نطالع ما تنشره الصحف من أخبار ومقالات تتضمن معاتبة لجهة أو مسئول في قطاع ما عند حدوث تقصير ما، أو خطأ معين يمس خدمة تقدم للمواطن أو المستفيد. ولكن في المقابل يندر أن نقرأ عكس ذلك، من حيث الإشادة بالشكر والتقدير والعرفان لشخص مسؤول عندما (يتفانى) في أداء ما هو أكثر من عمله المنوط به؛ وهذا ما أود تسجيله بقلمي في هذا المقام، وفي هذه اللحظة. ولا أقول ما أود قوله هنا تزلفاً - وأشهد الله على ذلك - فبفضل من الله ومنته أنهيت دراستي في خارج المملكة وتحديداً في دولة استراليا من خلال برنامج خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، رحمه الله للابتعاث الخارجي، بنجاح ولله الحمد.
ولكن لأنها كلمة حق، أردت تسجيلها هنا عبر صحيفتي المفضلة «الجزيرة» بحق الملحقية الثقافية بأستراليا بقيادة الملحق الفاضل الدكتور عبدالعزيز بن طالب الذي تسلم العمل من سلفه صاحب المسيرة العطرة الدكتور علي البشري، فأدى العمل بكفاءة ومسئولية واقتدار، وأيقن كل مبتعث ومبتعثة في تلك القارة البعيدة بأنه يحق لكل منهم أن يفخر بهذه الكفاءة الإدارية ذات التعامل اللطيف والسلس مع أبنائه الطلاب وبناته الطالبات، والذي لطالما استجاب لأي أمر طارئ يعن لهم في غربتهم.
وللتأكيد على ذلك أشير بالذكر إلى أحد المواقف التي طرأت لي هناك. ففي إحدى المرات قمت بإرسال بريد إليكتروني وكان ذلك قرابة الساعة التاسعة مساء لسعادة الملحق بشأن مشكلة كنت أواجهها، وكما هو معلوم بأن الملحقية مقفلة في ذلك الوقت، وكنت أؤمل نفسي بتلقي الرد في صباح الغد عند مباشرة الملحقية لأعمالها المعتادة خلال أوقات الدوام الرسمي، إلا أنني فوجئت برد سريع واستجابة فورية لطلبي من سعادة الملحق في ذات الليلة، وتحديداً في حوالي الساعة الثانية عشرة ليلاً !.
ولئن دل ذلك على شيء فإنما يدل على حرص وتفاني سعادة الملحق في عمله ليلاً ونهارا، وحرصه على مصلحة وراحة ابنائه الطلبة والطالبات في بلاد الغربة. واليوم وبعد أن استقر بي المقام حالياً في أرض الوطن، وكل هذا بفضل من الله عز وجل، ثم بفضل دولتنا الرشيدة التي أتاحت لنا فرصة الدراسة والتعلم في الخارج ومن خلال متابعة ملحقيتنا الثقافية ممثلة بالدكتور عبدالعزيز بن طالب، -سلمه الله- وجميع الإداريين والمشرفين العاملين معه.. لا يسعني إلا أن أقول: شكرا، ثم شكراً.. من الأعماق لجهودكم الرائعة على كل ما تبذلونه في الملحقية من أعماتصب من أجل راحة وتفوق أبنائكم الطلبة، وحقاً لن ننسى بعد الله فضلكم علينا وتعبكم معنا لكي نتم بعثتنا الدراسية بالخير ومكللة بالنجاح والتفوق، وتمنياتي لكم بالتوفيق والسداد.