالي
ترى عاذل المشتاق عن راس مقصده
كما اللّي يرد السيل يرجع الى العالي
فلا خير في رجلٍ إلى صار ماله
رفيقٍ يميل مع الدهر حيث ما مالي
ولا نيب جزّاعٍ إلى شفت كربه
فلا كربه إلاَّ بين فارج وحلاّلي
واصفح إلى شفت الجفا من رفاقتي
وادوّر بدلهم لي رفاقه ومنزالي
الابعاد عن دار المذلّه معزّه
ولو من ورى تونس مقامي هو احلالي
ولا نيب صدَّادٍ بوجهي عن الذي
يدوّر المرضاتي ولا نيب ملاّلي
ولو بتّ أنا ويّاه في غبّة البحر
على لوح ساجٍ ذبّه الموج من عالي
اراغم على لاماه وارفا لزلّته
ولا طيع به واشي ولا هرج عذّالي
ولا نيب أدوّر عثرته عقب عشرته
ارى حقه الوافي بوزني ومكيالي
ومن لا ادرك الجودا على وقت شبّته
ارى إنّه لها في تالي العمر مانالي
هذا صدر والقول بالفعل مقترن
والايام اثاريها جديدات وسمالي
قلته وانا عيني من الهم والعنا
تهل العباير في دجا اللّيل همّالي
هذا وصلوا مازها زاهي الكلا
على سيّد الكونين والصحب والآلي.
- الشاعر/ سليمان بن شريم -رحمه الله-