الجزيرة - سعد العجيبان:
أكد عضو مجلس الشورى الأمير الدكتور خالد بن عبدالله المشاري آل سعود أن ما حدث ظهر أمس الجمعة في مسجد القديح بمحافظة القطيف عمل قبيح يراد به إحداث فتنة وفرقة وشقاق يهدم اللحمة الوطنية في المملكة.
وقال سموه في تصريح لـ«الجزيرة»: إن العملية وإن كان منفذها يحمل الجنسية السعودية إلا أنه يعتبر أداة تحركها أيد خفية متلبسة بالدين وهي في الحقيقة أذرع «نجسة» لأجهزة استخباراتية «قذرة» تديرها الحكومة الإيرانية، والأدلة على ذلك واضحة وبينة جداً من بصمتها المتطابقة مع العمليات التي تديرها إيران داخل العراق من أجل التحريض الطائفي الذي يكفل لها النفوذ والسيطرة، مشيرا إلى أن هذا الأمر أوضحه أكثر من مرجع من مرجعيات الشيعة في العراق.
ومضى سموه في القول: إن إيران يزعجها استقرار المملكة وتلاحم شعبها بكل فئاته ومناطقه وتريد أن تخفف الضغط على أذنابها الحوثيين وما تعانيه من نقمة شعبية متنامية من مختلف الطوائف داخل إيران.
وشدد سموه على أننا نحن في المملكة علينا جميعاً أن ندرك هذه الحقيقة وأن نتوجه لمحاربة العدو الذي يريد هدم وحدتنا الوطنية وألا ننساق وراء الأصوات التي تحركها العواطف الساذجة والمغرضة.
وأضاف قائلاً: مما يؤثر عن سمو الأمير نايف بن عبد العزيز - رحمه الله - قوله في مثل هذه الحوادث الإرهابية الكريهة: إذا أردت معرفة المجرم الحقيقي فابحث عن المستفيد من الجريمة، ولاشك أننا جميعاً متفقون على أن تلبيس العملية بداعش هو من التلبيس بالفرع وليس الأصل فداعش هي ربيبة إيران والأسد وسياق الأحداث في العراق وسوريا يثبت ذلك بجلاء.
وسأل سموه الله الرحمة للضحايا الأبرياء والشفاء العاجل للمصابين، راجيا أن تتمكن الحكومة من القبض على كل من له علاقة بهذا العمل الدنيء وأن يكشف ستر من كان وراءه.
من جهته أكد عضو مجلس الشورى الدكتور أحمد بن سعد آل مفرح أن استهداف الآمنين والأبرياء والعباد في أي مكان لا يقره شرع ولا عقل، فالإسلام نهى حتى أثناء مواجهة الأعداء في الحروب عن التعرض لمن يتعبد في دور العبادة، فكيف الحال بمساجد يتعبد الله فيها!.
وأورد في تصريح لـ«الجزيرة» أن ما حدث في القطيف مؤلم لكونه حدث في مسجد آمن وفي يوم جمعة فضيل وفي بلد يقيم شرع الله، كل ضحاياه أطفال أبرياء ومسلمون آمنون، قام به من يدعي الإسلام!.. فأي ألم أكبر من ذلك، إنه ألم مركب!!.
وأضاف الدكتور آل مفرح أن هذا التفجير خيانة عظمى وحربة غدر جبانة، وطعنة في ظهر مسلم آمن، ليس المستهدف به القتلى والجرحى وأهاليهم فحسب، بل الوطن كله بكافة شرائحه وأطيافه والإسلام بقيمه وسماحته.
وعد ذلك تطوراً خطيراً في أسلوب أرباب التكفير ودعاة الإفساد حيث توجهوا للآمنين في مساجدهم، بعدما ضيق عليهم الخناق في أماكن أخرى، وفي هذا مؤشر على خطورة نهجهم وما وصل إليه فكرهم من صلف وشطط وجهل وتبعية، وما ترجمته أعمالهم المشينة من استخفاف واستهتار بالدماء وبالأنفس المعصومة والأموال.
وأكد الدكتور آل مفرح على ثقته بالله ثم في رجال أمننا بسرعة القبض على العصابة التي وقفت خلف هذا التفجير وسرعة محاكمتهم وتنفيذ شرع الله فيهم في ذات المكان تحقيقا للعدل والقصاص منهم وردعاً لمن تسول له نفسه في ارتكاب مثل هذا الجرم القبيح، معزيا أسر الضحايا وسائلا الله أن يتقبلهم في الشهداء وأن يمن على الجرحى بالشفاء.
من جهته قال عضو مجلس الشورى السابق الدكتور طلال البكري من المؤلم أن تصل يد الإجرام إلى بيوت الله وتستهدف المتوجهين بقلوبهم وجوارحهم إلى الله عز وجل، مشيراً في تصريح لـ«الجزيرة» أن ما حصل في بلدة القديح من ظلم وعدوان على الآمنين المعصومة دماؤهم وأعراضهم، ولن يهنأ للمجرمين بال ما دامت المملكة تنعم بالأمن والاستقرار، وسيسعون جاهدين لزعزعة الأمن وبث روح الطائفية بين أبناء الوطن الواحد.
وأكد الدكتور البكري على تلاحم أبناء الوطن ونبذهم لروح الفرقة وتفويت الفرصة على المتربصين بنا من الداخل والخارج على حد سواء، مشددا على ثقتنا أولا بالله عز وجل ثم بحكمة قيادتنا الرشيدة ورجال أمننا البواسل الذين لا يألون جهدا في سبيل كشف المؤامرات الدنيئة التي تستهدف لحمتنا الوطنية.
وأوضح أن نظام الدولة يتصدى للفرقة مهما كان الاختلاف في النواحي المذهبية ويكفل للجميع حق العيش بسلام كمواطنين دون التعدي على حقوق الآخر، فليس كل السنة أعداء للشيعة وليس كل الشيعة أعداء للسنة وإنما هناك من الطائفتين من يؤجج الفتنة ويسعى إلى تدمير النسيج الاجتماعي وهم من يجب التصدي لهم وكبح جماحهم.