كتب - علي الصحن:
ما بين مطرقة التحكيم الآسيوي التي تضرب بأخطائها في كل مواجهة حاسمة للفريق، وسندان اللاعبين الذين يؤدون وكأنهم يلعبون للمرة الأولى خسر فريق الهلال أمس مواجهة الذهاب في ثمن النهائي الآسيوي وباتت رحلة العودة شاقة صعبة خاصة وأن معظم مواجهات الذهاب و الإياب تحسم من الجولة الأولى والشواهد كثيرة باختلاف المناسبات و المنافسين !!
فالتحكيم الآسيوي واصل ظهوره المخجل في استاد أزادي في طهران وأكمل نور ناقور ما بدأه نيشيمورا وغير نيشيمورا من حكام القارة الصفراء في إهدار حقوق الفرق المتنافسة وتوجيه المباريات بطريقة مخجلة دون أن يتحرك الاتحاد المبجل الذي تحدث الكثيرون في وقت سابق عن سقطات حكامه ضد الأندية السعودية بالذات وأحد لا يمكن أن ينسى رأي الأمير سلطان بن فهد في هؤلاء الحكام وهو الرأي الذي يثبت يوماً بعد آخر بعد نظر سموه وقراءته الصحيحة لحال التحكيم الآسيوي !!
الغى نور ناقور ومساعدوه هدفاً صحيحاً للهلال دون ان يكون هناك مبرر للقرار المخجل حتى أن حكم الساحة تردد في اعتماد قرار مساعده، وفي وقت كان فيه هناك من يظن أن ناقور سوف يعود بالمباراة إلى بر الأمان كان بصافرته يقودها إلى منحى آخر بقرارات لا معنى لها ولا تفسير يمكن أن يساق مقابلها... وما فعله ناقور أمس امتداد لأخطاء أسلافه في سنوات خلت ضد الفريق الهلالي، دون أن يهمس اتحاد القارة ببنت شفة ودون أن يتحرك لإصلاح الحال ويعمل على عدالة المنافسة !!
ما فعله ناقور في الهلال أكمله لاعبو الفريق الذين لعبوا وكأنهم يؤدون واجباً مفروضاً عليهم دون أي أداء حقيقي أو منهجية واضحة، فالمدافعون وبالذات ديقاو والشهراني واصلا أخطاءهما البدائية التي كلفت الفريق الكثير، حتى تكفل الأخير بسوء تصرفه و الأول بضعف ردة فعله وربما (لا مبالاته) في تسجيل هدف المباراة الوحيد..وقبل الهدف كانت الأخطاء تتوالى حتى انهكت الفريق ..فديقاوكاد أن يصنع الهدف الأول مبكراً بسوء تغطيته وإعادته للكرة برأسه دون تركيز للمهاجم الإيراني قبل أن ينقذ شراحيلي الموقف، و الفرج ظل يلعب كرات مقطوعة لا معنى لها ويوسف السالم يسدد الكرات بضعف..وسالم يهدر كرة على خط الستة بشكل غريب لا يمكن أن يقوم به لاعب محترف... و حين كان الفريق يتجه للتعادل وهي نتيجة جيدة خارج الأرض كان جميع اللاعبين يهبون للأمام للاستفادة من ضربة زاوية نادراً ما يستفيد منه الفريق في مواسمه الأخيرة لترتد الكرة ويطرد وتتوقف بطرد سلمان الفرج !!
هذا هو الهلال وهذا واقعه ودس الرأس في الرمل والهروب للأمام لا يمكن أن يفعل شيئاً للفريق المنهك الذي قضت الأيام
والأخطاء على كل شيء جميل فيه ولم يتبق إلا اسمه ولونه وتاريخ ناصع يكاد يخدش للأسف !!
هذا هو الهلال .. والمباراة القادمة صعبة والتعويض صعب وإن حاول بعضهم تمرير غير ذلك إما لتفاؤل في غير محله أو لتخدير الفريق وتجهيزه للفريق الإيراني .. وحتى لا يقول قائل: إنني أبالغ في قولب أعيده لسيناريوهات مواجهات الذهاب أمام ( ذوب أهن الإيراني و أولسان الكوري و سدني الاسترالي ) وكيف خسر الفريق وهو الأفضل في الذهاب ..فردد بعضهم أن الرد سيكون حاسماً في الرياض وأن الفريق خرج بأفضل خسارة..ويتذكر الهلاليون كيف كان التفاؤل سيد الشارع الأزرق طوال الأسبوع الفاصل بين الذهاب و الأياب، وكيف توسده الهلاليون ببرود قبل الاستيقاظ على صدمة الخروج المر بطريقة أشد مرارة !!
مواجهة الإياب صعبة وصعبة للغاية ومن يقول غير ذلك فهو مكابر، وعلى الهلال والقائمين عليه ولاعبيه إدراك ذلك قبل أن تطير الطيور بأرزاقها ... وعلى الهلاليين أيضاً إدراك أن من يحقق الفوز في الذهاب قد قطع مسافة طويلة للمرحلة المقبلة، وأن التفاؤل و الحديث عن أفضلية الفريق لن تؤتي كل الثمار في النهاية..وأن الاستعداد الجاد ولعب مباراة حسم لا تقبل أنصاف الحلول وبالخيارات المحدودة بيد المدرب هو السبيل الوحيد لتجاوز هذه المرحلة الصعبة ..هذا إذا لم تطل أخطاء التحكيم برأسها القبيح من جديد لتنسف كل شيء كما فعلت مراراً وتكراراً !!