أ. د.عثمان بن صالح العامر
تتطلب المرحلة الحالية التي نلجها سياسياً وأمنياً بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز وولي ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، تتطلب هذه المرحلة الحرجة والصعبة بكل المقاييس من الشباب السعودي عموماً ومن هم في سن العشرين حتى الثلاثين خاصة أمورًا عدة أهمها في نظري:
- الشعور بالمسئولية الوطنية الملقاة على عواتقنا جميعاً، والالتفاف أكثر من ذي قبل حول قيادتنا وولاة أمرنا الذين يواجهون ونحن من خلفهم حرباً متعددة الوجوه وعلى كل الجبهات.
- إعزاز الرموز دون تقديسهم، وعدم التعريض بهم أو النيل منهم؛ فهذا مما يضر في مثل حالنا اليوم ضرراً شديداً، وقد يفقد هذا الصنيع المشين الثقة بهم، ويورث لدى بعض النفوس الضعيفة اهتزاز الصورة الحقيقية التي يتمتعون بها، فيسري الهوان في النفوس - لا سمح الله - ويفتك بنا الداء، وهذا في النهاية يصب في مصلحة العدو المتربص بنا أيًّا كان.
- الوعي التام بتداعيات وتحديات ومتطلبات المرحلة التي نمر بها؛ إذ من الغبن والغباء أن يوظّف الواحد منا لضرب وطنه، وكسر بابه، وإضرار أهله وهو لا يعلم، سواء أكان ذلك باسم الدين تارة، أم التقدمية والانفتاح تارة، أو غير ذلك مما لا يخفى، وقد يكون من أبناء الوطن السلوك العدائي في صوره وأشكاله المعروفة التي تبدأ بالذم والقدح التقني إلى سفك الدم والقتل المحرّم في شرع الله تحت وطأة التهديد بالقتل والتشريد والتعذيب أو الإغراء بالمال والمنصب والجاه من قبل الأعداء الذين يخططون ليل نهار لضربنا بيد هؤلاء المأجورين الموظفين من حيث لا يعلمون!!!!
- الحذر كل الحذر من الرسائل المغرضة، والتوجهات المشبوهة، والمواقع المأجورة، والجماعات المكفّرة التي قد توظّف العاطفة الدينية، وتهز المشاعر الخيّرة بالمواعظ البليغة، والتخويف من سوء العاقبة، والتحذير من التخاذل في نصرة الدين، وهي في ذاتها قد تكون معاني سامية وأهدافاً عالية، إلا أن للجهاد والنصرة والمواجهة مع العدو الحقيقي للإسلام والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ضوابطه وشروطه التي يسأل عنها أهل الذكر أصحاب الرواية والدراية العارفون خير الخيرين وشر الشرّين المدركون للمطلق والمقيد والخاص والعام ومقتضى الحال وفقه المآل.
- البعد عن مواطن الريبة، والترفع عن سفاسف الأقوال والأعمال التي تحسب على المجتمع الذي تنتمي له والوطن الذي تعيش فيه، فالعالم اليوم بكتّابه ومغرديه ورسّاميه يتحيّن الفرص ويبحث عن مواطن الخلل ليوظّفها في ضرب المنهج والفكر والوطن والناس، فلا تكن عوناً للشيطان على بلادك مهبط الوحي وقبلة المسلمين وبلد الحرمين الشريفين.
- الترفع عن العنصريات والعصبيات التي تفرّق ولا تجمّع، تشتت الأسر وتفسد الود بين الناس وتضرب الوطن في الصميم.
- الجد في طلب العلم والتكاتف والتعاون لحماية الوطن كلاً فيما يعنيه، وعدم التدخل فيما لا يعنيك، والحرص على إتقان العمل الموكل إليك وتتقاضى عليه راتباً شهرياً، فهذا أقل الواجبات التي يحتمها عليك دينك ثم وطنيتك والعقد الذي علقته في ذمتك حين قبلت الانخراط في العمل الحكومي.
- الإكثار من الدعاء لولي الأمر الذي في عنقنا له بيعة، فقد نقل عن الفضيل بن عياض - رحمه الله- قوله: لو أن لي دعوةً مستجابةً ما صيرتها إلا في الإمامِ». حفظ الله بلادنا، ونصر جندنا، وأدام قادتنا، ويسّر أمورنا، وجعل عواقبنا إلى خير، ودمت عزيزاً يا وطني، وإلى لقاء والسلام.