بيروت - هناء حاج:
لا تتوقف عجلة التصوير للعمل الدرامي الجديد «سبعة» للكاتب الدكتور غازي القصيبي الذي بدأ ينعكس بوقائعه على أحوال الممثلين فيه الذين بدؤوا يستمتعون بتفاصيل ما يقدمونه من شخصيات مختلفة، ومن هذه الشخصيات رجل الأعمال السعودي الذي يقوم بدور الممثل السعودي الدكتور راشد الشمراني الذي لم يخفِ سعادته بأن يكون من بين أهم الشخصيات السبع التي تترجم أحوالاً مختلفة، وأن يكون ممن يضيئون شمعة مشعة في العمل الدرامي للراحل القصيبي.
التقت «الجزيرة» بالممثل راشد الشمراني الذي أبدى استعداده لأي مواجهة قد يتطلبها منه هذه الدور كون الشخصية بحد ذاتها تحمّله مسؤولة لأنها خارج إطار الأدوار التقليدية التي سبق وقدمها، وبهذا الخصوص قال: المسؤولية واردة كون الرواية أولاً للدكتور غازي القصيبي - رحمه الله - المعروف كقامة أدبية عربية مهمة، وعندما نقرأ نصه عن شخصيات نشعر أنها شخصيات تنبض من لحم ودم، فلا تتطلب أي مجهود من الممثل كونها واضحة الملامح فهو لا يكتب من خلف الكواليس، وأتوقع أنه كان يعرف بأدق تفاصيل هذه الشخصيات، ويتعامل معها بشكل مباشر، لذلك يدخل الممثل وهو مرتاح بأنه سيقدم عملاً مهماً.
وأضاف: من الناحية الدرامية فهي شخصيات واضحة بتفاصيلها ونفسياتها وطريقة تعاطيها مع أنفسها أو الحياة سواء بالنص أو الرواية، فقد نسج هوزان عكو بمهارة سجادة درامية واضحة، وهذا البريق الفني الجميل بقيادة المخرج عامر الحمود والنضج في التعاطي مع العمل إنتاجياً وإخراجياً تجعل الممثل يدخل وهو مرتاح.
وعن إمكانية عدم خروجه من الدور مرتاحاً بسبب الانتقادات التي قد يتعرض لها من بعض المشاهدين، أو من معارضي القصيبي، أوضح قائلاً: أنا جاهز كممثل لهذا الموضوع، كوني قرأت الرواية سابقاً وقرأت دوري بتركيز، فالانتقاد أمر وارد طالما لدي قناعة بالعمل، وهناك مقولة جميلة «اعمل ما تقتنع به لأنك على أي حال لن تسلم من الانتقاد، فعلى الأقل الشخص أدخل التجربة وأنا أعرفها ومقتنع، ولأن «سبعة» بتركيبته مختلف عن السائد سواء في الدراما العائلية في الخليج والعالم العربي، يجب أن أقوم بعمل أنا أحبه وأستمتع به، فاذا لم أستمتع بدوري المشاهد لن يستمتع، فالرواية هي المتعة بحد ذاتها كونها خرجت عن التقليد للشخصيات المتعارف عليها، مع أني أحب شخصيتي الدرامية وتفاصيلها ولا أؤيد تصرفاتها، لكن في الدور ترابطاً بالنص دون تفكك وفيه العلاقات الاجتماعية.
وعن تجربته في النص الروائي قال الشمراني: كنا ولا نزال نعاني من معضلة النص، بينما لدينا روائيون مهمون في الخليج والعالم العربي، وتستحق لأن تحول إلى أعمال درامية، لأن الروائيين هم أبناء البيئة التي كتبوا فيها، ونحن نحتاج إلى هذا العمق، مع احترامي الشديد لبعض الأعمال التي تقدم نجد فيها ملامسة للقشور.
وعن الاختلاف بين ملامسة للقشور وورشة عمل تناسب الممثلين أوضح قائلاً: يمكن أن تكون كذلك، أو حسب متطلبات السوق أو التوليفة المتعارف عليها، ونجد أن هناك استساخاً لبعض الأفكار، طالما أن السوق موجود ويشترى من المحطات، ولكن الأهم أن نقدم عملاً نرتاح ونستمتع به ويستحق المجازفة.
العمل يلعب دور البطولة فيه مجموعة من الشخصيات، ومن دول عدة، فرجل الأعمال مثلاً سعودي «حربي الحرايبي»، يقوم بدوره الممثل راشد الشمراني، وكذلك الشاعر الحداثي سعودي ويقوم بدوره محمد طويّان، أما العرّاف «بصير»، فهو عراقي ويقوم بدوره باسم قهار، فيما السياسي اللبناني يقوم بدوره شربل زيادة، وعميد كلية الفلسفة لبناني أيضاً ويقوم بدوره فادي إبراهيم، ومن سورية يقوم بدور رئيس التحرير تيسير إدريس ويمثّل شخصية صحافي فلسطيني، والطبيب النفسي أنور يمثّله ميلاد يوسف، أما المذيعة فهي جيني إسبر.
بالإضافة إلى شخصية رافع، وهو شخصية محورية من خارج الشخصيات السبع وتلعب على كل الأبعاد، ويقوم بدوره مجدي مشموشي، بالإضافة إلى الممثلة جيسي عبدو والتي تكون ضحية السياسي، بالإضافة إلى شخصيات كثيرة متداخلة.