الدعوة لإبادة الشعب الفلسطيني وقتله مثلت مادة دعائية زخمة في الانتخابات الصهيونية الأخيرة التي فاز فيها حزب الليكود بقيادة رئيس الوزراء الصهيوني (نتنياهو).
نهج القتل والإبادة والتطهير العرقي بحق الفلسطينيين ليس وليد اللحظة وليس جديدا على نتنياهو، بل هو استمرار لنهج الزعماء السابقين للكيان، ومن أدبيات العمل العسكري في الحركة الصهيونية، وقد طبقته العصابات الصهيونية في حرب عام 1948م، إذ خطط الصهاينة للإبادة والتطهير العرقي بحق الفلسطينيين واقتلاعهم من أرضهم، مما أدى إلى قتل الآلاف من الفلسطينيين، وتدمير أكثر من 500 قرية ومدينة فلسطينية عام 1948م، هذا النهج الدموي متواصل إلى يومنا هذا، بل هو البرنامج الأساسي وعلى رأس الأولويات في أي حكومة صهيونية جديدة.
لقد اختار رئيس الوزراء الصهيوني (نتنياهو) حكومته الجديدة من أكثر الشخصيات تطرفا وعنفا وعنصرية، ويحملون أفكار الإبادة بحق الفلسطينيين، ومن أكثر المناصب الحكومية حساسية حقيبة وزارة القضاء الإسرائيلية، حيث تقلد هذه المنصب شخصية صهيونية نسائية تحمل حقدا وكراهية دفينة تجاه الفلسطينيين والعرب، وتعتبرهم حشرات يجب أن يداس عليهم
ويموتون، هذه الوزيرة (ايليت شاكيد ) هي عضوة في الكنيست الصهيوني، وتمثل حزب البيت اليهودي، ويعرف عنها بمواقفها العنصرية المتطرفة ضد الفلسطينيين والعرب، حيث كتبت على صفحتها الشخصية في يوليو/ تموز العام الماضي التالي : « إن وراء كل إرهابي فلسطيني أسرة تدعمه، إذن كلهم مستهدفون، لا فرق بين مدني وإرهابي، هم يستحقون الموت بمن فيهم أمهات الشهداء، اللاتي أرسلنهم للجحيم، بالزهور والقبلات، لذا يجب أن يُقتلنّ، ولا شيء أكثر عدلا من ذلك، ويجب أيضا تدمير بيوت الأفاعي التي يسكنونها، ويجب على إسرائيل اعلان الحرب على كل الفلسطينيين كبار السن والنساء في القرى والمدن يجب تدمير الممتلكات والبنية الأساسية لهم، حتى بيوتهم بيوت أفاعي «.
الوزيرة الصهيونية (شاكيد) تربت على مفاهيم الإبادة والعنصرية وقتل الفلسطينيين والعرب، كيف ولا وهي قضت عدة سنوات تخدم في وحدات (الجولاني) التابعة للجيش الصهيونية، وكم قتلت من الأطفال والنساء والشيوخ، فهي تتشرب مفاهيم القتل والعنصرية بحق الفلسطينيين والعرب.
إن (شاكيد) وصفت الأطفال الفلسطينيين خلال العدوان الإسرائيلي الأخير على القطاع بأنهم « ثعابين صغار»، ويجب قتلهم وقتل أمهاتهم، وقدمت مقترحات عديدة للحكومة الصهيونية مثل قانون منع صفقات التبادل أو العفو عن الأسرى الفلسطينيين ودعمها الكبير لجميع القوانين العنصرية التي تصدر بحق فلسطينيي الـ (48)، وتؤيد كل ما يتعلق بقوانين يهودية الدولة وتهجير فلسطينيي الـ (48) وفرض الضرائب وإلغاء اللغة العربية.
إن الخطورة الكبيرة في الحكومة الصهيونية الجديدة تكمن في تسلم « شاكيد» حقيبة القضاء ، يتمثل في سعيها الجاد من خلال هذه الحقيقة لمواجهة الفلسطينيين في محكمة الجنايات الدولية، والوقوف ضد أية قضية يرفعها الفلسطينيون ضد الصهاينة اليهود، كما ستعمل (شاكيد) على إدخال جميع القوانين الصهيونية العنصرية حيز التنفيذ، كما ترأسها وزارة العدل يشكل خطورة على كافة الملفات الفلسطينية الهامة منها الأسرى واللاجئين والأرض والاستيطان.
لقد خاض المجرم (نتنياهو) أطول حرب في تاريخ (إسرائيل) بحق الفلسطينيين في قطاع غزة العام الماضي استمرت لمدة 51 يوما، وهي كانت تاريخية بكل ما تحمله الكلمة، ولم يستطع تحقيق أحلامه بإبادة الفلسطينيين في غزة، ولم يستطع كسر الإرادة والعزيمة الغزاوية في الصبر والصمود والتحدي، ما دفعه لاختيار شخصيات حكومية تعشق القتل والدم والإبادة ولها سجل تاريخي حافل في قتل الآلاف من الفلسطينيين، وتدمير المنازل فوق رؤوس ساكنيها.
الآن أمام الفلسطينيين جميعا التوحد في خط نضالي مقاوم واحد في مواجهة شراسة هذه الحكومة والعمل على محاربتها في كافة المؤسسات والهيئات الدولية، وفضح جرائمها للعالم كله، وهذا الدور يلقي عبأ كبيرا على رئاسة السلطة الفلسطينية في وقف التفاوض، وكذلك يقع دور كبير على وزارة الخارجية الفلسطينية في فضح الجرائم الإسرائيلية بحق شعبنا في كافة المحافل الدولية والخارجية.
لا مجال الآن أمام اللجنة الفلسطينية المختصة برفع قضايا الجرائم الصهيونية أمام محكمة الجنايات الدولية إلا التحرك والاستعداد للذهاب إلى المحكمة وأمامها آلاف القضايا والمجازر التي ارتكبها العدو الصهيوني بحق أبناء شعبنا، ويجب أيضا الاستعداد لمواجهة القضاة (الإسرائيليين) وحلفائهم في المحافل الدولية والأممية.
إلى الملتقى.