الجزيرة - واس:
استقبل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله - في مكتبه بقصر اليمامة أمس معالي رئيس البرلمان العربي الأستاذ أحمد بن محمد الجروان، يرافقه نواب ورؤساء اللجان في البرلمان، الذي سلم خادم الحرمين الشريفين وسام البرلمان العربي من الدرجة الأولى تقديراً لمواقفه الشجاعة تجاه قضايا الأمة العربية والإسلامية. وقد ألقى خادم الحرمين الشريفين خلال الاستقبال كلمة، قال فيها:
أنا سعيد اليوم ومسرور بأني ألقاكم في بلدكم المملكة العربية السعودية. ومثل هذه اللقاءات فيها خير إن شاء الله لبلداننا وشعوبنا. والمملكة العربية السعودية تدعم وتؤيد من يسعى في لَمّ شمل المسلمين والعرب. المملكة تشعر بمسؤوليتها. وكما تعرفون منطلق العروبة من الجزيرة العربية، والمملكة تشكل أكبر مساحة من الجزيرة، منطلق الإسلام ومهبط الوحي على محمد - صلى الله عليه وسلم - في مكة المكرمة والمدينة المنورة. وهذا عز لنا، ولكنه مسؤولية كبرى. مسؤوليتنا عن عقيدتنا الإسلامية، عن عروبتنا. وشرف العرب أن ينزل القرآن بلغة عربية على نبي عربي. هنا لا بد أن نتحمل المسؤولية. وإخواننا المسلمون في كل العالم هم أشقاء العرب تماماً، وهذا لا يعني كذلك أن نكنّ العداء للآخرين. كل إنسان دينه بينه وبين ربه. وحوار أتباع الأديان الذي أطلقه الملك عبدالله - رحمه الله - وسياسة المملكة منذ عهد الملك عبدالعزيز وأبنائه (سعود وفيصل وخالد وفهد وعبدالله) نحن الآن نسير عليها، هي لَمّ شمل الجميع من العرب والمسلمين ودول العالم.
وأضاف قائلاً: الآن أصبح العالم صغيراً، والمصالح متشابكة. آسيا وإفريقيا وأوروبا وأمريكا وكل القارات. وكما تعرفون الآن هناك كثير من الجاليات عندنا في منطقتنا، وكثير منا عندهم، لكن حمداً لله أن تكون بلداننا في أمن واستقرار والحمد لله. وأنا أقول بكل صراحة المملكة بلدكم، بلد العرب، بلد المسلمين، ونرجو لكم الخير والتوفيق، ونشعر بمسؤوليتنا تجاه زوار بيت الله الحجاج والمعتمرين كما تعرفون، والحمد لله المملكة تتمتع بأمن واستقرار، وهذا راجع قبل كل شيء إلى أن هذه الدولة قامت على العقيدة الإسلامية، وفي نظام تأسيس الحكم أن دستور المملكة كتاب الله وسنة رسوله، وهذا لا يعني أننا نحارب الأديان، كما قال تعالى {لكم دينكم ولي دين} من غير المسلمين يعني. ونأمل - إن شاء الله - أن نرى في منطقتنا وفي مناطق العالم كله الأمن والسلام والاستقرار، وأن تعيش شعوبنا دائماً في عيش أفضل. والحمد لله منطقتنا - كما ترون - فيها كل خير. نسأل الله - عز وجل - التوفيق. وأشكركم على زيارتكم.
كما ألقى معالي رئيس البرلمان العربي الأستاذ أحمد بن محمد الجروان كلمة، أعرب فيها عن شكره لخادم الحرمين الشريفين على هذا اللقاء، منوهاً بقيادته الحكيمة ومواقفه الشجاعة - رعاه الله - تجاه قضايا الأمة الإسلامية والعربية وكرامتها، التي كان لها أكبر الأثر في نفوس الشعب العربي كافة. وقال: «لقد جاءت مواقفكم تجاه المخاطر التي تواجه الأمة وأياديكم البيضاء الممتدة إلى أرجاء المعمورة خدمة ودعماً للإنسانية، وقيادتكم للتحالف العربي والإسلامي للدفاع عن الشعب اليمني وإرادته الشرعية ضد من سولت لهم أنفسهم التعدي عليه لتثلج صدور الشعب العربي الكبير الذي استبشر خيراً بهذه البادرة». وأشار معاليه إلى أن البرلمان العربي يتشرف نيابة عن الشعب العربي الكبير بمختلف مكوناته وممثليه ونوابه بتقديم وسام البرلمان العربي من الدرجة الأولى لخادم الحرمين الشريفين؛ ليبقى خالداً بوصفه أول وسام للبرلمان العربي تقديراً لمواقفه - أيده الله - الشجاعة تجاه قضايا الأمة العربية والإسلامية بصورة عامة، والجمهورية اليمنية بصفة خاصة.
بعد ذلك تسلم خادم الحرمين الشريفين وسام البرلمان العربي من الدرجة الأولى، الذي يُعد أول وسام للبرلمان.
حضر الاستقبال معالي رئيس مجلس الشورى الشيخ الدكتور عبدالله بن محمد آل الشيخ ومعالي وزير الدولة عضو مجلس الوزراء الدكتور مساعد بن محمد العيبان ومعالي وزير الثقافة والإعلام الدكتور عادل بن زيد الطريفي ومعالي وزير الخارجية الأستاذ عادل بن أحمد الجبير.