البحرين - جمال الياقوت:
أكد صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء بمملكة البحرين أننا بحاجة إلى فكر مستنير وخطاب إعلامي ينسجم ومعطيات العصر ويؤمن بالحرية وقبول الآخر وتوظيف كل ذلك في خدمة المجتمع، وقال سموه: «يجب علينا أن ننشغل بالأمور التي تهم مصالح المواطن ورفاهيته، وهي غاية تستحق أن نسعى من أجلها جميعاً».
وأكد سموه أن الصحافة البحرينية اكتسبت خلال سنوات عطائها الطويل، خبرات وتجارب جعلت منها مدرسة رائدة لها طابعها الخاص في التعبير عن تطلعات الرأي العام وقضايا الوطن وما يشهده من تطور وازدهار.
وأضاف سموه أن ما حققته الصحافة ووسائل الإعلام البحرينية من نجاحات لم يأت من فراغ، وإنما هو نتاج تراكم عطاءات أجيال متعاقبة من الكتّاب والصحفيين المبدعين الذين أثروا المشهد الإعلامي بعطاء متميز من كتابات وأفكار شكّلت ذاكرة للوطن ومرجعاً خصباً يستفيد منه الجيل الجديد من الصحفيين والإعلاميين.
وأكد سموه أن ما تشهده مملكة البحرين من فضاء منفتح للحريات يُجسِّد رؤية صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين، حفظه الله ورعاه، الذي يحرص على توفير كل ما يضمن ترسيخ البيئة التي تعزز من حرية الرأي والتعبير ضمن إطار الحرية المسئولة التي ينظمها الدستور والقانون.
وكان صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان رئيس الوزراء بمملكة البحرين قد رعى حفل جمعية الصحفيين البحرينية في فندق الريتز كارلتون، لتكريم الصحافة والإعلام في البحرين، وذلك ضمن احتفالات مملكة البحرين بمناسبة يوم الصحافة البحرينية.
وهنأ سموه المكرَّمين من رجال الصحافة والإعلام بهذه المناسبة التي تُشكّل يوم اعتزاز وتقدير بعطاءات الصحفيين والإعلاميين الذين قدموا للوطن الكثير، وقال سموه: «إن مناسبة تكريم رجال الصحافة والإعلام هي فرصة للتعبير عن الشكر والتقدير لكل قلم وطني سخَّر وقته وجهده من أجل البحرين، ومناسبة تنطوي على العديد من الدلالات التي تبرز دور الصحافة البحرينية في دعم مسيرة التنمية التي تشهدها البحرين في كافة المجالات».
وأكد سموه أن يوم الصحافة البحرينية يُعد علامة فارقة في تاريخ البحرين، والاحتفال به سنوياً فرصة لتجديد الفخر والاعتزاز برجال الصحافة والإعلام على مسيرة عطائهم الطويلة في التنوير الفكري والثقافي، كما أن تكريم رجال الصحافة والإعلام له دلالاته الواسعة، فهو جزء أصيل من اهتمام البحرين بصحافييها وكتّابها، مشدداً سموه على أن الصحافة والإعلام أداة فاعلة وعامل أضفى قدراً واسعاً في تنوير وتشكيل وعي وثقافة المجتمع.
ووصف سموه صحافة البحرين بأنها تتميز بالغنى والتنوع والقدرة على مخاطبة المجتمع بلغة واعية تعبّر عن صلب اهتمامات المجتمع وتطلعاته، مستذكراً سموه في هذا الصدد ما قدمه الرواد الأوائل للعمل الصحافي والإعلامي في البحرين من إسهامات كانت بمثابة حجر الأساس الذي قامت على إثره صحافة عصرية ومتطورة.
وأكد سموه أن تبني نشء جديد من الشباب للعمل في الصحافة والإعلام يجب أن يكون عنصراً أساسياً في أي خطة تضعها جمعية الصحفيين البحرينية، وذلك عبر برامج وأنشطة ترسخ أساليب العمل الصحفي والإعلامي للولوج إلى مجتمع المعرفة والانخراط فيه بفعالية من أجل بناء جيل صحفي وإعلامي مؤهل ومدرب على حمل رسالة الصحافة القوية والمؤثرة.
وقال سموه: إننا أمام طيف واسع من التحديات، خصوصاً أننا في زمن بات من السهل فيه الحصول على المعلومة وتداولها سواء كانت سلباً أو إيجاباً، الأمر الذي يتطلب العمل على تقوية المجتمع وعدم الإخلال بالهوية الوطنية، بل زرعها في نفوس الناشئة من الشباب وتأطيرها بالقيم التي تجعل من البناء الاجتماعي أكثر تنظيمًا وتماسكًا.
وأضاف سموه أن انتشار وتنوع وسائل الاتصال اليوم وما تولّد عنها من استخدامات جعلت الحواجز تتلاشى في العالم وأصبح إيصال المعلومة أمراً جد بسيط في الحياة العامة، داعياً سموه إلى أن تستخدم هذه الوسائل وفقاً لمعايير المجتمع وقواعده وقوانينه.
ورأى سموه أنه في ظل تنامي اتجاهات التواصل الاجتماعي وتنوع وسائل الاتصال تظل الصحافة هي الإطار الأوسع لما لها من قوة تأثير ومصداقية في التعبير عن تطلعات الناس.
ودعا سموه إلى أن يلعب الإعلام دوره الوطني في مهارة التواصل من أجل تنوير وتماسك المجتمع في إطار المسئولية التي تحملها الصحافة.
وعبَّر سموه عن اعتزازه بدور الصحافة والإعلام في معالجة القضايا الوطنية بموضوعية وتنوير الرأي العام بأبعادها وزواياها المختلفة، وتوجيه الأنظار إلى المواطن التي تحتاج إلى المتابعة، ما يعكس الفهم العميق والوعي بطبيعة الدور الإيجابي الذي يدفع إلى مزيد من العمل والإنجاز في كافة ميادين الحياة.
ودعا سموه رجال الصحافة والإعلام إلى مواصلة دورهم البنّاء والمقدّر في دعم جهود التنمية من أجل توفير الحياة الكريمة للمواطنين، والحفاظ على أمن الوطن واستقراره، وعدم السماح بالتدخل في شئونه ونبذ كل فكر أو توجه لا يخدم المجتمع وتطلعاته نحو المستقبل.
وكانت مراسم حفل تكريم الصحفيين والإعلاميين قد بدأت بآيات بينات من الذكر الحكيم، ثم ألقى السيد مؤنس المردي رئيس جمعية الصحفيين البحرينية كلمة رفع فيها أسمى آيات الشكر والتقدير إلى صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة، الذي آل على نفسه إلا أن يشاركَ جموعَ أبنائه احتفاليتهم بيوم الصحافة البحرينية، مؤكداً أن حقل الإعلام اليوم في البحرين وبفضل توجيهات سموه السديدة يُعبِّر عن أقصى طموح يمكن أن يبلغه العاملون في أي قطاع خصوصاً مع هذا الاهتمام الأبوي الخاص الذي أوليتموه للعاملين فيه من الإعلاميين والصحافيين.
وقال: إنَّ احتفالنا هنا اليوم بهذه المناسبة العزيزة على كل قلوبنا، لأمر يدعو إلى فخر كل إعلامي بحريني، خصوصاً أن هذا الاحتفال الذي استنته المملكة سنّةً محمودةً تتكرر عامًا بعد عام، يندر أن يُوجد له مثيل في دول العالم المتحضّر، فقد خُصص له يوم بحريني خالص، للاحتفاء برجال نذروا أنفسهم في سبيل تطوير الصحافة والإعلام الوطني، والارتقاء بدوره باعتباره مقوِّمًا رئيسًا من مقومات تجربتنا الديمقراطية الواعدة، وتكريم كل من أسهم بكلمة أو موقف لرفعة الوطن.
ودعا إلى ضرورة التكامل بين مؤسسات الإعلام الوطني المختلفة، الرسمية منها والأهلية، وذلك تحقيقًا لتوجهات القيادة الرشيدة بأن يكون الإعلام البحريني أحد مصادر القيمة المضافة التي تعوّل عليها المملكة في الفترة المقبلة، وبما يكفل في الوقت ذاته، مواكبة التطورات السريعة في حقل الإعلام والاتصال، ويضمن الوقوف بقوة أمام أية وسيلة إعلام تلجأ للزيف والتضليل لإيصال رسالتها المغرضة بحق المملكة وقيادتها وشعبها.
وألقى السيد يوسف البنخليل رئيس تحرير صحيفة «الوطن» كلمة نيابة عن المكرَّمين توجه فيها بأسمى آيات الشكر والتقدير إلى صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء الموقر على تفضله برعاية وتشريف هذا الاحتفال، قائلاً: إن سموه كما عودنا دائماً يعطي القدوة في تقدير عطاء أبناء الوطن في مختلف القطاعات، بخاصة المنتمين لمجال الصحافة والإعلام الذين يحظون بكل الدعم والإسناد من سموه، وأن عبارات سموه لهم واهتمامه بهم تُعد الحافز الأكبر على مواصلة مسيرة العطاء من أجل رفعة الوطن وازدهاره.
وأكد أن دعم سموه للصحافة والصحافيين ومتابعته اليومية لكل ما ينشر في الصحف، وتوجيهاته الفورية بالتفاعل مع ما يُطرح من آراء وموضوعات وقضايا، واتخاذ القرارات اللازمة بشأنها، إنما يؤكد على ما تحظى به الصحافة من مكانة وتقدير واهتمام لدى سموه، وقال: إننا لنبادلكم يا صاحب السمو التقدير والاعتزاز، ونؤكد لكم أن دعمكم ومساندتكم يشكّلان ركناً أساسياً في مسيرة تطور الصحافة البحرينية، ومواكبتها لكل جديد في عالم الصحافة والإعلام، ونثق في أن دعم سموكم سوف يستمر ويتواصل، وأن الصحافة والصحفيين يظلون دائماً محل رعايتكم.
بعدها، عُرض فيلم وثائقي عن دعم صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء للصحافة والإعلام، ثم بدأت مراسم التكريم حيث تفضل صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء بتكريم 86 من الصحفيين والإعلاميين تقديراً لعطاءاتهم ودورهم في المجال الصحفي والإعلامي.
بعدها، تفضل رئيس جمعية الصحفيين البحرينية، فقدم لسموه هدية تذكارية بمناسبة تشريفه للحفل، ثم تشرف الحضور بالسلام على صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء، ثم غادر سموه موقع الحفل بمثل ما استقبل به من حفاوة وتكريم.