قرأت مقال الأخ الكريم الأستاذ: فهد بن جليد، في صحيفة الجزيرة، إذ تناول ما فعله 58 شخصية، تجاه المعلم الفذ محمد بن صالح الشويعي، حيث أشار للطلاب الأوفياء الذي حضروا للاحتفاء بمعلمهم الفاضل الشويعي، بعد 24 عاما، وتعليقا عليه أقول:
أولاً: الاحتفاء كان في ذات المدرسة التي يدرس فيها الشويعي -العزيزية بمدينة بريدة- الملك عبد العزيز حاليا، والتي درس فيها هؤلاء الطلاب، حيث قدموا هديتهم الكبرى وهدية أخرى لأسرة أبي صالح الشويعي.
ثانياً: قدمت مدرسته الحالية شيكا ماليا، بمبلغ بحدود تسعة آلاف ريالا.
ثالثاً: لم يغادر المعلم الشويعي مدرسته، منذ عام 1405 حيث تعين معلما، في العزيزية ولا يزال.
رابعاً: في العادة يتم الاحتفاء بالمعلم بعد تقاعده، واختار مجموعة طلاب العزيزية تكريمه على رأس العمل.
خامساً: استضاف مجموعة طلاب الشويعي أنفسهم على المدرسة، وكان بامكانهم إقامة الاحتفاء في فندق أو مكان يليق بما قدموه، ولكن مجموعة الطلاب السابقين استقلوا كل شيء أمام رمزية المكان وعظمة شخصية المعلم الشويعي، بما فيها هديتهم، أمام جهود المعلم الشويعي _شخصيتهم لهذا العام_ ولأنه لا يمكن التواضع للمعلم في الفنادق ونحوها، فالمعلم لم يغادر المدرسة، ويجلها ويحبها، ومجموعة الطلاب مع معلمهم في حبه، حيث نقل مكتبته الخاصة لمدرسته، فزاره الطلاب في المكان الذي يحب، وتبادلوا معه الصور، لتحقيق التواضع مع المعلم.
سبب الإفصاح عن هذا، نيابة عن أصدقائي وكافة طلاب الشويعي السابقين، الذين استجابوا لمبادرتي، وبحكم المبادرة، والتحرك للاحتفاء والسعي في هدية المعلم الكبرى، وقيمتها وتقديمها، والتحدث باسم الطلاب السابقين قبل الحفل وبعده، وقد تحدثت في كلمتين أثناء الحفل، الأولى ارتجالا، والثانية خلال العرض المرئي، الذي قدمه منسقو الحفل ومعدوه، من المعلمين والإداريين في المدرسة الحالية.
وقد فوض مجموعة الشويعي الشيخ علي بن عبد الله الضحيان، في كلمتهم أمام حضور الاحتفاء، فألقى كلمة ارتجالية، بين فيها جهود الشويعي وفضل أسرته.
سادساً: أشعر بحاجة المعلمين لمثل هذه اللمسات، لأني من المعلمين، ولست من منسوبي المدرسة، صاحبة الحفل وتنسيقه.
سابعاً: بذلت لجنة مجموعة الشويعي جهدا لمدة 22 يوما، والذين لم يترددوا في مباركة خطوة لمسة وفاء للشويعي، وبذلت المدرسة في الضيافة جهدا مميزا.
ثامناً: حديثي قبل وبعد التكريم، يختصر هدف الاحتفاء وهدف الهدية وطريقتها ومراحلها وأسبابها.
تاسعاً: قدم المشرف العام على مجموعة الغد التعليمية عرضا للمعلم الشويعي، حال تقاعده، للعمل مستشارا في المدارس براتب جزل، وتغافلت الأخبار عن ذكر هذا المشهد، فهو فلاش آخر في محفل الاحتفاء بالشويعي، يؤكد استحقاق الشويعي للتكريم.
عاشراً: حضر المدير العام للإدارة العامة للتعليم بالقصيم، بناء على دعوة من منسق الحفل في المدرسة، ومجموعة الطلاب هم ضيوف المدرسة، ولا دور لهم في الضيافة.
الحادي عشر: حضور مجموعة الشويعي انطلاقا من مسؤوليتهم الاجتماعية، وتحقيقا للتشارك المجتمعي.
الثاني عشر: أهداف الاحتفاء غابت عن بعض التغطيات الإعلامية، فالحفل يؤكد عدم حضور الطلاب بلباس عملهم، فلم يأت مهندس ببزته ولا طبيب بمعطفه، بل أتوا بلباسهم المدني، بكل تواضع، وظهر أحدهم بلباس عمله، لظروف عمله فقط، وسجل الطلاب من خارج المملكة كلمات مرئية، بلباسهم المدني، فالحضور بلباس العمل أو بالبشوت لا يناسب تواضع الطلاب أمام معلمهم، حتى وإن كان فيهم الطبيب والعسكري والمهندس.
الثالث عشر: حملت الهدية الكبرى -السيارة- وهدية الأسرة -مغلفة- نيابة عن زملائي السابقين، وقدموها بصورة جماعية، ونسقت مع مدير المدرسة للاستضافة، مع متابعة ما يجب تقديمه في الاحتفاء، وتابعت رؤيتي على المضيف، حرصا على ظهور الحفل بتواضع الطلاب أمام معلمهم، لتحقيق هدف المبادرة، فروح المبادرة لم تكن تقدم على المعلم الشويعي فاضلا ولا مفضولا، ولا مسؤولا ولا وجيها، وإعلان الهدية الكبرى وهدية الأسرة من باب القدوة فقط، ولحقيق هدف الاحتفاء، وهي هدايا تقديرية وليس جوائز استحقاق رسمية.
الرابع عشر: هذه المبادرة خاصة، ولم تكن بسبب وجود رابطة طلابية دائمة، حيث تساعد روابط الطلاب على تذكر زملاء الدراسة، وترسم لهم الخطط العملية في علاقاتهم مستقبلا، ولكن مجموعة الطلاب استطاعوا بفضل وسائل التواصل تخطي عدم توفر رابطة الخريجين.
الخامس عشر: أهداف الوفاء متعددة، فكثير من المعلمين شعروا بدورهم وقيمتهم، فضلا عن مشاعر والدنا محمد بن صالح الشويعي، والذي عبر فيها عن شعوره الكامن، في أبوته وأخوته وصداقته وحميميته، عبر فقرات الحفل وعبر برنامج حلو الكلام، والذي يقدمه الأستاذ ياسر الشمراني، في إذاعة إم بي سي، فالاحتفاء يشير للرسائل الكامنة، لوزارة التعليم واداراتها وللمعلمين وللمجتمع وللطلاب، سواء في مجال التكريم، أو في إحياء الوفاء، وفي الحديث الشريف، حسن العهد من الوفاء، كما لا أنسى إذاعة الرياض وأخي فهد الشليل، في برنامجه، وإذاعة اكتفيتي، حيث شاركونا التغطية، عن مجموعة طلاب الشويعي الأوفياء.
السادس عشر: غاب في الحدث صوت العلم الشرعي، فيما يخص ربط الحدث، بما في النصوص الشرعية، والتي تستوثق الأهداف السامية للاحتفاء والهدية، والتي كلما ربطت بآية أو حديث، تأثر السمع عنها إيجابا، فالهدية ليست جائزة استحقاق.
السابع عشر: ضخامة التواصل الاجتماعي صنعت هذا الوفاء، وبقي التواصل يندب حظه في مواقع كثيرة ومواقف عدة، حيث تسببت برامج التواصل في جمع 58 طالبا من الطلاب السابقين، وعبر هاشتاق تويتر والذي تداعى بسببه الطلاب السابقين، للاحتفاء بمعلمهم، من داخل وخارج المملكة.
الثامن عشر: قدم الأستاذ صالح بن عبد الله العييري موسوعة من ثلاثة مجلدات لكل المشاركين في الهدية، وبتوقيعه، لكل مشارك بوفاء للشويعي، فشكرا للأستاذ صالح العييري، والذي لم يذكر في أخبار التغطية الرسمية.
التاسع عشر: بذلت المدرسة حفلا مميزا، وقدمت شهادات التقدير للمشاركين في الهدية الكبرى وهدية الأسرة، فشكرا لمن ضيفنا في مدرستنا القديمة، وقد مثلهم المدير العام لإدارة التعليم، بمنطقة القصيم، الدكتور عبد الله الركيان، وبمعية مدير المدرسة الأستاذ ناصر بن محمد القليش.
أخيرا: مدة الإعداد لم تتجاوز 22 يوما، وتدبير الهديا لم يتجاوز أسبوعا، وتناول الخبر إذاعات وقنوات محلية وخارجية، ولا يزال الحدث يشرف أسماع المتابعين، ودعواتهم.
- شاكر بن صالح السليم