الرياض - خاص «الجزيرة»:
أكد الشيخ الدكتور سليمان بن صالح الغصن الأستاذ بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية أن الجندي المسلم الذي يرابط على الثغور، ويدافع عن الإسلام وديار المسلمين. يقوم بشرف عظيم، ومقام كريم، وعمل جليل الذي به ترفع الدرجات، وتكتب الحسنات، وتنال المكرمات من شرف الدنيا وثواب الآخرة، واستعرض فضل المجاهدين على القاعدين، وقال إن الجهاد في سبيل الله ذروة سنام الإسلام، وبشر الله المجاهدين بدرجات الجنان، ووعدهم بالنجاة من النار، وعدد الشيخ «الغصن» في رسالة له وجهها إلى المرابطين على الحدود وعلى الثغور بعنوان «تبشير الجنود المرابطين على الحدود» أسباب النصر.. وقال للنصر على الأعداء أسباب كثيرة مادية تتعلق بإعداد السلاح والتدريب ونحو ذلك، ومعنوية.
وقال الدكتور سليمان الغصن: هنيئاً لك أيها الجندي المسلم يا من ترابط على الثغور، وتدافع عن الإسلام وديار المسلمين. هنيئاً لك هذا الشرف العظيم، والمقام الكريم، بما يسر الله لك، ومكنك من المشاركة في هذا العمل الجليل الذي به ترفع الدرجات، وتكتب الحسنات، وتنال المكرمات من شرف الدنيا وثواب الآخرة.
وأضاف د. الغصن قائلاً: أيها الجندي المبارك إن ما تقوم به من مرابطة ودفاع عن وطنك ليس مجرد واجب وظيفي فحسب، بل إنه من العمل الصالح والقتال المشروع وذلك لأمور منها:
1 - أنك تقاتل قوما معتدين، والله تعالى يقول: {فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُواْ عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ وَاتَّقُواْ اللّهَ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ}.
2 - أنك تقاتل من يريد انتهاك دينك ودمك وبلدك وأهلك ومالك. ومقاتلة من هذه حاله مشروعة، ومن يقتل دون ذلك فهو شهيد. وفي الحديث عن سعيد بن زيد رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (من قتل دون ماله فهو شهيد، ومن قتل دون دينه فهو شهيد، ومن قتل دون دمه فهو شهيد، ومن قتل دون أهله فهو شهيد).
3 - أنك تقاتل عدوا يكفرك، ويستحل دمك، ويريد اغتصاب بلدك، ليفسد فيها بما يحمله من عقائد فاسدة، ونوايا حاقدة، وأخلاق منحرفة، وقد قال الله تعالى: {إِنَّمَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ وَظَاهَرُوا عَلَى إِخْرَاجِكُمْ أَن تَوَلَّوْهُمْ}.
4 - أنك تقاتل عدواً من ورائه أعداء يمدونه، ويتربصون ببلاد التوحيد، وبأرض الحرمين، وبمن يعيش عليها من أهلها وولاة أمرها، لما يدينون به من عقيدة صافية ومنهج سليم، يتربصون بهم الدوائر، وذلك بالسعي في زعزعة أمنهم واستقرارهم، ومحاولة الاستيلاء على بلادهم لنشر الظلم والبدعة والخرافة ومظاهر الشرك بالله تعالى، وهذا من أعظم الفتنة وقد قال الله تعالى: {وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لاَ تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ لِلّهِ فَإِنِ انتَهَواْ فَلاَ عُدْوَانَ إِلاَّ عَلَى الظَّالِمِينَ}.
5 - أنك قد استنفرك إمامك وولي أمرك لمقاتلة المعتدين والدفاع عن ديار المسلمين، وهذا من أسباب الوجوب. وقد قال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انفِرُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الأَرْضِ أَرَضِيتُم بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الآخِرَةِ فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الآخِرَةِ إِلاَّ قَلِيلٌ (38) إِلاَّ تَنفِرُواْ يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا وَيَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ وَلاَ تَضُرُّوهُ شَيْئًا وَاللّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} «التوبة: 38-39»، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: (إذا استنفرتم فانفروا). إذا تقرر ذلك وعلمت أن ما تقوم به من القتال مشروع، وأنك تقاتل أقواماً معتدين طاغين حاقدين، قد فسدت عقائدهم، وانحرفوا عن دينهم، فعليك أيها الجندي المبارك أن تستحضر النية الصالحة، وأن تخلص لله في جميع أعمالك، وأن تقاتل لتكون كلمة الله هي العليا، ولتدحر أعداءها والمنحرفين عنها، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله).
وإذا صلحت النية، واستقام العمل، فأبشر بالأجر العظيم والثواب الجزيل تجاه كل ما يصيبك، وقد قال الله تعالى: {ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ لاَ يُصِيبُهُمْ ظَمَأٌ وَلاَ نَصَبٌ وَلاَ مَخْمَصَةٌ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَلاَ يَطَؤُونَ مَوْطِئًا يَغِيظُ الْكُفَّارَ وَلاَ يَنَالُونَ مِنْ عَدُوٍّ نَّيْلاً إِلاَّ كُتِبَ لَهُم بِهِ عَمَلٌ صَالِحٌ إِنَّ اللّهَ لاَ يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ}.
فضائل ومبشرات
وعدد الدكتور سليمان الغصن بعض ما ورد من الفضائل والمبشرات للمرابطين والمجاهدين.. حيث قال:
أولاً: فضل الرباط في ثغور المسلمين وحراستها:
الرباط هو الإقامة في الثغور وعلى الحدود وفي الأماكن التي يخشى أن يأتي العدو من قبلها، فيقيم المرابط في تلك الأماكن يحرس بلاد المسلمين ضد تحركات المعتدين، وقد هيأ نفسه للذود عن بلاد الإسلام وحرمات المسلمين، فالمرابط هو من يقيم في مكان يخيف فيه العدو، ويخاف من العدو وكلما اشتد الخوف كان أعظم للأجر.
ومما ورد في فضل الرباط ما يلي:
1 - قال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اصْبِرُواْ وَصَابِرُواْ وَرَابِطُواْ وَاتَّقُواْ اللّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}.
2 - عن سهل بن سعد رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (رباط يوم في سبيل الله خير من الدنيا وما عليها).
3 - عن سلمان الفارسي رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (رباط يوم وليلة خير من صيام شهر وقيامه، وإن مات جرى عليه عمله الذي كان يعمله وأجري عليه رزقه وأمن الفتان).
4 - عن فضالة بن عبيد رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (كل ميت يختم على عمله إلا الذي مات مرابطاً في سبيل الله، فإنه ينمى له عمله إلى يوم القيامة، ويأمن فتنة القبر).
5 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (من مات مرابطاً في سبيل الله أجري عليه أجر عمله الصالح الذي كان يعمل، وأجرى عليه رزقا، وأمن من الفتان، وبعثه الله يوم القيامة آمنا من الفزع).
6 - وعن أبي الدرداء رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (رباط يوم خير من صيام الدهر).
7- وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (عينان لا تمسهما النار: عين بكت من خشية الله، وعين باتت تحرس في سبيل الله).
وقد قال الإمام أحمد: «ليس يعدل الجهاد عندي والرباط شيء، والرباط دفع عن المسلمين، وعن حريمهم، وقوة لأهل الثغر ولأهل الغزو، فالرباط عندي أصل الجهاد وفرعه، والجهاد أفضل منه للعناء والتعب والمشقة».
ونقل شيخ الإسلام ابن تيمية اتفاق العلماء على أن إقامة الرجل بأرض الرباط مرابطا أفضل من إقامته بمكة والمدينة وبيت المقدس.
ثانياً: فضل الجهاد والشهادة في سبيل الله:
الجهاد هو بذل الجهد في مقاتلة الكفار والبغاة والمرتدين والمعتدين. وقد ورد في فضله وبشارة أهله آيات وأحاديث كثيرة منها:
1 - قال الله تعالى: {إِنَّ اللّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللّهِ فَاسْتَبْشِرُواْ بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُم بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ}.
2 - قال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنجِيكُم مِّنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ (10) تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ (11) يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَيُدْخِلْكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأنْهَارُ وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (12) وَأُخْرَى تُحِبُّونَهَا نَصْرٌ مِّنَ اللَّهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ}.
3 - وقال تعالى: {فَلْيُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللّهِ الَّذِينَ يَشْرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا بِالآخِرَةِ وَمَن يُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللّهِ فَيُقْتَلْ أَو يَغْلِبْ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا}.
4 - وقال تعالى: {وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاء عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ (169) فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُواْ بِهِم مِّنْ خَلْفِهِمْ أَلاَّ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ (170) يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللّهَ لاَ يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ}.
5 - عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: «دلني على عمل يعدل الجهاد»، قال: (لا أجده). قال: (هل تستطيع إذا خرج المجاهد أن تدخل مسجدك فتقوم ولا تفتر وتصوم ولا تفطر)، قال: «ومن يستطيع ذلك».
6 - عن أبي عبس رضي الله عنه أن رسول الله قال صلى الله عليه وسلم: (ما اغبرتا قدما عبد في سبيل الله فتمسه النار).
7 - عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: (إن في الجنة مائة درجة أعدها الله للمجاهدين في سبيل الله، مابين الدرجتين كما بين السماء والأرض).
8 - عن المقداد بن معد كرب عن رسول الله قال صلى الله عليه وسلم: (للشهيد عند الله ست خصال: يغفر له من أول دفعة من دمه، ويرى مقعده من الجنة، ويجار من عذاب القبر، ويأمن من الفزع الأكبر، ويحلى حلة الإيمان، ويزوج من الحور العين، ويشفع في سبعين إنسانا من أقاربه).
9 - عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (تضمن الله لمن خرج في سبيله، لا يخرجه إلا جهاداً في سبيلي وإيماناً بي، وتصديقاً برسلي، فهو علي ضامن أن أدخله الجنة أو أرجعه إلى مسكنه الذي خرج منه نائلاً ما نال من أجر أو غنيمة، والذي نفس محمد بيده ما من كَلْم يُكَّلم في سبيل الله إلا جاء يوم القيامة كهيئته حين كُلم لونه لون دم وريحه ريح مسك. والذي نفس محمد بيده لو لا أن يشق على المسلمين ما قعدت خلاف سرية تغزو في سبيل الله أبداً، ولكن لا أجد سعة فأحملهم، ولا يجدون سعة ويشق عليهم أن يتخلفوا عني، والذي نفس محمد بيده لوددت أن أغزو في سبيل الله فأقتل ثم أغزو فأقتل ثم أغزو فأقتل).
وذكر صلى الله عليه وسلم: (أن الشهيد يتمنى أن يرجع إلى الدنيا فيقتل عشر مرات لما يرى من الكرامة).
10 - عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (جاهدوا في سبيل الله فإن الجهاد في سبيل الله باب من أبواب الجنة ينجي الله به من الهم والغم).
11 - عن عمرو بن عبسة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (من رمى العدو بسهم فبلغ سهمه العدو فأصاب أو أخطأ فيعدل رقبة).
12 - عن أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لغدوة في سبيل الله أو روحة خير من الدنيا وما فيها).
وقال الإمام أحمد: «ليس يعدل لقاء العدو شيء، ومباشرة القتال بنفسه أفضل الأعمال، والذين يقاتلون العدو هم الذين يدفعون عن الإسلام وعن حريمهم، فأي عمل أفضل منه، الناس آمنون وهم خائفون، قد بذلوا مهج أنفسهم».
وذكر شيخ الإسلام بن تيمية أن الجهاد أفضل من الحج والعمرة ومن التعبد في المسجد الحرام الذي تعدل الصلاة فيه مائة ألف صلاة في غيره من المساجد واستدل على ذلك بقول الله تعالى: {أَجَعَلْتُمْ سِقَايَةَ الْحَاجِّ وَعِمَارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَجَاهَدَ فِي سَبِيلِ اللّهِ لاَ يَسْتَوُونَ عِندَ اللّهِ}.
أسباب النصر
وعن أسباب النصر قال د. سليمان الغصن: للنصر على الأعداء أسباب كثيرة مادية تتعلق بإعداد السلاح والتدريب ونحو ذلك، ومعنوية: وهي التي سأشير إلى أهمها بما يلي:
1 - تحقيق الإيمان والعمل الصالح، قال الله تعالى: {وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ}.. وقال تعالى: {إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الأشْهَادُ}.
2 - الإخلاص لله تعالى، قال عز وجل: {وَلاَ تَكُونُواْ كَالَّذِينَ خَرَجُواْ مِن دِيَارِهِم بَطَرًا وَرِئَاء النَّاسِ}.
وقال تعالى: {قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (162) لاَ شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَاْ أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ}.
3 - التوكل على الله تعالى، قال تعالى: {إِن يَنصُرْكُمُ اللّهُ فَلاَ غَالِبَ لَكُمْ وَإِن يَخْذُلْكُمْ فَمَن ذَا الَّذِي يَنصُرُكُم مِّن بَعْدِهِ وَعَلَى اللّهِ فَلْيَتَوَكِّلِ الْمُؤْمِنُونَ}.
وقال تعالى: {آلَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُواْ لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُواْ حَسْبُنَا اللّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ (173) فَانقَلَبُواْ بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللّهِ وَفَضْلٍ لَّمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُواْ رِضْوَانَ اللّهِ وَاللّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ (174) إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءهُ فَلاَ تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ}.
4 - الصبر والدعاء، والاعتراف بالتقصير، والبعد عن العجب والغرور، قال الله تعالى: {وَكَأَيِّن مِّن نَّبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَمَا وَهَنُواْ لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَمَا ضَعُفُواْ وَمَا اسْتَكَانُواْ وَاللّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ (146) وَمَا كَانَ قَوْلَهُمْ إِلاَّ أَن قَالُواْ ربَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ (147) فَآتَاهُمُ اللّهُ ثَوَابَ الدُّنْيَا وَحُسْنَ ثَوَابِ الآخِرَةِ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ}.
وقال تعالى: {وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنكُمْ شَيْئًا وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُم مُّدْبِرِينَ}.. وقال تعالى: {وَاصْبِرُواْ إِنَّ اللّهَ مَعَ الصَّابِرِين}.
5 - الاجتماع والطاعة وترك النزاع والفرقة، قال الله تعالى: {وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُواْ إِنَّ اللّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ}. وقال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْأَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ}. وقال تعالى: {وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ}.
6- الإكثار من الطاعات والبعد عن المعاصي، قال الله تعالى: {أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُم مُّصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُم مِّثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِندِ أَنْفُسِكُمْ}.. وقال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ تَوَلَّوْاْ مِنكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ إِنَّمَا اسْتَزَلَّهُمُ الشَّيْطَانُ بِبَعْضِ مَا كَسَبُواْ}. وفي وصية عمر بن الخطاب إلى سعد بن أبي وقاص حين سار لقتال الفرس: (فإن تقوى الله أفضل العدة على العدو -إلى أن قال-: فإن ذنوب الجيش أخوف عليهم من عدوهم، وإنما ينصر المسلمون بمعصية عدوهم لله...). وقد بوب البخاري في صحيحه باب عمل صالح قبل القتال، وذكر عن أبي الدرداء رضي الله عنه قوله: (إنما تقاتلون بأعمالكم).
7 - الثبات وكثرة ذكر الله تعالى كما قال الله عز وجل: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُواْ وَاذْكُرُواْ اللّهَ كَثِيرًا لَّعَلَّكُمْ تُفْلَحُونَ} «الأنفال: 45».
واختتم د. سليمان الغصن رسالته قائلاً: هذه بعض البشائر والفضائل بين يديك أيها الجندي المبارك، أيها المرابط والمجاهد، إنها وعود صادقة، وعطايا سامية، ومقامات عالية، كيف والضامن هو الله تعالى، والمبشر رسوله الكريم والصادق الأمين صلى الله عليه وسلم، فشمر بالسعي في تحقيق شروطها، لتفوز بشرف الحصول عليها، والانضمام إلى أهلها.
اللهم احفظ جنودنا المجاهدين في سبيلك، ووحد صفوفهم، وسدد رميهم، واربط على قلوبهم، وثبت أقدامهم، وارفع درجاتهم، اللهم اشرح صدورهم ويسر أمورهم، وفرج كروبهم، وانصرهم على القوم المعتدين، اللهم اشف جريحهم، وتقبل شهيدهم. اللهم احفظ علينا ديننا وعقيدتنا، وأدم علينا أمننا واكفنا شر أعدائنا. اللهم احفظ بلادنا وولاة أمرنا من كيد الظالمين، ومكر الحاسدين وعدوان الحاقدين، إنك على كل شيء قدير.