حيث يكن الشيب يكون الوقار.. هذا ما عهدناه!
عيرتني بالشيب وهو وقار
ليتها عيرتني بما هو عار
إن تكن شابت الذوائب مني
فالليالي تزينها الأقمار
كنت في صغري أعتقد أن الشيب يظهر فقط لكبار السن ومن تجاوز الأربعين، ولكن ما هي إلا فترة وجيزة حتى رأيت زميلي وقريبي ظهرت عليه شعيرات الشيب فبدأت أسأل نفسي.. كيف أتى إليه الشيب وهو صغير!
وبعد فترة من عناء التفكير وسؤال من هم أهل لسؤال.. استنتجت الجواب الكافي لعامة الأمر فلربما حادثة فزع أو عامل الوراثة هما السبب من الجانب الظاهري.
أما الجانب العلمي، فالسبب مرتبط بنقص مادة الميلانين والخلايا الصانعة لتلك الصبغة التي نقصها يؤدي إلى تغير في البشرة والشعر. لهذا لا تظن أن الشيب في كل الأمور وقار، بل ربما يكون نهار وصبح تجلى في طالعيه..فقد يشيب الشاب في ريعان شبابه كالزهر في بداية ربيعه فمهما أعطي للزهر كل اهتمام فإنه لا يفتح إلا في موسم ربيعه.. وهنا كأن الشاعر الأموي الفرزدق قد أخبر عن لسان الحال فيقول:
والشيب ينهض في الشباب كأنه
ليل يصيح بجانبيه نهار.