جدة - الجزيرة:
أكد مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة الأمير خالد الفيصل بأن فكرة إنشاء مركز التكامل التنموي ليس لها علاقة بانخفاض أسعار البترول ولا بتكاليف عاصفة الحزم، وقال إنها جاءت إيمانا من سموه بانتهاج أنجح السبل التي تمارس في العالم وأضاف: لا نخجل أبداً من الاستفادة من كل التجارب العالمية التي أوصلت المجتمعات إلى ما وصلت إليه الآن من التقدم ثقافيًا وعلميًا واقتصاديًا، ولا بد من الابتكار والإبداع ، موضحا سموه أنه طرح الفكرة أولاً من المسؤولية تجاه الله -سبحانه تعالى- كونه المسؤول في المنطقة التي تحتم عليه بذل كل الجهود للارتقاء بها، إضافة إلى أن ذلك من اختصاصات أمير المنطقة المنصوص عليها في نظام المناطق. جاء ذلك خلال إطلاق سموه أمس ورشة العمل الأولى لبرنامج التكامل التنموي بجدة بحضور عدد من المسؤولين وأصحاب الفضيلة وقادة القطاعات الأمنية والعسكرية والحكومية في منطقة مكة المكرمة ورجال أعمال ومستثمرين. وقال سموه: علينا مسؤولية أن تكون هذه البلاد الطاهرة والأراضي المقدسة في مقدمة بلدان العالم وخصوصا مكة المكرمة وما جاورها من مدن ومحافظات، وأن تكون أرقى مدن العالم ويجب أن لا نتخاذل أو نتناقص وننقص من قدر أنفسنا، بل يجب علينا الثقة في أنفسنا وبقدراتنا و-الحمد لله- احتللنا المراكز المتقدمة اقتصاديًا وحتى ثقافيًا وعلميًا ودل على ذلك أبناؤنا وبناتنا الذين يحصلون على الجوائز والميداليات الذهبية في العلوم والرياضيات في جميع أنحاء العالم. ومضى: لدينا الإمكانات ولدينا الذكاء الفطري والخبرة والإمكانات العلمية ولدينا من الخبراء، ولدينا من المختصين من نعتمد عليهم للرقي بهذه البلاد إلى أعلى المستويات، وقال: يتيح التكامل التنموي المجال للأفراد والمؤسسات بالعمل المشترك وبالتعاون والتعاضد للارتقاء بمستوى المشروعات ومستوى التنفيذ لهذه المدة، ونستطيع أن نفعل الكثير فنحن لدينا رؤية تنموية بدأناها قبل 6 سنوات ولم يبق لنا إلا أربع سنوات أخرى، فلا بد أن ننهي ما ورد في الخطة العشرية في نهاية العشر سنوات. وسننهي الخطة بإذن الله ونضيف عليها وبمقدورنا أن نفعل الكثير وأؤكد لكم أن المشروع إذا أحسنا إدارته وأخلصنا في تأديته سنحقق الأمل، وسترون ذلك خلال أربع سنوات قادمة بإذن الله».
وتأتي ورش العمل المتعلقة بالتكامل التنموي استكمالا لاستراتيجيه المنطقة للخمس سنوات المقبلة، بالشراكة بين القطاع الخاص والجهات الحكومية والمجتمع، كذلك التعريف بالمشروع، ووضع آلية تفعيل الشراكة والوصول أيضا إلى مبادرات تُفعل التكامل التنموي. وأكد مستشار أمير منطقة مكة المكرمة الدكتور سعد مارق أن مركز التكامل التنموي تحققت فكرته خلال 10 أسابيع ليخرج لنا المركز إلى أرض الواقع بالشكل الذي يلائم الفكرة. وأضاف: مهام ومسؤوليات المركز تتمثل (تحديد المشاريع التنموية القابلة للتطوير بمشاركة القطاع الخاص في منطقة مكة المكرمة، التواصل مع المستثمرين وعرض الفرص الاستثمارية المتاحة، وتحديد مفاهيم مشروعات الشراكة، ووضع أسس الشراكة مع القطاع الخاص، وإصدار التوصيات لاختيار المشروعات التي ستنفذ بنظام الشراكة، بناء على معايير يتم وضعها، والمساعدة في تحويل المبادرات إلى مشروعات قابلة للتنفيذ، ومتابعة تنفيذ المشروع وتقديم المساعدة إلى الجهات المنفذة، وتذليل العقبات، بالإضافة إلى الإشراف على البرنامج الزمني لتنفيذ المشاريع (العام والخاص)، وإعداد التقارير الدورية عن سير العمل في المشروعات).
وأشار مستشار أمير منطقة مكة المكرمة إلى أن المركز التنموي أقيم لعدة أسباب منها مواجهة الاحتياجات التنموية لمنطقة مكة المكرمة من خلال تفعيل الشراكة مع القطاع الخاص، ومشاركة القطاع الخاص مع القطاع الحكومي في تمويل المشروعات التنموية، وجذب استثمارات القطاع الخاص للمساهمة في سد فجوة التمويل عن طريق مشروعات الشراكة، وتهيئة الفرص الاستثمارية الملائمة لاستقطاب القطاع الخاص ووضع خطط تنفيذية وبرامج زمنية لإعادة تفعيل المشروعات المتعثرة، واستدامة عملية تنفيذ المشاريع وتذليل العقبات، وضمان تنفيذ المشروعات الحكومية ضمن الخطط الزمنية المعتمدة).