سلمان محمد البحيري
بعد حادثة حسينية الدالوه الشهيرة في الأحساء، يعود الإرهاب ليضرب مجدداً، ويستهدف مصلين في جامع علي ابن أبي طالب في القديح بمحافظة القطيف مخلفاً وراءه نحو 21 شهيداً ومصابين عدة. وتأتي هذه العملية في وقت السعودية تقود فيه حرباً ناجحة لمحاربة الإرهاب الحوثي الطائفي الذي اختطف اليمن، وفرّق بين شعب البلد الواحد تحت مسمى الطائفية، وهدم المساجد، وقتل المسلمين السنة في صعدة ودماج وغيرها من المدن هناك، وهدم دور القرآن، واختطف الشرعية في اليمن، ولم يكتفِ بذلك، بل أخذ يطلق التهديدات للسعودية، هذا غير الاستفزازات الحدودية بدعم إيراني بالمال والسلاح. ولكن بعد نجاح السعودية في عاصفة الحزم، وبعثرة حساباتهم ومخططاتهم، أرادت الأنفس المريضة الحاقدة الجبانة الانتقام، ولكن من خلال الغدر؛ لأنهم جبناء، ولا يستطيعون المواجهة والصمود في الميدان. ولقد جاء رد الحاقدين عن طريق من قد غسلوا أدمغتهم لاستهداف مدنيين مصلين في جامع قد أتوا لعبادة الله لصلاة الجمعة. إن هذا العمل هو عمل خسيس وبربري وهمجي من قلوب وأيادٍ نجسة طائفية؛ لذلك لا أستبعد أن تكون إيران وحلفاؤها لهم يد في ذلك؛ لأنها هي الدولة التي ترعى الإرهاب في المنطقة. ولقد كشفت وزارة الداخلية في بيانها أن منفذ تفجير جامع الإمام علي ابن أبي طالب في بلدة القديح بالقطيف هو سعودي، واسمه صالح بن عبدالرحمن القشعمي، وهو من ضمن المطلوبين للجهات الأمنية لانتمائه لخلية إرهابية، تتلقى توجيهاتها من تنظيم داعش الإرهابي في الخارج، كما أن والد هذا الانتحاري موقوف أيضاً منذ فترة. فالمقصود من هذه الحادثة هو إثارة البلبلة والفتنة في مجتمعنا بين السنة والشيعة، ونشر ثقافة الكراهية والتشرذم كما يحدث في العراق وسوريا بسبب إيران التي سياستها تقوم على ذلك، وتريد تصدير الطائفية إلى الدول المجاورة. فهذه العملية تحمل بصمة الطائفية، كما أن هذه العملية قد أتت بعد إحباط الجهات الأمنية منذ فترة عملية تهريب كميات كبيرة من مادة rdx شديدة الانفجار عبر جسر الملك فهد إلى المنطقة الشرقية. فنسأل الله أن يحفظ وطننا وأشقاءنا وأمننا من هذه المنظمات التي ترعاها إيران، والتي تعيث فساداً وفرقة في الوطن العربي تحت اسم الجهاد؛ إذ جندتهم إيران كمرتزقة للقيام بمثل هذه العمليات القذرة لتمزيق مجتمعاتهم وأوطانهم.. فهل يعي هؤلاء الخوارج أم أنهم لا يزالون مغيبون عن الوعي؟ كما أسأل الله أن يتغد المتوفين في الجامع بواسع رحمته، وأن يشفي جروح المصابين، ويرزقهم العافية.