التغيير سمة مميزة من سمات البشر، والإنسان بطبعة يحب التغيير والتغيير الإيجابي. والإنسان الذي لا يتغير مع مرور الزمن هو إنسان يدور حول نفسه ولا يتغيّر.. كيف يتغيّر وهو لمْ يُغيّر من نفسه. قال الله تعالي {إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ} (سورة الرعد: من الآية 11).
إذن قرار التغيير تملكه أنت وليس أحداً سِواك.. والتغيير له أنماط وأشكال وطرق كثيرة ومنها تغيير السلوك والقيم والمبادئ والفكر والعادات والتقاليد وحب الآخرين والمجتمع. إضافة للتغيير في ما يتعلق في حقوق الآخرين والتعامل مع الآخرين وهكذا جميعها قيم إيجابيه.
غالبية الناس تريد التغيّر للأفضل في حياتها، منهم من يستطيع التغيّر بسهوله، ومنهم من يفشل بذلك. السب يعود إلى عدم القناعة بالتغيير والرضا بالحال والقول: تغيير الحال من المحال.. نسي أنّ ليس هناك محالاً في هذا الكون. من مبادئ أسس التغيّر نسيان الماضي وفتح صفحة جديدة في سجل حياتك وابدأ اليوم.. أقتبس: كن أنت التغيير الذي تريد أن تراه في العالم. المهاتما غاندي.
وكم رأينا في الناسِ من نماذج من ذلك: فكم من فقير معدِمٍ أصبح من أثرياء العالم.؟! وكم من شاعرِ مغمور أصبح شاعراً مميزاً، وكم من روائي أصبح عالمياً، وكم من طالبٍ فاشل أصبح عالماً يشار له بالبنان، وكم من طبيبٍ مبتدئ اكتشف دواء فعال لمرضٍ مُزمن، أنه التغيير والسعي وراء التغيير. أكيد أنتم أيها الأعزاء والعزيزات لديكم نماذج إيجابية لتغيير الإنسان.
يقول علماء النفس: (عندما تطلق لخيالك العنان كي ترسم الصورة التي تحبها في حياتك فإنك بذلك تستخدم قوة التفكير الإيجابي في تغيير واقعك الذي لا تريده).. وكما هو معروف فإن التفكير الإيجابي بمفهومه البسيط استخدام العقل بكل طاقاته وإمكانياته في الاتجاه الصحيح في التفكير الإيجابي بعيداً عن التفكير السلبي المُدمّر. إننا نستطيع التحكم في طبيعة سلوكنا الذي مصدره العقل الباطن من سلبي إلى إيجابي، إذا نحن غيرنا موقفنا الذي مصدره العقل الواعي وذلك باستخدام التفكير الإيجابي. في مدارسنا وبيوتنا وفي المجتمع على الجميع إعطاء الثقة التي تساعد على تشجيع وتحفيز الناس على التفكير الإيجابي وتقديم التوقعات الإيجابية. مثال على ذلك العالم الذي لدية الثقة في نفسه وقدراته والذي يعمل في مركز بحث علمي على اختلاق تخصصاته سوف يبهر العالم في اكتشافه.
مملكتنا الحبيبة فخورة بالطلبة والطالبات الذين رفعوا اسم المملكة في اختراعاتهم ومرده الدعم والثقة بالنفس وهذه بعض النماذج التي أفتخر بها (سجل المبتعث من جامعة أم القرى في بريطانيا محمد أحمد الثبيتي من خلال براءتي اختراع من خلال تصنيعه لعقار طبي يقضي على الخلايا الهرمة، واكتشاف أنزيم بشري مسؤول عن أعراض الشيخوخة).
كما حصل طالب الدكتوراه ساير راشد الفريدي على أعلى جائزة بحثية يمنحها مستشفى كليفلاند كلنك في أمريكا لطلاب الدراسات العليا وهي جائزة الزمالة، وتمنح هذه الجائزة للطلاب الذين حققوا إنجازات بحثية مهمة نشرت في مجلات علمية رائدة.
وابتكر الفريدي اختباراً لتحديد مستوى الاستجابة لدى مرضى سرطان الدم قبل البدء بالعلاج الكيميائي (نافيتوكلاكس) وذلك من خلال دراسة المجاميع الجينية التي تمنع موت الخلية المبرمج، وجرى نشر البحث في المجلة الطبية «Blood» وهي من أهم المجلات المتخصصة والتي تصدر عن الجمعية الأمريكية لأمراض الدم.
أخيراً ما الذي سيتغير؟.. سيتغير الكثير في حياة الإنسان إذا كان إيجابياً في تفاصيل حياته، ستتغير نظرة للحياة والناس وينظر للحياة بتفاؤل.