حوار - عيسى الحكمي:
محمد الشلقان، نجم هجوم النصر السابق، اعتزل الكرة لكنه لم يعتزل عشقه النصر، فهو مع زملاء مرحلته دائم النقاش في كل شؤون ناديه، ولا يتأخر من واقع خبرته في مد يد العون لكل من يصل إليه من اللاعبين خصوصاً بعد أن قرر الاستثمار في المجال الرياضي.
«الجزيرة» في حدث الاحتفال بالبطل المتوّج التقت الشلقان في حديث خاص عن البطولة النصراوية الجديدة فخرجنا منه بما يأتي:
* كابتن محمد، وأنت تعيش الفرحة مع جيلك وكل أجيال النصر ببطولة الدوري هذه الأيام، ما هي مشاعرك التي نستطيع رصدها خلال هذا اللقاء؟.
- الحمد لله على كل حال، البطولة بالنسبة لي هي تجديد عهد بنصر بطل، وعودة صحيحة لطريق البطولات، ومؤشر قوي على بناء متين لقاعدة الفريق.
من وجهة نظري أن جميع مكونات النادي من إدارة وأعضاء شرف ولاعبين وجماهير يسيرون بالفريق في الطريق الصحيح، وتحقيق البطولات هو المقياس الحقيقي لهذا الأمر، وقد بات أمراً ملموساً.
إنني أشعر بالفخر لأن البطولة جاءت لتجديد الذكرى بماضي النصر الجميل، وتفتح الآفاق لنعيش حاضره الرائع.
* بماذا شعرت بعد صافرة النهاية لديربي العاصمة وتتويج النصر باللقب؟
-المشاعر تختلف عند العاشق من 30 عاماً وأكثر عن غيره، مهما تحدثت لا أستطيع البوح بكل ما بداخلي فالسعادة والفخر أقوى من الكلمات، أنا سعيد بأن النصر عاد بطلاً بقوة فهو البطل على صعيد الفريق الأول والناشئين والشباب، إذاً نحن لسنا أمام فرحة وإنجاز عادي، الفريق بكل مكوناته الكروية يعيش أجواء البطولة ويقف بشخصية وهيبة البطل.
* كيف عشت سيناريو مباراة الحسم أمام الغريم الهلال؟
- طبعاً هي مباراة مفصلية والجميع عاش موجتها قبل أن تبدأ، على الصعيد الشخصي كنت أقول لزملائي وأصدقائي من لاعبين سابقين وأعضاء شرف ومقربين لي إن كلمة السر ستكون في ضبط الأعصاب والحمد لله كان فريقنا في الموعد على هذا المستوى، لقد قلت إذا دخل النصر هادئاً وحقق أهدافه في الشوط الأول سيخرج الهلال عن المسار في الشوط الثاني، وهو الأمر الذي تحقق، لقد افتقد الهلال للسيطرة وللقائد، والعمل صحيح في النصر، وهنا يجب أن نشيد بالتهيئة التي عملها الأمير فيصل بن تركي، ما جعل الفريق يسير بالطريق الصحيح في جميع المنعرجات، والأهم أن وتيرة النصر تركز على الملعب ولا يأبهون بما يجري خارجه، وفي مباراة الديربي وقع الهلال في الجرف الذي كان يريد إيقاع النصر فيه.
* هل توقعت أن يتجاوز النصر الظروف الصعبة التي ألمت به في الأمتار الأخيرة من الموسم ويذهب للبطولة بهذا السيناريو؟.
- بدون شك، الاختبارات الصعبة هي التي تُولد الأبطال، من وجهة نظري الإدارة النصراوية وضعت قاعدة صلبة لمواجهة كل الاحتمالات، فخيار الصمت في مقابل العمل جعل التركيز على النتائج ثابتاً، وهذه فلسفة مهمة جعلت الاستعداد على أعلى مستوى لجميع المخاطر ومنها الإصابات، لقد أصيب غالب والفريدي وغاب عمر وأدريان ولم يتأثر الفريق بفضل الله ثم بفضل البديل الذي أوجدته الإدارة من أجل أن تترك الكلام للنتائج، وهذه فلسفة ناجحة ومهمة.
* هل تعتقد أن تسليط الإعلام على الفريق كان سيضره لو أنه انجرف لهذا المنعطف؟
- الإعلام سلاح مهم، والأهم كيف تستخدمه، أذكر عندما كنت لاعباً وأمر بفترة ذهبية كان الرمز الراحل الأمير عبد الرحمن بن سعود يقول لي: «يا شلقان الإعلام يخفي بروز اللاعب إذا تجاوز اللاعب معه وترك خطواته للأمام».
ويضيف: إدارة النصر تتعاطى من الموسم الماضي مع الإعلام بطريقة ممتازة جداً، الأمير فيصل يقود دفة الأمور بحكمة ولا يتجاوز حديث الحدث، وبعد المباريات يدخل مع لاعبيه في برنامج التهيئة للمباراة التالية، وهذا سر آخر من أسرار التفوق وبطولات النصر الأخيرة.
* تركز كثيراً على عمل الأمير فيصل.. هل أنت معجب به لهذا الحد؟
- لا شك الأمير هو نجم المرحلة، والرجل اكتسب خبرة كبيرة من خلال المواسم الماضية، وبات في وضع ممتاز من حيث السياسة الإدارية، يعجبني بعده عن المهاترات، ولا يلجأ للتصريحات المضرة بفريقه، يتعامل مع الحدث في حينه وينظر للأمام دائماً.
أيضاً، أجزم أن القرار الجريء بإبعاد المدرب كانيدا بعد الجولة التاسعة كان نقطة تحول لأن المدرب كان يطبق طريقة لا تخدم الفريق.
* لو سألتك عن الفرق بين نصر العام الماضي، والنصر الحالي ما الأقوى؟
- الاثنان بطلان، إنه النصر في كل زمان، لقد استطاع الفريق في الموسم الماضي تطويع الظروف لصالحه، وفعل الأمر ذاته في هذا الموسم، وأثبت أنه الفريق الأقوى الآن في السعودية، والفريق يستحق المراهنة على بلوغه القمة.
* بحكم العلاقة العملية بينك وبين الكابتن عبد العزيز الجبرين بوصف مجموعتكم تدير أعماله كيف رأيت الكابتن عبد العزيز؟
- تبقى شهادتي مجروحة في عبد العزيز، يكفي أنه يقدم نفسه بنفسه للجميع، وأتمنى له التوفيق وجعل مرحلة التألق هذه منطلقاً للأفضل في المواسم القادمة، وأنا واثق من القدرات العالية للجبرين، فهو نجم متكامل وقبل وبعد ذلك يعرف مصلحته جيداً ويحافظ على برنامجه، وهذا من أهم مقومات اللاعب الناجح، أتمنى له التوفيق ولجميع رفاقه في الفريق.
* كلمتك الأخيرة:
- ألف مبروك لجميع النصراويين من أعضاء شرف وجماهير ولاعبين سابقين وحاليين، وشكراً لـ»الجزيرة» على هذه التغطية.