فيلادلفيا - عبدالمحسن المطيري:
كان الفكر السائد في صناعة السينما الأمريكية قبل عام 1970 أن كل الإنتاج السينمائي يجب أن يكون داعما للحرب، وفي نهاية 1968 بدأت تتغير وجهات نظر بعض صناع السينما الأمريكية، لكن بعض النقاد يرى أن المخرجين لم يكونوا حادين ضد الحرب وصنعوا نوعاً من الدعاية ، مثلهم مثل طريقة الإعلام الإيراني وأحياناً السينما الإيرانية التي يكون السائد منها يقدم إيران كمجتمع نموذجي للعالم.
الدعاية في السينما تسبب إشكالية من حيث قدرتها على التلاعب في حكم الجمهور، بدأت الدعاية في الأفلام عندما قدم المخرج السوفيتي سيرجي آيزنشتاين فيلمه المثير للجدل «battleship potemkin»، الذي ترك أثراً آيدلوجياً وسياسياً وفكرياً على الجمهور في وقته.
الفيلم الكلاسيكي الآخر ومن أمريكا هذه المرة وهو «Casablanca»، خلق لنفسه محاميا للدفاع عن الحلفاء في الحرب العالمية الثانية، بالتالي يكون بشكل طبيعي من ضمن فريق سينما البرابجندية.
اليوم مع فيلم «American Sniper» نرى أيضا كيف يستخدم السينما من أجل دعاية سياسية و وطنية، في هذه حالة هذا الفيلم يبدو الأمر طبيعياً لأن الفيلم مصنوع من قبل الجمهوري كلينت ايستود الذي صنع الفيلم للترويج لفكرة الأمن الداخلي، كما يوضح الناقد جيسون إيسلي في مقالته «أن الفيلم كان دعاية صريحة مؤيدة للحرب ففيلم مثل القناص الامريكي هو مما لا شك فيه أنه الدعاية اليمينية الصريحة في السينما الأمريكية، ويميل الفيلم إلى أن العراق مسؤول عن أحداث 11/9».
السينما تستطيع تغيير العالم والأفكار ووجهات النظر لهذا استطاعت السينما الأمريكية وقبلها السينما السوفيتية والآن السينما والإعلام الإيرانية أن يكسبوا البعض لصفهم، وهذا ما نحتاجه كدول خليجية، فلدينا الإعلام والمال وقوة النفط والأفكار والأدب والتاريخ والحضارة والعلم، ومتبقي لدينا أن نثق في قدراتنا ونفتح المجال بلا تردد لسينما لا تقدم دعاية وبرابجندا كاذبة كما يفعل الروس والإيرانيون، بل نقدم الحقيقة المغيبة عن العالم والذي يرانا حتى الآن من خلال ما يقدم له من الإعلام الغربي وأحياناً السينما التي تصنعها إيران أو روسيا.