الجزيرة - علي بلال / تصوير - مترك الدوسري:
تحت رعاية صاحب السمو الملكي الأمير تركي الفيصل رئيس مجلس إدارة مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية، وبحضور صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن سعود بن عبدالمحسن، احتفلت صحيفة «عرب نيوز» مساء امس بمرور 40 عاماً على تأسيسها، وذلك بالقاعة الرئيسية الكبرى بفندق الأنتركونتننتال بالرياض. وبدأ الحفل المعد لهذه المناسبة بتلاوة آيات من القرآن الكريم، ثم ألقى رئيس تحرير جريدة عرب نيوز محمد بن فهد الحارثي كلمة رحب فيها بالحضور، مستعرضاً نجاحات الصحيفة على مدى 40 عاماً منذ أن أعلنت عن انطلاقها في عام 1975م لتكون بذلك أول صحيفة ناطقة باللغة الإنجليزية في المنطقة، مستذكراً أسماء رواد أسهموا في نشأة صحيفة عرب نيوز منهم صاحب السمو الملكي الأمير أحمد بن سلمان بن عبدالعزيز - رحمه الله -, وهشام حافظ - رحمه الله -، وغيرهم من الرواد، مشيراً إلى أن الصحيفة تهدف لتعزيز مكانتها في مصاف الصحف الإقليمية والعالمية وأن تكون أكثر الوسائل الإعلامية قبولاً وثقة في الشرق الأوسط. وأشار إلى أن الصحيفة تهدف إلى أن تعزز مكانتها المرموقة في الصحافة الدولية, بالتركيز على توازن سياستها التحريرية, وموضوعية تقاريرها وتحليلاتها وأرائها القوية وأن تكون المصدر الرئيس للأخبار والمعلومات، مؤكداً أن هذا المنهج كان له الأثر في زيادة عدد قراء الصحيفة فضلاً عن تطورها في الجوانب الإلكترونية والوصول إلى قرائها عن طريق الإنترنت بمختلف الأشكال. وبيّن الحارثي، أن «عرب نيوز» تعد نافذة المملكة العربية السعودية إلى العالم وتعتبر من أكثر الصحف الانجليزية قراءة في منطقة الشرق الأوسط، مفيداً أن الصحيفة تطرح شكلها الجديد في الوقت الذي يتزامن مع احتفاليتها بمرور 40 عاماً على صدورها. وأشار إلى أن التجديد يسعى لتطوير المحتوى وإدخال عناصر جديدة بالإضافة إلى التطوير في الإخراج والتركيز على الصورة والرسومات التوضيحية، معرباً عن شكره لمنسوبي الصحيفة وكتابها وقرائها وكل من أسهم في نجاحها. بعدها شاهد الجميع فيلماً وثائقياً عن صحيفة عرب نيوز وتاريخها وإنجازاتها المختلفة. عقب ذلك ألقيت كلمة صاحب السمو الملكي الأمير تركي الفيصل بهذه المناسبة ألقاها نيابة عنه صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن سعود بن عبدالمحسن، قال فيها أود أن انتهز هذه الفرصة لتهنئة «أراب نيوز» بمرور 40 عاما على تأسيسها وتحقيقها للنجاح. وأشير هنا الى الكلمة التي القيتا في الذكرى الـ 35 لتأسيس الجريدة عام 2010 . في تلك المناسبة تحدثت عن عدد من القضايا التي تواجه الشرق الأوسط، فقلت عن فلسطين إن الولايات المتحدة مطالبة بالدفع نحو تحقيق حل الدولتين، مع الوصول لدولة فلسطينية قابلة للحياة وهذا المطلب عبّر عنه الرئيس أوباما دوما بكل فصاحة ونريده أن يكون فصيحا بالمثل في تطبيقه. وحول العراق فقد ذكرت أن بعض جيران العراق لديهم نوايا شريرة في انتهاز فرصة النزاع العراقي الداخلي لقضم أجزاء من أراضيه ورأينا انتهاك إيران للأراضي العراقية في بداية هذا العام، وتنظيم داعش يعد نتاجا مباشرا لوصول رئيس الوزراء العراقي السابق نوري المالكي للسلطة والتوجه الإيراني المستمر لتعزيز الطائفية حيثما نجحت في الحصول على موطأ قدم. وقال سموه: قبل 5 سنوات، ذكرت أيضا أن أفغانستان لها مكانة خاصة في قلبي، فأنا لا أحب البلد وأهله فقط ولكنني أيضا أعتقد أنه لم يعط حقه في السلام والازدهار. وما يحتاجه أفغانستان الأن هو نقلة من بناء البلد إلى محاربة الإرهاب بفعالية اكبر. موضحا سموه بأنه تم توضيح أن الولايات المتحدة الأمريكية وبقية دول العالم لن يقبلوا أن تكون أي دولة نقطة انطلاق للقيام بأنشطة إرهابية كما كانت افغانستان منذ عام 1997 وحتى اليوم. ولكن الجانب الأخلاقي الذي حصلت عليه الولايات المتحدة بعد احداث 11 سبتمبر قد تآكل بسبب الإهمال والجهل والعجرفة الأمريكية. أما باكستان، فهي دولة كانت وستظل شديدة التعقيد والصعوبة في التعامل معها نظرا لواقعها الجغرافي، وبصرف النظر عن قرار البرلمان الباكستاني المثير للإحباط بعدم دعم عاصفة الحزم فإن السعودية ستستمر في مؤازرة الشعب الباكستاني الذي يعبر غالبيته عن دعمه للمملكة، هل شاهدتم الحشود التي خرجت إلى الشوارع الباكستانية وهي تحمل صور الملك سلمان وتهتف بمواقفها التي تساند السعودية في اختلاف واضح عن بعض السياسيين في تلك الدولة الذين نسوا ما قدمته المملكة لباكستان منذ نشأتها. وحول إيران، قال سمو الأمير تركي الفيصل: لا تزال القضية النووية في الانتظار على الرغم من الاتفاق حول الاطار ولكن الشيطان يكمن في التفاصيل التي ينتظرها العالم. خيار المملكة المفضل هو أن تكون المنطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل. وهناك بعض النقاط الهامة لم يشملها اتفاق الاطار مع إيران: الأمر الأول هو وجود مظلة أمنية عالمية لدول المنطقة التي تشعر، بشكل مشروع أنها مهددةمن قبل الجيران المسلحين نوويا حاليا أو مستقبلا. الأمر الثاني يكمن في وجود خيار عسكري جيد لتهديد أي طرف يرفض التعاون في إزالة التهديد بالسلاح النووي عن المنطقة. ولكي تصبح هذه النقطة فعالة فإن الخيار العسكري والمظلة الأمنية النووية يجب أن يتم الاتفاق عليهما من قبل الأعضاء الخمسة الدائمين في مجلس الأمن، بالإضافة إلى برنامج مساعدة فنية واقتصادية للدول التي تلتحق بالمنطقة. وأرجو أن يكون الرئيس أوباما الذي جعل نزع السلاح عالميا هدفا له واتخذ خطوات غير مسبوقة في الكشف عن الرؤوس النووية في الترسانة الأمريكية، أرجو أن يجد طريقة ما لجعل منطقتنا خالية من أسلحة الدمار الشامل. وإضافة إلى ذلك، فإن التدخل الإيراني المستمر في الشأن العربي يعد أمرا غير مقبولا، وبينما نتعامل مع الأزمة اليمنية، نجد أن هناك طموحات إمبراطورية إيرانية عبّر عنها السيد علي يونسي في لبنان وسوريا والعراق. وختاما، فإن شعوبنا ودولنا تمر بفترة من الفوضى والتدخلات والتغييرات الضارة. ونحن كعرب ومسلمين ينبغي علينا اتخاذ خطوات استباقية ونصبح اكثر اعتماداً على أنفسنا في تأمين حدودنا والسعي نحو مصالحنا. بعدها تسلّم الأمير فيصل بن سعود بن عبدالمحسن هدية تذكارية بهذه المناسبة قدّمها له رئيس تحرير الصحيفة. كما جرى خلال الحفل تكريم الجهات الراعية للحفل، ومعلني ومشتركي الصحيفة. وفي الختام أقيمت العرضة السعودية. حضر الحفل عدد من المسؤولين وجمع من الإعلاميين وأعضاء السلك الدبلوماسي المعتمدين لدى المملكة.