خالد عبد الرحمن الطياش
** خطوة إيجابية وتاريخية قام بها مسؤولو شركة «لجام» للرياضة (المالك والمشغل لمراكز وقت اللياقة) في المملكة العربية السعودية والإمارات، حينما وقعوا عقداً للشراكة مع نادي برشلونة، يتم على أساسه تبادل الخبرات الرياضية اللازمة وفتح المدارس الكروية المتخصصة في تعليم الأطفال الصغار فنون ومهارات وأساسيات كرة القدم، بإشراف خبراء تقنيين ومحترفين سبق لهم العمل في نادي برشلونة؛ لينقلوا الفكر الكروي المشبع بالقيم والروح الرياضية والأساليب الحديثة في لعب الكرة وسط أجواء ممتعة، يهدف من خلالها نادي برشلونة ومدربوه لتحقيق التأثير في أسلوب حياة المجتمع وتعليم الصغار العادات الغذائية والمناهج الرياضية الصحيحة؛ ليتبعها الطفل بشكل صحي وسليم خلال حياته مهما كانت مسيرته المهنية، سواء مهندساً أو محامياً أو حتى لاعباً رياضياً أو أي مجال آخر من المجالات المختلفة.
** فاجأني السيد خافيير فاوس حينما قال خلال المؤتمر الصحفي إن برشلونة ليس نادياً غنياً مثل الأندية في إنجلترا على سبيل المثال.. فهو نادٍ يمتلكه أكثر من 150 ألف عضو (من مشجعيه)، يعملون بجهد كبير لتوفير القنوات المالية التي تصب في خزائن النادي الإسباني العملاق، التي يبرز في مقدمتها الرعاية، والدعاية والإعلان، إضافة إلى الدخل المالي من بيع حقوق النقل التلفزيوني، وبيع التذاكر والقمصان ومنتجات النادي، والفوز بالجوائز المالية الكبيرة التي يتحصل عليها الفريق من بطولة الدوري المحلي وكأس إسبانيا وبطولة دوري أبطال أوروبا.
** ما هي الحلول التي يتبعها السيد فاوس ورفاقه في مجلس إدارة النادي الكتالوني لمساعدة الفريق على الصمود والبقاء على رأس الهرم الكروي في القارة الأوروبية؟ وما هو السر الحقيقي في تميز نادي برشلونة عن غيره من منافسيه؟ من خلال محاورتي للرجل وجهاً لوجه فوجئت بالفعل بأن السر يكمن في وجود مدرسة لاماسيا.. تلك المدرسة التي تهدف لتعليم الأطفال الصغار دون التركيز على المنافسة أو البحث عن النجوم؛ إذ إن تسجيل الأطفال وتدريبهم بشكل تلقائي سينتج لهم بطبيعة الحال موهبة واحدة فذة من بين العديد من المواهب. ويقول فاوس: «نعم، لقد منحتنا لاماسيا العديد من النجوم، ولكن هناك أعداداً أكثر منهم بكثير تعلموا كل شيء في المدرسة الكروية، ولكنهم لم يصلوا للفريق الأول.. وهم بالتأكيد يفهمون الآن أكثر من غيرهم كيف يلعب برشلونة ولاعبوه كرة القدم الممتعة والجميلة». ويشدد فاوس على أنه لولا وجود مدرسة لاماسيا لما تحصل الفريق على ميسي وتشافي وبويول وفكتور فالديز وانييستا وبوسكيت والعديد من اللاعبين الذين رفعوا ألوان البلوجرانا لتكون ساطعة في سماء الكرة الأوروبية.
** لم تكتفِ مدرسة لاماسيا بتدريب الأطفال وتعليمهم في مدينة برشلونة.. بل إنها تمددت وانتشرت حول أنحاء العالم حتى وصلت قيمها وأساليبها وطرق تدريبها لوطننا الحبيب، وبإشراف خبراء محترفين ومتمكنين (أجانب)، سيعيشون هنا لسنوات متتالية لتحقيق الفائدة المرجوة في تعليم النشء وتطوير أدائه. ذلك الانتشار الذي تحقق حول العالم عن طريق الدخول مع شركاء متميزين، مثل (مراكز وقت اللياقة) للإشراف على عمليات الإدارة والتشغيل والتطوير، سيساعد برشلونة على أن يرفع من مداخيله المالية بطريقة تعينه على الوقوف كالعملاق بين منافسيه في أوروبا، وربما للتفوق عليهم كما هو الحال في الموسم الحالي.
** وحده برشلونة.. في العالم أجمع من يتحرك بنشاط وحيوية واحترافية مقارنة ببقية منافسيه في إسبانيا أو إيطاليا أو حتى إنجلترا. وحده برشلونة من يمتلك شخصية ثابتة ذات صبغة واحدة يتعلمها الصغار في المدارس الكروية؛ لنشاهدها بمرور الزمن على أرض الواقع من خلال الأداء الممتع الممزوج بالروح الرياضية والجماعية التي يقدمها لنا نادي برشلونة حينما يخوض لاعبوه المباريات الرسمية في عالم كرة القدم.