حاوره - سمير خميس / تصوير - أحمد يسري:
أكد الأمين العام للجنة الوطنية لمكافحة المخدرات عبدالإله الشريف على أن مشروع «نبراس» جاء بناء على توافق اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات مع المبادرة الوطنية التي تقدمت بها شركة سابك في هذا المجال، منوهاً بالبرامج الثماني التي يحتويها المشروع. الشريف تطرق لتداخل عمل اللجنة بعمل المديرية العامة لمكافحة المخدرات الذي يعتبره عملاً تكاملياً تهتم به المديرية بالبعد الأمني في قضية المخدرات فيما تهتم اللجنة بالعمل المدني.
هموم وآمال تجدونها مبثوثة في هذا الحوار:
* بداية.. لو تعطي القراء نبذة مختصرة عن مشروع «نبراس» الذي سيدشنه سمو ولي العهد اليوم الأحد؟
- في البداية أحب أن أوضح أن حكومة خادم الحرمين الشريفين بقيادة الملك سلمان وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الداخلية، رئيس اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات، وسمو ولي ولي العهد وزير الدفاع صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ـ يحفظهم الله ـ حريصون على حماية أبناء الوطن والمقيمين من آفة المخدرات. المتابع لقضية مكافحة المخدرات يدرك حتماً أن هناك جهوداً تُبذل من قبل الأجهزة الأمنية والجمركية لمحاربة المخدرات من الجانب الأمني، وأعتقد أن البيانات التي تعلنها وزارة الداخلية كل 4 أشهر توضح مدى الجهود التي تبذل لإحباط عمليات التهريب بما تتضمنه من ضربات استباقية، سواء من المديرية العامة لمكافحة المخدرات، أو حرس الحدود أو الجمارك أو الأمن العام وقطاعاته، هناك أيضاً تعاون كبير مع دول الخليج والدول العربية والأجنبية، تعاون يبين الصداقة الكبيرة التي تجمع المملكة بهذه الدول من خلال التعاون الأمني في مكافحة المخدرات. ما يتعلق بالمشروع الوطني للوقاية من المخدرات «نبراس» لم يكن وليد الصدفة، وإنما أعتقد أنه كان استمراراً للجهود السابقة في مكافحة المخدرات. تم تشكيل اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات ثم أعيد تفعيل هذا التشكيل بقرار من مجلس الوزراء الموقر في عام 1427هـ، وحينما صدر هذا القرار صدر بأن يكون رئيس اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات هو وزير الداخلية ويحمل عضوية هذه اللجنة كل من وزراء الصحة والتعليم والشؤون الإسلامية والشؤون الاجتماعية والثقافة والإعلام والرئيس العام لرعاية الشباب، أيضاً سبق وأن صدر خلال الأيام القريبة الماضية قرار مجلس الوزراء بضم مدير الأمن العام و4 من رجال الأعمال لذواتهم وهم الأمير سعود بن عبدالله بن ثنيان آل سعود رئيس مجلس إدارة سابك والأستاذ منصور الميمان رئيس مجلس إدارة البنك الأهلي ومعالي الدكتور ناصر الرشيد والشيخ المهندس محمد عبداللطيف جميل لعضوية اللجنة.
توافق
* وأين يكمن دور اللجنة بالضبط؟
- اللجنة الوطنية جاءت لترسم السياسات الوطنية في مجال مكافحة المخدرات، ومن ضمنها بالذات الجانب الوقائي، ومنها توافقت رغبة اللجنة الوطنية مع مبادرة الشركة السعودية للصناعات الأساسية «سابك» لتقديم مشروع وقائي لتوعية المجتمع بأضرار المخدرات، فكان هذا المشروع «نبراس» الذي يحقق تطلعات ولاة الأمر بتوجيهات سمو ولي العهد وزير الداخلية الأمير محمد بن نايف، هذا المشروع بعدما تمت دراسته من قبل مجموعة من الخبراء والاستشاريين في اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات ومن شركة سابك خرجنا بـ«نبراس» الذي يحتوي على 8 برامج: البرنامج الأول يستدف الطفل والأسرة وهذا من أهم البرامج التي نهدف من خلالها الوصول إلى كل بيت وكل أب وكل أم في جميع مناطق ومحافظات المملكة، اقتربنا من الطفل أكثر بإنتاجنا لبرامج متنوعة تعزز فيه القيم الأخلاقية والاجتماعية، ثم كان البرنامج الثاني «كرة ستار» موجه إلى فئة الرياض والشباب بالتعاون مع الرئاسة العامة لرعاية الشباب ووزارة الثقافة والإعلام والمديرية العامة لمكافحة المخدرات، ثم جاء بعد ذلك البرنامج الثالث الذي يغطي الإعلام الجديد وهو في رأيي من أهم البرامج التي نطمع من خلالها الوصول إلى فئتي النشء والشباب والفتيات، فكما يعلم الجميع أن فئة الشباب هي الفئة الأكثر تعاطياً والأكثر استهدافاً من قبل مروجي المخدرات، لذلك ركزنا على الإعلام الجديد وأوجدنا «نبراس آب» و «نبراس تيوب» كما فعلناه في موقع التواصل الشهيرة «انستغرام» و»تويتر» من خلال حسابات المديرية العامة لمكافحة المخدرات واللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات، كما سيكون هناك حساب خاص بـ»نبراس» ستنطلق خلال الأيام القريبة المقبلة، أيضاً هناك البرنامج الذي يستهدف الإعلام التقليدي من خلال ما يتم نشره في الصحافة والإذاعة والتلفزيون، ستكون هناك رسائل توعوية على مدى 5 سنوات وهي المدة المحددة للمشروع في مرحلته الأولى، أيضاً هناك برنامج «التعليم» الذي ينقسم على قسمين: قسم يقوم على التعاون بين وزارة التعليم والمديرية العامة لمكافحة المخدرات متمثلاً في البرنامج الوطني للوقاية من المخدرات للطلاب والطالبات، وقسم يقوم عليه «نبراس» بدعم من سابك سينفذ في التعليم العام والتعليم الجامعي وتدريب المعلمين والمعلمات، أيضاً برنامج المركز الوطني لاستشارات الإدمان، مركز الدكتور ناصر الرشيد، الذي يستقبل الاتصالات على رقمه 1955 من الأسر بمختلففرادها لطلب التوجيه أو الإرشاد أو نقل مرضى الإدمان قسراً إلى مستشفيات الأمل بسرية كاملة ودون عقاب، هناك البرنامج الآخر الذي نفذته المديرية العامة لمكافحة المخدارت متمثلاً في الشبكة العالمية لمكافحة المخدرات «جينات» المتوفرة بـ4 لغات هي العربية والفرنسية والأوردية والإنجليزية خدمة من المملكة لدول العالم وللخبراء والباحثين والمهتمين بقضية المخدرات ومكافحتها..
علاقة تكاملية
* هل يمكن أن توضح العلاقة بين اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات وبين المديرية العامة لمكافحة المخدرات؟
- اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات هي المرجعية في المملكة العربية السعودية لكل ما يتعلق بقضية المخدرات، هدفها الأصل رسم السياسات الوطنية في المجال الوقائي، وفي التعليم الوقائي وفي المجالات الأمنية والعلاجية والتأهيلية. يرأسها سمو ولي العهد الأمير محمد بن نايف ويحمل عضويتها عدد من الوزراء ورجال الأعمال كما سبق أن ذكرت، لها لجنة تحضيرية يترأسها معالي نائب وزير الداخلية وعضوية وكلاء الوزارة من جميع الوزارات ولجان العلاج والتأهيل والدراسات والشؤون الأمنية والقانونية، بالإضافة إلى فرق العمل في مختلف مناطق المملكة والتي يترأسها مديرو مكافحة المخدرات. إذن عمل اللجنة يكون عملاً تكاملياً مع المديرية العامة لمكافحة المخدرات. الفرق في وجهة نظري يكمن في أن المديرية تعمل على تحقيق هدفين: الهدف الأول إحباط خطط مرتكبي جرائم تهريب المخدرات وغسيل الأموال، والهدف الثاني هو الإسهام مع أجهزة الدولة في التوعية بأضرار المخدرات، بإمكاني القول إنها منفذة لسياسات اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات في المجال الوقائي والمجال التأهيلي في عملية نقل المدمنين. يمكننا أيضًا أن نرى مدى الارتباط بين اللجنة والمديرية في الشراكة الرئيسة في مشروع «نبراس» أيضاً نراه في مجال العلاج والتأهيل من خلال المركز الوطني لاستشارات الإدمان الذي تستقبل مكالماته عددًا كبيرًا من الاستشاريين والأخصائيين من اللجنة، هؤلاء المختصون والاستشاريون إذا طالبوا بجلب أحد المدمنين قسراً فيتم إحضاره من قبل ضباط المديرية العامة. العمل تكاملي ومتداخل وهناك تعاون وثيق بين اللجنة الوطنية والمديرية العامة لمكافحة المخدرات.
* إذن يمكننا القول بأن عمل المديرية العامة يتسم بالصبغة الأمنية وعمل اللجنة الوطنية يتسم بالصبغة المدنية؟
- بالضبط، أيضاً عمل المديرية العامة يتسم بالصبغة المدنية في الجانب التوعوي والوقائي وعملية الإصلاح لمرضى إدمان المخدرات.
توحيد الجهود
* لـ«نبراس» حضور طاغٍ. هل هذا الحضور لتغطية تقصير سابق في مجال مكافحة المخدرات؟ أم يأتي لإكمال سلسلة الجهود السابقة في مجال مكافحة المخدرات؟
- اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات جاءت لتوحد الجهود في كل المجالات الوقائية والعلاجية والتأهيلية والتوعوية والتعليمية. «نبراس» جاء لتأكيد هذا التوحيد في جميع مناطق المملكة. قبل شهر صدرت توجيهات من سمو ولي العهد لجميع أمراء المناطق وأصحاب السمو المعالي الوزراء بتنفيذ كافة البرامج التوعوية والوقائية المتعلقة بمكافحة المخدرات تحت اسم «نبراس» في دلالة على ضرورة توحيد الجهود، في السابق كانت الجهود والبرامج المتعلقة بمكافحة المخدرات موجودة، لكنها كانت مبعثرة، فلكل قطاع برامجه، من المديرية إلى وزارة الصحة إلى التعليم إلى الجمعيات التطوعية الأخرى إلى أن جاء «نبراس» هذا الاسم الكبير ليوحد كل الجهود بما يتعلق بالجانب الوقائي والتوعوي، كما أنه يفتح المجال لأي جهة أو وزارة أو قطاع أو جمعية ترغب بتنفيذ أي برنامج توعوي أو وقائي عن المخدرات تنسق في هذا مع اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات، نحن سندعمها، سنقدم لها المعايير المحلية والدولية في الجوانب الوقائية حتى نحقق الهدف الأسمى وهو الحد من انتشار المخدرات.
* ما مدى الاستجابة التي تتوقعها من مختلف الجهات التي تتحدث عنها؟
- سأعطيك مثالاً: بعد صدور توجيهات سمو ولي العهد لكافة الجهات بتنفيذ مشروع «نبراس» هناك الكثير الذين حضروا إلى الأمانة العامة للجنة الوطنية، هناك اتصالات متجاوبة من جميع الجهات لتنفيذ «نبراس» كما تريده اللجنة الوطنية. ذهب عصر العمل المبعثر أو الاجتهادي مع جزيل الشكر لكل هذه الأعمال والجهود. أيضاً لدينا لجنة التوعية الإعلامية المركزية على مستوى المملكة في الأمانة العامة للجنة الوطنية بشراكاتها المتعددة مع وزارات التعليم والصحة والشؤون الاجتماعية والثقافة والإعلام والرئاسة العامة لرعاية الشباب والمديرية العامة لمكافحة المخدرات، هذه الجهات هي الجهات الأساسية في العملية التوعوية والوقائية في مكافحة المخدرات.
حضور إعلامي
* سمو ولي العهد أمر بإنشاء مركز إعلامي متكامل بمقر اللجنة. ما الدلالة التي يمكن أن نستشفها من هذا الأمر؟
- توجيهات سموه واضحة بأن تنشئ اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات مركزًا إعلاميًا متكاملاً بكافة مجالاته لا سيما الإعلام الجديد، هذا الأمر تأكيد من سموه على ضرورة محاربة آفة المخدرات وعلى الوضوح والشفافية وعلى حرصه أن تصل الرسالة لكل شاب وفتاة ولكل أب وأم ولكل مسؤول ولكل صاحب رأي ولكل أفراد المجتمع، هذه الرسالة تتلخص في حرص المملكة على محاربة المخدرات، والاهتمام والرغبة الأكيدة بحماية أبنائنا من آفة المخدرات وإبراز جهود الدولة في محاربة المخدرات وإظهار المشروع الوقائي «نبراس» وإبراز الجهات الشريكة سواء كانت أمنية أو تعليمية أو خاصة.
* إنشاء المركز ألا يحمل رسالة مفادها أن هناك قصوراً إعلامياً في محاربة المخدرات؟
- لا أعتقد أن هناك قصوراً إعلامياً. من واقع تجربتي وعملي في مكافحة المخدرات أرى أن الدور الإعلامي دور قوي ومهم، هناك العديد من البرامج الإعلامية التي نفذت، الندوات التي نظمت، اللقاءات التي عقدت، ونحن نتابع الجهود التي تذكر فتشكر.
المسجد والمرأة
* لو تركت لك حرية اختيار الفئة التي تريد إيصال رسالتك إليهم فمن ستختار؟
- بودي إيصال رسالتي إلى أئمة وخطباء المساجد الذي يتسم دورهم بالضعف من وجهة نظري، نريد منهم تفعيل دورهم لا سيما دورهم الخطابي في خطب الجمعة التي تجمع الطفل والشاب والمربي وغيرهم، مستعدون لتزويدهم بالمعلومات التي يحتاجونها وسيكون من ضمن مشاريع «نبراس» برنامج تدريبي لأئمة وخطباء المساجد تقوم عليه عليه لجنة كلفت بإعداد الحقائب التدريبية اللازمة.