فُجعنا جميعاً في حادثة الغدر الذي طالت مواطني مدينة القديح في محافظة القطيف، وفي مكان خصص للعبادة، وفي زمن شرع لصلاة الجمعة، إلا أن أعداء الملة والدين لا يفرقون في إجرامهم بين شخص وآخر، ولا بين مناسبة دنيوية أو دينية، ولا بين مسؤول ومواطن.. همهم زرع الفتنة بين المواطنين، وديدنهم الغدر واستباحة الدماء المعصومة. وأيضاً لا فرق بين مسلم أو معاهد أو ذمي. وهذه الوقائع الغادرة تهدف بشكل مباشر إلى تشويه الدين، وزعزعة الأمن، وإحياء الفتنة وإيقاظها، وإضعاف الوحدة الوطنية وسيادة الدولة. ولكن الله - جل جلاله - أخلف ظنونهم، وخيّب مساعيهم، ورد كيدهم في نحورهم، فخرج الناس مستنكرين للحادثة ومؤيدين لجهود رجال الأمن ومثمنين لجهود الدولة في حربها على الإرهاب ومعلنين في وسائل الاتصال والإعلام كافة وقوفهم خلف ولاة أمرنا وتعزيتهم للقيادة وذوي المصابين في صورة فريدة تنمّ عن ثقة بالله ومعرفة بحجم وضراوة الأعداء الذين تواصل فشلهم في مخططاتهم لضرب وحدة وسيادة دولتنا.
وإننا إذ نستنكر مثل هذه الأعمال الإجرامية لنقف خلف ولاتنا وعلمائنا الذين جرّموها، وبينوا حكم الشرع فيها دون مواربة، وكشفوا سماحة الشرع وحفظه للدماء والعهود والمواثيق.
والله أسأل أن يحمي وطننا من كل شر، وأن يرد كيد الكائدين في نحورهم، وأن يتم علينا نعمه وآلاءه.
عمر بن علي الحماد - المدير العام لفرع وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد بمنطقة حائل