الرياض - سلمان العُمري:
تعد المكاتب التعاونية للدعوة والإرشاد وتوعية الجاليات بالمملكة العمود الفقري للعمل الدعوي في بلادنا، فقد أنشأ أول مكتب قبل ثلاثين عاماً وذلك حينما شعر كثير من طلبة العلم وبعض ممّن مَنّ الله عليه بنعمة المال بواجبهم نحو إبلاغ رسالة الإسلام للوافدين، وكذلك تعليم المسلمين فهم معتقد الإسلام الصحيح الذي كان عليه محمد -صلى الله عليه وسلم- وأصحابه الكرام، فكانت البداية مدينة بريدة بمنطقة القصيم حيث افتتح بها أول مكتب تعاوني لتوعية الجاليات في عام 1406هـ.
وعلى الرغم من عدم وجود ميزانية ثابتة للمكاتب التعاونية البالغ عددها 300 مكتب إلا أنها حققت منجزات عديدة، وقد كان اعتمادها المالي في برامجها وأنشطتها على ما يقدمه أهل الخير والثراء من الهبات والصدقات والزكوات، وبعض الأوقاف التي شرعت بعض المكاتب في إقامتها ومع كل هذه الجهود إلا أن المكاتب التعاونية تعاني شحاً ونقصاً في الموارد المالية، وقد كان أكبر دعم مالي تلقّته المكاتب التعاونية منذ إنشائها من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود -رحمه الله- في عام 1432هـ والمتمثل في (300) مليون.
إن المكاتب التعاونية للدعوة والإرشاد وتوعية الجاليات بالمملكة ليس لها نظير في العالم من حيث فكرتها وبرامجها، والعاملون فيها غالبيتهم من المتطوعين من دعاة وطلبة علم ذكوراً وإناثاً. ويتطلع القائمون على المكاتب التعاونية في هذا العهد الزاهر عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله- إلى تخصيص ميزانيات ثابتة لهم أسوة بالجمعيات والهيئات الخيرية في المملكة، كما يتطلّعون إلى تخصيص وقف يحمل اسم الملك سلمان نظراً لدوره الرائد والفاعل في أعمال الخير والبر والعمل الإغاثي والإنساني الذي امتد أكثر من ستين عاماً في داخل المملكة وخارجها -متعه الله بالصحة والعافية- ولاشك أن تخصيص وقف كبير يعنى بالمكاتب التعاونية ليكون عامل مساعد مهم ورافد قوي للعمل الدعوي في بلاد الحرمين الشريفين وقبلة المسلمين، يسهم في الارتقاء بالعمل الدعوي وضبطه ويعين على أداء الرسالة الدعوية على وجه المطلوب.