لوسي ب ماركوس:
إن هذا موسم الجمعيات العمومية أي هذا الوقت من السنة الذي تجتمع فيه بعض من أكبر الشركات في العالم من أجل أخطار المساهمين وإجراء ما يبدو أنه حوار معهم وخلال الشهرين المقبلين سوف تتحدث سلسلة من الشركات عما الذي أثر على أدائها خلال العام المنصرم والقرارات التي اتخذتها مجالس الإدارة فيها.
لقد كانت تلك الاجتماعات تعقد في الماضي بدون جلبة وكان الناس لا يهتمون كثيراً بها في معظم الأحيان ولكن الأمر تغير خلال العامين الماضيين فالاقتصاد المتدهور واتساع انعدام المساواة قد حفزت المزيد من الناس على أن يصبحوا مهتمين بشكل أكبر بنشاطات الشركات وأولئك القائمين على إدارتها وبهذا التغيير فلقد اتسع الاهتمام إلى ما هو أبعد من الرؤساء التنفيذيين والفرق التنفيذية ليصل إلى أولئك الذين كانوا موجودين في السابق في صندوق أسود: أعضاء مجالس إدارة الشركات.
لقد بدأ المساهمون وغيرهم سنة 2012 بتسليط الضوء على مجالس الإدارة وبدأوا يستفهمون عن قراراتها ونشاطاتها وعن أعضاء مجالس الإدارة وهكذا بدأ ربيع المساهمين. لقد تعب الناس من أعضاء مجلس الإدارة الذين لا يسمعون والذين يعملون في غرف عازلة للصوت حيث يبدو انهم يتجاهلون الحقائق الاقتصادية والمزاج الشعبي. لقد أرادوا مواجهة أولئك الذين يقررون الرواتب الخيالية للتنفيذيين أو يعتمدون قرارات الشركات بالتلاعب المعقد للضرائب. لقد أراد الناس ان يعرفوا ما إذا كان أعضاء مجلس الإدارة يقومون بواجبهم أو فقط يجلسون في مقاعدهم ويتقاضون أجراً جيداً.
لقد كان العديد من الشركات ومجالس الإدارة فيها يأملون أن هذا الاهتمام المتزايد سوف ينقضي بسرعة ولكن عوضاً عن ذلك وصل هذا الاهتمام لمرحلة النضوح، واستمر السخط بالتصاعد والآن لا يريد المستثمرون والموظفون والسياسيون والناس بشكل عام أن يعرفوا عن أجور التنفيذيين فحسب ولكن أيضاً عن التناقض المذهل بين ما يجنيه أكبر وأصغر موظف في تلك الشركات كما يريدون أن يعرفوا ما تفعله الشركات من أجل التعامل مع التغير المناخي وما إذا كانت تلك الشركات لديها مسؤولية اجتماعية وكيف تتصرف في مناطق الصراعات وغير ذلك الكثير.
إن أولئك الذين يطرحون الأسئلة لم يعودوا قانعين بالاحتجاج في الخارج فلقد اصبحوا أكثر إدراكاً لكيفية توصيل وجهات نظرهم وشراء الأسهم والكلام من خلال الميكروفون ومواجهة أعضاء مجلس الإدارة وذلك حتى يتم تضمين أسئلتهم في محضر الاجتماع الرسمي وهم الآن يضغطون على المستثمرين الكبار في الشركات من أجل مساءلة أعضاء مجلس الإدارة كذلك.
إن الأسئلة التي يتم طرحها والتصريحات التي يتم الادلاء بها يمكن أن تكون طويلة بشكل يزيد عن الحد ولكن الكثير منها شرعية وهي مهمة في تذكير مجالس الإدارة بأنه يتوجب عليها خدمة النظام البيئي الكامل للشركة أي المستثمرين والموظفين والزبائن والمجتمع على حد سواء وفي واقع الأمر فإن تلك الاجتماعات المفتوحة تذكرنا بإنه يتوجب على أعضاء مجلس الإدارة أن يسألوا الأسئلة الصعبة طيلة السنة بدلاً من الموافقة التلقائية على اقتراحات الإدارة أو الذهاب فقط لمجرد التواصل مع الآخرين.
إن من المثير للاهتمام أنه بينما اكتسبت الحركة من أجل مساءلة مجالس الإدارة اهتماماً أكبر، تبنت بعض الشركات أساليب جديدة للدعوة لعقد الاجتماعات السنوية للمساهمين. لقد كانت تلك الاجتماعات في السابق اجتماعات رزينة ورسمية إلى حد كبير، فالإدارة العليا للشركات تشرح للمستثمرين وأعضاء مجلس الإدارة شكليات تقديم التقارير خطوة بخطوة وتقدم النتائج وتتلقى الأسئلة وبعد ذلك يتم التصويت وينتهي الاجتماع وكان يتم تقديم الشاي والقهوة والبسكويت ولكن بدون تقديم أشياء فاخرة.
لكن في السنوات الأخيرة صار هناك توجه إلى اجواء تشبه الكرنفالات حيث تقوم الشركات باحضار فنانين كبار وتحول المناسبة إلى احتفالات وفي العام الماضي وخلال الجمعية العمومية السنوية لشركة وال مارت كانت هناك عروض فنيه لهنري كونيك الابن وروبن ثيك وفارل ويليامز وفي سنة 2013 كان هناك عرض فني للمغني التون جون.
على العكس من ذلك هناك شركات قد تحولت من النقيض إلى النقيض وتبنت بشكل كامل الاجتماعات الافتراضية. يجتمع مجلس الإدارة أمام كاميرا وذلك للتواصل بشكل مباشر عبر الإنترنت مع المساهمين حيث يتلقون الأسئلة والتي تم تقديمها في وقت سابق ويتجنبون الاحتجاجات تماماً وفي هذا العام انضمت شركة اتش بي إلى شركات سبرينت ومارثا ستيورت ليفينج اومنيميديا وتبنت هذا التوجه.
إن هناك فائدة من وراء عقد اجتماع بوجود عنصر افتراضي فالأعمال التجارية عالمية وهذا ينطبق كذلك على المستثمرين والذين بإمكانهم المشاركة بدون الحاجة لأن يسافروا بالطائرة ولكن عقد الاجتماع عبر الإنترنت بالإضافة إلى التواصل مع الجمهور بشكل مباشر يشكل مزيج مثالي وبنما يمكن ان تجادل الشركات ان الاجتماعات الافتراضية تماماً توفر الأموال -وهذا صحيح طبعاً- فإن المستثمرين لا يحتاجون إلى روبن ثيك فهم سوف يكتفون بوجود أرقام جيدة ومناقشات جادة وبسكويت جاف.
يجب على مجالس الادارة والمديرين أن يأخذوا هذه الاجتماعات على محمل الجد. ان جزء من المهمة هو مواجهة اولئك الذين لديهم شيء على المحك. إن استضافة فعاليات مثل السيرك والاختباء خلف الكاميرات لن يمنع من توجيه الأسئلة الصعبة. أن تبوأ مقعد على طاولة مجلس الإدارة ينطوي على مسؤولية أن تقف وتؤدي هذا الجزء الحيوي من الوظيفة شخصياً وبدون المرافقة الموسيقية.
** ** **
لوسي ب ماركوس - هي الرئيسة التنفيذية لشركة ماركوس فينتشر كونسلتنج.
www.project-syndicate.org