صدر كتاب»لمحات من حياتي»لرجل الأعمال والخير الشيخ عبدالرحمن عبدالقادر فقيه والذي روي فيه قصة حياته ومسيرة أعماله وذكرياته منذ ولد بشعب عامر بمكة المكرمة وحتى وصل بفضل الله إلى ما وصل إليه و ذلك عبر محطات كثيرة ومنعطفات مر بها وبنى من خلالها الكثير مما يطمح إليه بعصامية يندر مثيلها فيقول في بداية كتابه «رغم أنني لا أحمل شهادة جامعة ولا دكتوراه ولكنني أستعين بحملة الشهادات العليا من البروفيسورات والدكاترة كل في تخصصه وأحسن توجيههم كما يحسنون توجيهي» فتناول الكتاب سيرة ومسيرة لرجل صنع اسمه ونقشه في عالم الأعمال ورجال الخير الذين يشار إليهم بالبنان، ليسطر بين دفتي الكتاب مشوار حياة مليء بالمحطات والمفاجآت لجيل حفر طريقه في الصخر بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، جيل لم يولد وفي فمه ملعقة من ذهب فحقق بصلابة الرجال ما لم يحققه بعض الرجال.
وقد جاء الكتاب بإهداء غال لوالديه وفاء وبرا وتذكيرا بهما رحمهما الله ثم تقديم للشيخ صالح كامل رجل الأعمال يثني بخبرته في مجاله برجل من رجالات الأعمال المشهورين بقوله: «إنها دعوة لكل قارئ جاد ولكل شاب طموح ولكل مراهق في السابعة عشرة من عمره لكي يقرأ هذا الكتاب عن الشيخ الوجيه عبدالرحمن فقيه الرجل الذي دفعته أحلامه وعزيمته إلى عدم القبول بالواقع والعمل على تطويره وتحسينه من أجل إسعاد الناس، الرجل الذي نشأ في جيل لم تفسد التجارة أخلاقه فتعلم من ناقش الأختام التركي في (باب الزيادة) بمكة المكرمة احترام حقوق الملكية حتى في غياب أصحابها عن السوق وخسروا مشروعا كان من الممكن أن يدر عليه دخلا كبيرا. حولته الرغبة المخلصة لتأمين احتياجات البسطاء من ملبس وغذاء إلى باحث ومخترع يتاجر من أجلهم ولا يتاجر بهم، وتلك لعمري تجارة لن تبور»، ثم مقدمة لصاحب التجربة وقصة الحياة ثم تضمن إحدى عشر فصلاً حوى محطات الحياة تحت عناوين شتى هي: (الحياة الدراسية، ثم حياة العمل والدراسة، ثم الحروب والتحديات، ثم مرحلة ما بعد الحرب العالمية، ثم مرحلة صناعة الدواجن، يلي ذلك شركة مكة للإنشاء والتعمير، ثم مركز فقيه للأبحاث والتطوير، ثم مرحلة المشاريع السياحية، ثم مشروع تطوير جبل عمر، ثم مدارس عبدالرحمن فقيه النموذجية، ، ثم أولويات .. من حصاد السنين، ثم سيرة ذاتية للمؤلف، ثم ملحق مركز فقيه للأبحاث والتطوير) .
وقد عرف الشيخ فقيه بعلاقاته الطيبة مع الناس وطيب حديثه ومعرفته للرجال ووفائه وتواصله مع محبيه وقد سار بحمد الله أنجاله على نهجه، أما الجانب المهم فهو حرصه على خدمة الناس والبعد عن الجشع عبر تجارته حيث عرف عنه طوال مسيرته التجارية أنه لا يرفع الأسعار على المستهلكين ويكتفي بالربح المعقول فرزقه الله كثيرا وكسب تقدير الجميع.
ومن جانب آخر عرف الشيخ بحكمته وبعد نظره بحب الخير ومساعدة المحتاجين بصمت ابتغاء لما عند الله.
وأما جوانب خدمة وطنه وبخاصة مكة المكرمة التي لم يفارقها حبا لها ووفاء لجذوره فيها فقد أسهم كثيرا بماله وأرائه ومشاريعه الخيرية لخدمتها وخدمة أبنائها وزوارها وهذا الجانب يحتاج إلى أحد عارفي فضل الشيخ فقيه ليؤلف كتابا عن ذلك للأجيال لتقتدي به وتدعو له.
وأخيرا رغم مسؤوليات الشيخ عبد الرحمن فهو لطيف المعشر ومن طرائفه روايته اللطيفة عن أحد محبيه الذي قال له يا شيخ عبدالرحمن ؛ أنت فقيه لكن لا تفتي!!
هذا واستقبلت الصحف هذا الكتاب التوثيقي بحفاوة تليق به من أخبار ومقالات ومنها مقالة للكاتب عبدالله دحلان بعنوان «عبدالرحمن فقيه قدوة رجال الأعمال» استعرض فيها محتويات الكتاب وكلمات الشيخ ومنها كلمة تلخص فكره وقناعته -أي الشيخ- وهي:- (إن الحياة لا تبتسم إلا لمن يجتهد ويتعب ويتوكل على الله في البحث عن الأفضل بكل الطرق الأخلاقية والشريفة المتاحة أمامه).
وجاء الكتاب في طباعة جيدة وإخراج فني جميل وبأسلوب سلس، عن تجربة مهمة وسيرة عطرة لعصامي من بلادي أجزم أن القارئ سيعيش بوجدانه معه وهو موقن بأنه سوف يخرج بالإمتاع والفائدة معاً فهو نبراس وهاد لمن يتلمس هذا الطريق.