طوكيو - واس:
أوضح صاحب السمو الأمير محمد بن سعود بن خالد وكيل وزارة الخارجية لشؤون المعلومات والتقنية المشرف العام على المنتدى السعودي- الياباني، أن الاحتفاء بمرور 60 عامًا على العلاقات بين المملكة العربية السعودية وإمبراطورية اليابان يؤكد متانة العلاقات بين حكومتي البلدين الصديقين وشعبيهما.
جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي عقده سموه في مقر سفارة خادم الحرمين الشريفين لدى اليابان اليوم بمناسبة الاحتفال غداً بذكرى مرور 60 عاماً على إقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، ودشن سموه الموقع الإلكتروني الخاص بالمنتدى.
وأفاد سموه أن مسيرة العلاقة بين المملكة واليابان بدأت رسميًا عام 1955م، وحفلت بالكثير من الاتفاقيات والزيارات المتبادلة بين قيادتي الدولتين. وقال سموه: إن المملكة وهي تمثل العالم الإسلامي وحضارته، والصديقة اليابان وهي تمثل العمق الحضاري والثقافي للشرق، شريكان يعملان معا لحوار الحضارات منذ 2001م، لتحويل ما يشهده العالم من توتر على صعد عدة إلى تصالح ليس بالأقوال وإنما بالعمل الجاد، والمشروعات الثقافية والاجتماعية المتنوعة.
وأبان سمو وكيل وزارة الخارجية لشؤون المعلومات والتقنية أن هذه المسيرة تواصلت عندما أعلن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود -رحمه الله- مبادرة حوار الحضارات عام 2008م في المنتدى السادس لحوار الحضارات بين اليابان والعالم الإسلامي في الرياض، حيث تم تتويج هذه الجهود بتأسيس المملكة وتمويلها لمركز الملك عبدالله العالمي للحوار بين أتباع الأديان والحضارات في فيينا 2011م.
وقال سموه: إن ما يعزز العلاقة بين المملكة واليابان هو المشترك بيننا فكلانا قدم نموذجاً حضارياً توافقياً بين الأصالة والتحديث، فالمملكة بإرثها الحضاري الإسلامي حافظت على هويتها الإسلامية في عالم يسابق الزمن للتحدث والتغيير، كما أن اليابان استطاعت التقدم والريادة في المجالات الصناعية والتكنولوجية مع محافظتها على إرثها الثقافي، وتقاليدها.
وأكد سموه تطلع المملكة لتطوير علاقاتها بما يحقق مصالح الحكومتين والشعبين السعودي والياباني على مختلف الأصعدة، خصوصاً مع توفر تقنيات الاتصال الحديثة، مشيراً سموه إلى أن مجالات التعاون بين البلدين واسعة حيث تعد اليابان أحد شركاء المملكة الأساسيين في مجالات الطاقة، والتنمية الاقتصادية، والتنوع الصناعي، وتكنولوجيا المعلومات، والتبادل التجاري، والتدريب وتنمية القوى البشرية، وأن مما يسهم في نجاح هذا التعاون هو الشراكة بين القطاع العام والخاص في الكثير من المشروعات القائمة بيننا.
وتابع سموه يقول: إننا نتطلع لتعاون أوسع بين المملكة واليابان في مجالات جديدة مثل الطاقة المتجددة والمياه، فالتحدي المستقبلي الكبير الذي يواجه البشرية الآن هو في مجالي الطاقة والمياه، وعلى الرغم من أهمية الجوانب المادية في العلاقات بين الدول، فإن علاقة الشعوب هي الأساس.
وأضاف سموه، يحدونا الأمل أن نوسع التعاون بيننا في مجالات أخرى، لتشمل برامج مشتركة على مستوى الشعبين الصديقين، تزيد من أواصر الروابط بيننا مثل تنويع البرامج الثقافية وطرحها في مشروع ثقافي واضح، وتكثيف وتبادل الزيارات، والاستفادة مما تقدمه تقنيات الاتصال الحديثة التي وفرت العديد من أشكال التواصل، ليس بين الشعوب فحسب وإنما أيضاً التحاور والمشاركة في الآراء والتطلعات، فيما بات يعرف بالدبلوماسية العامة أو الشعبية.
عقب ذلك أجاب سموه عن أسئلة الصحفيين، حيث أكد سموه حرص المملكة وسعيها لنقل التقنية إليها مستشهدًا بابتعاث أكثر من 800 طالب وطالبة لليابان أغلبهم يدرسون في تخصصات هندسية وعلمية لنقل هذه التقنية والعلوم والمعارف لبلادنا، مشيراً سموه إلى أن المملكة تعمل وتحث على تدريب كثير من هؤلاء الطلاب داخل الشركات اليابانية ومنها على سبيل المثال تقنية صناعة السيارات، حيث إن للمملكة كثيرا من التجارب مع العديد من الدول المتقدمة. وجوابا عن سؤال حول سياسة المملكة، قال سموه: سياسة المملكة العربية السعودية ثابتة لا تتغير منذ عهد الملك عبدالعزيز -رحمه الله- والمملكة تعمل وتحرص على الانفتاح على العالم، وخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -أيده الله- يعمل منذ توليه مقاليد الحكم على تأكيد أن المملكة ماضية في سياستها الخارجية ومراعاة مصالحها.
وقال سموه: إن المملكة ترفض أن يتدخل أحد في شؤونها الداخلية، والعرب قادرون على حل مشاكلهم، ونحن نعمل مع جميع دول العالم بالأعراف الدولية، وتحت مظلة الأمم المتحدة والجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي وستستمر سياستنا على ما هي عليه.
ورداً على سؤال حول أهمية توطيد العلاقات من خلال البرامج الثقافية وغيرها، أكد سموه أهمية عمل مركز أو عمل مؤسسي قائم في الدولتين، مبيناً أن هذا سيتم طرحه خلال المنتدى مرحباً بزيارة الصحفيين اليابانيين للمملكة.
وعن الشأن في اليمن، قال سموه: اليمن دولة شقيقة جارة وبلادنا سباقة في مد يد العون لليمن وشعبه منذ الأزل، لكن المشكلة تكمن في تدخل بعض الدول الإقليمية لمصلحة أقلية في اليمن وتفرض سيطرتها هذه الأقلية على رأي التوافق السياسي الذي أقره اليمنيون، حيث أقروا مبادرة مجلس التعاون الخليجي التي رعتها الأمم المتحدة والدول العشر، ووقعت عليها جميع الدول بما فيها الأعضاء الدائمون في مجلس الأمن، ومن ثم كان هناك مؤتمر السلم والحوار اليمني وملحقاته الاقتصادية والسياسية والأمنية التي وقعت عليها جميع الأطراف بما فيها الحوثيون ولكن مع الأسف أبوا وأرادوا رفضه بعد هذه التوقيعات وانقلبوا على الشرعية في اليمن وهددوا حدود المملكة ودول الخليج، وبعد هذا كله صدرت قرارات الأمم المتحدة، وبناء على طلب الرئيس الشرعي في اليمن ارتأت المملكة ودول التحالف الاستجابة لدعوة الرئيس الشرعي في اليمن. وكان سفير خادم الحرمين الشريفين لدى اليابان أحمد البراك ألقى كلمة رحب خلالها باسمه ونيابة عن منسوبي السفارة بسمو وكيل وزارة الخارجية للتقنية والمعلومات المشرف العام على المنتدى السعودي الياباني بمناسبة الاحتفاء بمرور 60 عاماً على إقامة العلاقات الدبلوماسية بين المملكة العربية السعودية واليابان، مؤكداً أن هذه العلاقات اتسمت بالثبات والاستقرار والنمو الجيد منذ نشأتها.
وأشار السفير البراك إلى أن مشاركة المملكة واليابان في هذا الاحتفاء بهذه المناسبة وسط حضور عدد من الوزراء والمسؤولين من مختلف الجهات الرسمية ورجال الاقتصاد والأعمال يترجم ويعكس حرص القيادة في كلا البلدين الصديقين على استمرار علاقات التعاون والصداقة بينهما وفتح مجالات جديدة للتعاون ودفعها إلى الأفضل، لتكون الستون عاماً القادمة -بمشيئة الله- كسابقتها حافلة بالعديد من الإنجازات وتحقيق المزيد من الطموحات.