الجزيرة - عبدالرحمن المصيبيح / تصوير - فتحي كالي:
رعى صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض ظهر أمس، حفل تكريم جامعة الملك سعود للفائزين بجائزة التميز العلمي لأعضاء هيئة التدريس والطلبة في دورتها الرابعة، وذلك في قاعة حمد الجاسر بالجامعة.
ولدى وصول سموه كان في استقبال وزير التعليم الدكتور عزام بن محمد الدخيل، ومدير جامعة الملك سعود الدكتور بدران بن عبدالرحمن العمر ووكلاء الجامعة وعمداء الكليات.
وبدأ الحفل الخطابي المعد بهذه المناسبة بتلاوة آيات من القرآن الكريم ثم ألقى وكيل جامعة الملك سعود للدراسات العليا والبحث العلمي الدكتور أحمد بن سالم العامري -رئيس اللجنة التنفيذية للجائزة- كلمة أشار فيها إلى ما حققته جامعة الملك سعود ببحوثها من إنجازات علمية رائدة تستحق التكريم والإشادة، وأفاد أن تقدم الأمم وتطورها لا يمكن أن يتحقق إلا من خلال البحث العلمي الرصين والاهتمام الكبير بالبحث العلمي وصناعة المعرفة، كما أن ريادة أي مؤسسة تعليمية لا يمكن أن تأتي إلا من خلال إنجازاتها البحثية النوعية، فالبحث ضرورة ومطلب أساسي لأي بلد يتوق إلى التطور والتقدم ولأي جامعة تنشد التفوق وترغب في تسجيل اسمها في عالم الجامعات المرموقة على مستوى العالم.
وأبان العامري أن جامعة الملك سعود لها إنجازات ملموسة في دفع عجلة البحث العلمي تمثلت في نشر ما يقارب (3000) ورقة علمية محكمة ومصنفة عالمياً هذا العام، ووصل عدد براءات الاختراع ما يزيد عن 600 براءة ما بين ممنوحة ومسجلة ومودعة مما ساهم في أن تكون الجامعة اليوم من أفضل مائة جامعة في براءات الاختراع، فضلاً عن ذلك حصل منسوبو الجامعة على أكثر من 100 جائزة عالمية.
بعد ذلك ألقى مدير جامعة الملك سعود الدكتور بدران العمر كلمة أكد فيها حرص الجامعة على تنظيم هذه الجائزة العلمية إيماناً منها بأهميتها، وتقديراً للعقولِ الحية المؤثرة في بناء نهضةِ الوطن.
وأفاد أن البحث العلمي ومنتجات الابتكار هي الداعم الأول لأي نهضة تنموية، والشرط الأساس للتقدم، لافتاً إلى جهد الجامعة في تشجيع البحثِ العلمي، وتوفير بيئته المتكاملة، وتقديم الدعم المالي لرواده، والاحتفاءِ بالمتميزين منهم، مؤكداً أنهم عملة نادرة تتنافسُ عليها الدول، وتراها كنوز حقيقية، وبوابتَهَا نحو صناعةِ المستقبل.
وقال الدكتور العمر «إيمانا من الجامعة بأهمية البحث العلمي في مسيرة الدول، وإدراكاً منها لأهمية احتواء العقولِ الحية القادرة على التغيير، فقد خصصت شطراً كبيراً من اهتمامِها ومواردِها الماليةِ والبشريةِ لبناء هذا الجانب، حيث بلغتْ الميزانية المخصصة للبحث العلمي في عام 1436هـ/2014م (600) مليون ريال، جزءٌ منها من ميزانيةِ الجامعة، وجزءٌ من موارِدِها الداخلية، أما الجزءُ الأكبرُ فهو من مشروعِ الخطة الوطنية للعلوم والتقنية والابتكار، التي تشرفُ على تنفيذِها مدينةُ الملكِ عبدِالعزيز للعلوم والتقنية، التي موَّلتْ في المدة من 2008-2014م (754) مشروعاً للجامعة، فكانت بهذا شريكاً أساسياً للجامعة، وداعماً قوياً لنجاحِ حراكِها البحثي، ورافداً رئيسا لتقدم حركة البحث العلمي في المملكة.
وأضاف أن هناك دعماً تتلقاه الجامعة من الداعمِ الأساسيِّ وهو وزارةُ التعليمِ التي تراقب بدقة مؤشراتِ البحثِ العلميِّ في قطاعِ التعليمِ العالي، فتدعمُ وتوجهُ، وترسمُ الخططَ، وتمهدُ الطرق، وتبادر إلى تمويلِ برامجَ ومشروعاتِ البحثِ العلميِّ، وتأسيس مراكز التميز البحثي، ودعم طلاب جامعاتِ الوطن.
ونوه مدير الجامعة بنتائج الدعم في نجاح جامعةِ الملكِ سعود في تحقيقِ أكثر من (600) براءة اختراع في السنوات الماضية، ونشْر ما يقرب من (3000) بحثٍ في أوعيةِ النشرِ العالميةِ في عام 2014 فقط، مبيناً أن النشر العلمي في العامِ 2014م زادَ بنسبةِ (130%) عمّا نُشرَ في عام 2010.
إثر ذلك شاهد سموه والحضور عرضاً مرئي عن البحث العلمي في الجامعة، ثم أعلن عميد البحث العلمي أمين عام الجائزة الدكتور رشود بن محمد الخريف أسماء الفائزين حيث تسلموا شهادات ودروع تكريمهم من سمو أمير منطقة الرياض.
وفي ختام الحفل أدلى صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر بن عبدالعزيز بتصريح صحفي هنأ فيه جامعة الملك سعود على دورها الريادي ومستواها العلمي، وقال سموه «جامعة الملك سعود مميزها في كثير من الأمور، أولاً برعاية من الدولة الكريمة والحكيمة التي ترعى العلم والعلماء والتعليم في كل مكان، ثانياً بالرجال المخلصين الذين يقومون عليها سواءً من سبق أو من يقومون عليها، كما أن هذا اليوم يعطي مؤشراً كبيراً بأن الجامعة أدّت دوراً مهماً وأصبحت علامة بارزة على أرض الوطن، لافتاً إلى أن الفائزين بالجائزة سيكونون مشاعل علم وفائدة على مستوى الوطن، ودعا سمو أمير منطقة الرياض في ختام تصريحه بأن يُوفق الجميع لكل ما فيه خير ونماء للبلاد والعباد، متمنياً للجامعة والقائمين عليها دوام التوفيق والسداد.