إن الله تعالى جعلكم خبايا لنصرة دينه، فخدمتم جيل الإسلام بدعوتكم، وكنتم لدينه أنصاراً، وعلى إقامة عدله أعواناً، سددتم الميل، ودفعتم عن الأرض الظلم والفساد من عبث الحوثيين، وأنصار الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح التي كانت قلوبهم كالحجارة وأشد قسوة، فقلبوا الطباع، وغيّروا النفوس، وتقطع بهم الأمل خربت ذممهم، وذهب ماء الوفاء من وجوههم، وانطمست معالم الحق عندهم، فلم يبق لديهم إلا هوى يتحكم، وشهوات تقضى، وغيظ يتحرك ويشتد، يغشون الناس بأغشية من معادن القوة ليبرزوها في معرض السطوة، ويغشوا بها أعين الناس والناظرين، لا يطلبوا لغامضٍ يبيتونه أو مستور يكشفونه أو حق يظهرونه أو خرق يد يرقعونه أو نظام يصلحونه.. كلا...! بل ليثبتوا أنهم في حبس من حبسوا من شعب اليمن الأبيّ غير مخطئين، فلم تأخذهم فيه دهشة، فهو نتيجة تحدي لا شبه للحق فيه، فأحمى فؤاد الشعب الهم عندما رأوا الظلم والقتل والدمار، فأصبح شعبكم وجيشكم الأبطال أيدي دولتكم وسيوف دعوتكم، وأبهروا العالم بوقائع صادقات ومواطن صالحات، أقاموا في ظل دعوتكم عاصفة الحزم المنبثقة من دول الخليج وبعض التحالف العربي والإسلامي والعالمي.. اعتصموا بحبل طاعتكم التي أعزّ الله بها ذاتكم، فأنعم علينا بأن فوض أمرنا إليكم كمجتمع سعودي إنساني، وعقد يتحلى في صدر الزمان.. نظامه متآلف.. وجوهره التكاتف والتلاحم، وهذان الأمران هما قطبا المدار لهذا العالم من لدن آدم، وليس إلا بهما يحسن الحال، وينعم البال، وتتفجر عيون الفؤاد، ومن ثم كان أوفر الناس حظاً من يألف ويؤلف، فلكم يا خادم الحرمين الشريفين آثاراً شاهدناها فاستنفرناها، ومآثر سمعناها فرويناها وتناقلناها، وأنتم الأهل والقدوة.
أبقاكم الله ذخراً لأبناء شعبكم خاصة وأبناء أمتكم عامة، فالفضل منكم وأنتم أصله، والشكر لكم وأنتم أهله، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «خيركم من طال عمره وحسن عمله».
نسأل الله لكم طول العمر وحسن العمل.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،،