تولى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز -أعزه الله- زمام الأمور في المملكة العربية السعودية بعد إخوانه الملوك الغر الميامين: سعود وفيصل وخالد وفهد وعبد الله أبناء مؤسس هذا الكيان العظيم الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن بن فيصل آل سعود، طيب الله ثراه وتغمدهم الله بواسع رحمته ورضوانه، وهو الذي لم يكن بعيداً عن مخرجات الحكم والقيادة؛ فقد نهل من معين مدارسهم وتجاربهم في الحكم والقيادة فولي إمارة الرياض العاصمة السياسية للمملكة العربية السعودية وهو في سن مبكرة بعد أخيه الأمير الراحل نايف بن عبد العزيز رحمه الله حتى أصبح الخبير المخضرم في شؤون الدولة الداخلية والخارجية عبر تاريخ طويل في العمل مع الدولة وقادتها، أمد الله في عمره، فقد عاصر خمسة ملوك بعد والده رحمهم الله جميعاً حيث عمل مع اخوانه في خدمة هذه البلاد الطاهرة وأهلها الأوفياء ولمس عن قرب تطلعات الملوك السابقين وعلى مر عصورهم اهتمامهم الكبير بهذه البلاد السعودية العظيمة المترامية الأطراف وحرصهم على إسعاد شعبهم النبيل، ولمس أيضاً مشاعر الحب والولاء الصادق من أبناء الشعب السعودي الوفي في كل أرجاء المملكة العربية السعودية لملوكه وأمرائه فعمل بكل أمانة وإخلاص ليلاً ونهاراً بلا كلل ولا ملل ولا يدخر ما في وسعه لتحقيق أمنها ورخائها واستقرارها وعزتها حتى عد من الرجال الصانعين للقرار القيادي والسياسي السعودي فمنذ أن كان أميراً للرياض حيث تربع على عرش إمارتها كأكبر منطقة في مناطق المملكة العربية السعودية حتى تجاوزت مدة امارته أكثر من ستين سنة، حفظه الله ورعاه، فنهضت العاصمة في عهده حيث نفذت العديد من المشاريع التنموية والعمرانية والاقتصادية والزراعية والصحية والتعليمية واكتملت جل البنية التحتية فما المشاريع الكبرى التي تمت بفضل الله إلا كان هو مهندسها الأول بتوفيق الله، ولو أخذت في تعدادها لتطلب مني ذلك مجلدات وأسفارا لا مجال لذكرها في هذه العجالة؛ فالمشاهد والملموس على أرض الواقع أعظم دليل والأمثلة كثيرة ولا نزال نرى ذلك جلياً ومستجداً حتى اليوم وما افتتاحه حفظه الله بالأمس القريب للحي التاريخي البجيري بعد تطويره ليكون معلماً تراثياً وسياحياً واعادة بناء مسجد امام الدعوة السلفية الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله في الدرعية عنا ببعيد، وخادم الحرمين الملك سلمان سلمه الله تولى وزارة الدفاع ثم ولياً للعهد في عهد أخه الملك الراحل عبد الله بن عبد العزيز رحمه الله، وذلك بعد وفاة أخويه صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز وصاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز تغمدهما الله بواسع رحمته حتى آلت إليه الأمور بمبايعته بالملك بعد وفاة الملك عبد الله بن عبد العزيز طيب الله ثراه، فخادم الحرمين الشريفين الملك الهمام سلمان بن عبد العزيز أعزه الله بطاعته وأيده بنصره وتوفيقه وأمد في عمره وألبسه ثياب الصحة والعافية يسعى إلى الأخذ بأسباب التقدم والازدهار لشعبه ومملكته والنهوض بهما إلى مصاف الدول الراقية المتطورة في كافة المجالات وعلى مختلف الأصعدة، وكان هذا ديدن كل ملوك هذه البلاد السابقين رحمهم الله لتواكب المملكة تطورات العصر الحديث، فكان يساهم مع اخوانه الملوك في صنع القرارات السامية واختيار الرجال الأكفاء واختيار الأصلح والأجدر في المناصب القيادية للدولة وذلك بوضع الرجل المناسب في المكان المناسب وكان إخوته رحمهم الله كثيراً ما يعتمدون عليه بعد الله فكانت اختياراته صائبة وقراراته حكيمة بتوفيق الله، وكان نصب عينيه الرقي والتقدم لأبناء الشعب السعودي النبيل وموضحاً دائماً حفظه الله ان أمانيه وغاياته وجل اهتماماته الأخذ بالبلد إلى أعلى المراكز الدولية واضعاً نصب عينيه الشعب أولاً مؤكداً في هذا الصدد على أعضاء حكومته الرشيدة خدمة الشعب وتلبية احتياجاته والعمل على راحته والنهوض بالبلاد السعودية الفتية حرسها الله موجهاً أيضاً في الوقت نفسه أنه لا مكان للمتخاذل أو المقصر أو المخطئ في حق الشعب وليقينه التام بدور الفكر النير المتفتح والمتجدد واعتماده بعد الله على شباب الأمة فهم عماد الأوطان، أصدر أوامره الكريمة مؤخراً باختياره أولياء للعهد من الشباب ليكونا له عوناً بعد الله على النهوض بالدولة السعودية وشعبها الوفي لمواكبة العصر وتعيينه وزراء وأمراء جدد من الشباب الواعي في أجهزة الدولة أعزها الله والعمل جاري من لدنه يحفظه الله على الإستمرار في التحديث والتطوير لعلمه أيده الله ان العصر الحديث والمستقبل الزاهر يتطلب ضخ دماء جديدة بأفكار شابة واشراك الشباب في النهوض بالدولة السعودية المتجددة فكان اختياره لصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز ولياً للعهد ونائباً لرئيس مجلس الوزراء ووزيراً للداخلية وتعيين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز ولياً لولي العهد وناب ً ثانياً لرئيس مجلس الوزراء ووزيراً للدفاع، وذلك للسير بدفة الدولة نحو الأمام من أجل مستقبل مشرق ولتعطي أفكاراً متفتحة لغد واعد مزدهر ان شاء الله. وكلا المحمدين الأميرين الواعدين قد تخرجا من مدرستين عظيمتين بل من جامعتين عريقتين؛ فالأول ابن نايف ومعروف من هو نايف عليه رحمة الله، والثاني ابن سلمان وما يدريك ما سلمان إنهما أبناء عبد العزيز بن عبد الرحمن بن فيصل آل سعود بطل الجزيرة وباني مجدها تربيا على يديه وتطبعا بأخلاقه وفروسيته ونبله وتخرجا من مدرسة الأم العظيمة الأميرة الجليلة حصة بنت أحمد السديري رحمها الله وأسكنها فسيح جناته.
إن نايف وسلمان رجلا الدولة الأوائل ومن الطراز الأول الذي يقل أن يجود الزمان بمثلهما حكمة وقيادة عزم وحزم سياسة وشجاعة بسالة واقدام عطاء وتضحية كرم وشهامة قوة واقتدار تواضع وحلم من غير ضعف بشاشة ولين جانب، إن التطلع للمستقبل يتطلب الموازنة بين الجمع بين خبرة الماضي والأخذ بأسباب التحديث فما كان بالأمس لم يعد بالضرورة صالحا اليوم فالأمور والحياة في تجدد مستمر، ولابد من مواكبتها فالملك سلمان بن عبد العزيز حرسه الله يدرك وفقه الله ان لكل زمان دولة ورجال؛ فلذلك لابد من التجديد والتحديث المستمرين لمسايرة التطور في العصر الحديث وليس معنى ذلك ان الاستغناء عن أصحاب العقول النيرة وأصحاب التجارب الخيرة من أولئك الرجال الأفذاذ بل ليبقوا محل استشارة وليستفاد من خبراتهم العملية في معترك الحياة، وهذا ما اتخذه الملك سلمان وهو صاحب الخبرات والتجارب السياسية العريقة والإدارية النشطة وبنظره الثاقب أبقى بعض المسؤولين في الحكومة الرشيدة كمستشارين أو تكليفهم بالعمل في مناصب أخرى فنقول للذين سبق أن عملوا في الدولة وخدموا مواطنيهم ووطنهم في أكثر من موقع ولسنوات طويلة وعلى رأسهم ولي العهد السابق صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبد العزيز وصاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية حفظهما الله وفيتم وكفيتم وأديتم الأمانة حملتم الرسالة العظيمة التي أولاكم اياها خادم الحرمين الشريفين وشعبكم الوفي فجزاكم الله عن بلدكم وأمتكم خير ما يجزي به قائد عن شعبه ووطنه وابقاك الله لنا يا سلمان الخير والبركة قائداً لشعبك المحب لك ونبايعك ونبايع أولياء عهدك أعزكم الله نبايعكم على كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وعلى السمع والطاعة في المنشط والمكره، وأسأل الله الكريم رب العرش العظيم أن يحفظ لنا خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود وسمو ولي عهده الأمين الأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية وسمو ولي ولي العهد المظفر صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع وحكومتنا الرشيدة وحفظ الله بلادنا السعودية بلاد الحرمين الشريفين من كل مكروه وأدام عزها وحفظ عليها أمنها واستقرارها, انه سميع مجيب وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.