كتب – طارق العبودي
لو قال أحد: إن النادي الفلاني «يرفض البطولة» – أي بطولة كانت – هل سيصدقه أحد آخر؟.. بالطبع لن يجد من يصدقه لأن الأمر الطبيعي والمتعارف عليه هو أن كل الفرق مهما كانت قوتها تبحث عن زيادة رصيدها البطولاتي.
لكن في هذا الموسم تحديدا ظهر فريق «يرفض» بطوع واختيار القائمين عليه والمنتمين له انتزاع البطولة والمحافظة على لقبه الذي احرزه بكل جدارة الموسم الماضي , وهو فريق أولمبي الهلال. هذا الفريق الشاب الذي يضم مواهب عدة تبشر بمستقبل مشرق ذهب ضحية إدارة النادي وقناعات وفكر إدارييه ولا أغفل مزاجية لاعبيه. الفريق لعب حتى الآن 25 مباراة في دوري الأمير فيصل, وبقيت له مباراة واحدة ويحتل مركز الوصافة خلف الشباب بـ3 نقاط, وباتت حظوظه ضعيفة بل وضعيفة جدا في المحافظة على لقبه، إذ يحتاج لعملية حسابية معقدة ليتوج بطلا تتمثل في فوزه في مباراته الأخيرة على الأهلي وخسارة الشباب من الرائد, وهنا يأتي الحسم عن طريق المواجهات المباشرة التي يتفوق فيها الهلال كونه تعادل مع الشباب ذهابا وكسبه إيابا, وكان قادرا على حسم الامور لصالحه بسهولة لو تم التعامل مع المسابقة كما ينبغي.
فالمتابع لأولمبي الهلال خلال مسيرته هذا الموسم اكتشف أن الفريق كان كـ«اليتيم» فلا أحد من إدارة النادي المستقيلة أو الحالية كلف نفسه بحضور تمارين الفريق أو على الأقل مبارياته التي تقام في «النادي» وفي حضورهم رفع للروح المعنوية وتحفيز كبير, وحُرم الفريق بسبب قناعات إداريه وفنية مشتركة من حقه في الاستفادة من 3 لاعبين من الفريق الأول كما تفعل جميع الفرق الأخرى المشاركة في الدوري والتي تستفيد من ثلاثي الخبرة أيا كانت اسماؤهم , باستثناء قرابة 20 دقيقة لعبها حمد الحمد في احدى المباريات ثم استبدل قبل ان يقدم ما لديه, وكانت الاستفادة الهلالية فقط في بعض المباريات من بعض الأسماء للاعبين أولمبيين «صاعدين حديثا» يشاركون على فترات مع الفريق الأول كعبد الله الحافظ واحمد شراحيلي وعبد الله الشامخ وسلطان الدعيع وخالد كعبي.. والغريب ان مرحلة الحسم النهائي أمام الشباب والنصر وقبلهم امام الاتحاد لم يتم اشراك الا الاولمبيين رغم النقص الكبير لدواعي الاصابات او الايقافات.
والأكثر غرابة أن عددا من الاسماء في الفريق الأول لم تجد الفرصة للمشاركة وكان من الاجدى ان يتم دعم الفريق الاولمبي بهم مثل محمد القرني والحمد والمسلم والسالم الذي لايشارك الا مع الاول الا في فترات متقطعة ويحتاج للمباريات ليبقى اكثر جاهزية ولكي تكون مباريات دوري فيصل اختباراً نهائياً لقدراتهم.
كما ان المتابعين للفريق لم يبرئوا اللاعبين من المسؤولية فمزاجيتهم تحكمت في نتائجهم.. لدرجة ان الفريق فقد نقاطا سهلة جدا وفي متناول اليد أمام «هجر والفتح والعروبة والتعاون» كان نصفها على الأقل كفيل بتتويج الفريق بطلا للموسم الثاني على التوالي وبفارق كبير من النقاط.. فيما فاز بكل ثقة على الاتحاد والأهلي والشباب !!.